الخليج العربي

قصة نجاح شيخ الصناعيين السعوديين ” ناصر الحميد “

قصة نجاح شيخ الصناعيين السعوديين ” ناصر الحميد ”
دائما في مجتمعنا يظهر شخص طموح واصرار وعزيمة شخصية واعية، يضع هدفا ويسعى جاهدا لتحقيقه. ومن بين تلك الأشخاص، يبرز الشيخ ناصر الحميد، رائد تصنيع التكييفات في السعودية، ويعتبر “شيخ الصناعيين السعوديين”. بدأ حياته في سوق العمل عندما كان عمره 10 سنوات، وكان لديه حلم واحد يهيمن على تفكيره وحياته، وهو حلم المعرفة والتعلم. عندما بلغ عمره 16 عاما، انضم إلى شركة “أرامكو”، ومن هنا بدأت طموحاته تتصاعد بفضل المعرفة والتعلم. استطاع بذلك أن يبتكر اختراعات في مجال “التكييف والتبريد”. ومن هنا عاد تفكيره ليقوده إلى فكرة إنشاء مصنع خاص به. تحقق هذا الحلم له في عام 1955 عندما أنشأ مصنعا صغيرا، وبفضل صبره وجهوده اللا مثيل لهما، تحول المصنع الصغير تدريجيا إلى مجموعة مصانع ناصر الحميد، وبسبب هذه الإنجازات حصل على لقب “شيخ الصناعيين السعوديين .

والجدير بالذكر أن ناصر الحميد لم تكن اهتماماته تنصب على الجانب المادي، بل كان يسعى دائما للتعلم واكتساب المعرفة في التكنولوجيا الحديثة. واستطاع من خلال عمله في `أرامكو` أن يحصل على الكثير من المعلومات التكنولوجية والمعرفة، وساعده في ذلك تنقله المتكرر بين أقسام الشركة. حيث أشار إلى أنه نقل حوالي 7 مرات بين أقسام مختلفة في الشركة خلال فترة تقل عن 5 أعوام .

أقوال ناصر الحميد حول `بحر المعرفة`
وصف ناصر الحميد رحلته العلمية باستخدام العبارات التالية

“أنا من أوائل الصناعيين في المملكة العربية السعودية  ، و تنقلت كثيرا في أقسام “أرامكو” حتى أن المسؤولين بالشركة في ذلك الوقت لم يعجبهم كثرة تنقلاتي،  وبالتالي نقلوني إلى قسم الجيولوجيا، كعامل أجمع لهم عينات من التربة لتحليلها من أجل اكتشاف مواقع آبار البترول والماء، وكانت طبيعة هذا العمل تحتم علينا أن يكون مقر العمل والإقامة في الصحراء، وهذا يعتبر عقابا لي، إلا أنه كان فرصة كبيرة لكي أتعلم بحرية أكثر من خلال فك كثير من الأجهزة وتركيبها دون رقيب، نظرا لأن الموقع الذي نحن فيه لا يوجد فيه إلا أنا وبعض العمال المكلفين بجمع عينات يومية وإرسالها إلى مختبرات الجيولوجيا، وأتاحت لي هذه التنقلات المستمرة والفضول المعرفة وتعلم أشياء لم أكن أعرفها من قبل، فكانت بمثابة بحر معرفة بالنسبة لي, وهذا بالضبط ما كنت أبحث عنه “.

أضاف ناصر عبد الحميد شيخ الصناعيين السعوديين إلى ما قاله سابقًا:

ثم بدأت أول مشروع شخصي مع أحد زملائي، لكنه لم يستمر لفترة طويلة حتى توقف. بعدها شعرت بأن لدي أفكار يجب تنفيذها، والمكان الوحيد الذي يتيح لي حرية تنفيذ تلك الأفكار هو مشروعي الخاص. فعلا، بدأت العمل على ذلك. من المفارقات التي تستحق الذكر، عندما بدأت التفكير الجاد في إنشاء المصنع، أخبرت العديد من أصدقائي بفكرتي ورغبتي في الحصول على أرض لذلك، واستهزأ بي العديد منهم. كانوا يتساءلون إن كان هناك شخص يريد اليوم الحصول على أرض لتأسيس مصنع. ومع ذلك، حاولت عدة مرات، وتعاملت مع مسؤولين مختلفين للحصول على قطعة الأرض. وكلما علم أي مسؤول بطلبي للأرض، زادت علامات الاستفهام لديه. ومع ذلك، أصررت على الحصول على الأرض ونجحت في ذلك، وحققت نصف الحلم في عام 1955. بقي النصف الآخر من الحلم وهو إنشاء المصنع، وفعلا بدأت في تنفيذه وتحويل أفكاري إلى واقع. في ذلك الوقت، كانت لدي العديد من الأفكار ولم أجد داعما أو مساعدا لتحقيقها. بعد ذلك، وجدت المكان الذي يمكنني فيه تنفيذ جزء من أفكاري وتحويلها إلى واقع.

كما يقول المخترع المبدع ناصر الحميد

لم أجد شخصا يستقبل أفكاري واختراعاتي ويرعاها، ولا يوجد لها المكان المناسب للنمو سوى جهدي الذاتي، ويكفي أنني حصلت حتى الآن على أربع براءات اختراع من “مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية” لتلك المنتجات التي أصبحت أنا المنتج والمسوق لها محليا وعالميا، بالإضافة إلى عدد من الاختراعات التي قمت بتنفيذها كنماذج في الواقع، ولكنني لم أقم بإنتاجها أو تسويقها بسبب الدعم المالي الغير كافي.

 ابتكارات ناصر الحميد تجعله رائدا في مجال التكييف
ناصر الحميد، شيخ الصناعيين السعوديين، نجح بفضل معرفته وعلمه في الحصول على لقب رائد المكيفات بعد تقديم ستة ابتكارات في مجال المكيفات. ابتكاراته ساهمت في تحسين أداء أجهزة التكييف، وخاصة في منطقة الخليج حيث يعتمد السكان على التكييف بشكل أساسي بسبب الظروف المناخية القاسية. استمر ناصر الحميد في ابتكاراته حتى وصل إلى 18 اختراعا في مجال الصناعة، وتتمثل هذه الاختراعات فيما يلي

في مجال التكييف، تم ابتكار مكيف صحراوي مهجن يبرد حوض التكييف عن طريق توصيله بجهاز تبريد مرتبط بحوض التكييف الصحراوي عبر أنابيب نحاسية. من خلال هذا الاختراع، يمكن للشخص التحكم في درجة الحرارة المطلوبة من خلال جهاز “الترموستات.” يعتبر هذا المكيف الأول من نوعه في العالم وحاز على براءة اختراع .

قام ناصر الحميد أيضا بابتكار جهاز لتنقية أملاح المكيف الصحراوي، ويتم تثبيت هذا الجهاز داخل المنزل ويربط مع المكيف الصحراوي، وكل 15 أو 30 يوما، يقوم الشخص بإعادة برمجته وفقا لرغبته، ويتميز هذا الجهاز بالتشغيل التلقائي، حيث يقوم بسحب الماء القديم خارج المكيف باستخدام مضخات، ويقوم أيضا بتصفية الهواء ومنع انتشار الجراثيم والبكتيريا والأتربة .

– “ابتكر ناصر الحميد أيضًا “برادة ماء” تعمل بالأشعة، حيث عند وضع الكوب أسفل الصنبور الخاص بالبراد، تعمل البرادة تلقائيًا وعند سحب الكوب، تتوقف تلقائيًا .

تعد نسبة الطاقة البديلة من أولويات اهتمام ناصر الحميد، شيخ الصناعيين السعوديين، ولذلك قام بابتكار مكيف يعمل بالطاقة الشمسية .

ابتكر ناصر الحميد مكيفًا مركزيًا يعمل بالطاقة الهوائية، كما يحتوي على مروحة هوائية تعمل في حالة انقطاع الكهرباء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى