معظم القصص الناجحة بدأت بفكرة صغيرة، وانتقل منها مبتكروها إلى الشهرة العالمية. وليس هذا صدفة أو حظا، بل هو نتيجة لإصرار صانعي تلك الأفكار، حيث رغبوا في تحقيقها من خلال تنفيذ خطط النجاح بمعايير قوية جدا. لا توجد قصة نجاح إلا وقد بدأت من الصفر وصعدت إلى قمم النجاح. ومن بين هذه القصص، قصة نجاح توني هيس (توني هسيه)، مالك موقع تبادل الإعلانات “لينك إكسشينج”، وهو أكبر موقع في العالم حقق نجاحات كبيرة في وقت قياسي، وحتى الآن لم يكتشف سر نجاحه .
كانت البداية لصاحب هذا الموقع مديرا لمطعم بيتزا في مهجع جامعة هارفاد حيث كان طالبا في هذا الوقت بالجامعة وعندمنا تخرج عمل مع أحد زملاءه يدعى سانجاي مادان sangay madan كمبرمجين في شركة أوراكل حيث تخصص كلا منهما في علوم الحاسب الآلي وذلك عام 1995 ، والجدير بالذكر أن كلا منههما كان يعملا بكفاح وإصرار على في الصباح والمساء وفي كل أعمالهما يحققان نجاح كبير جدا حيث كانا يصممان مواقع على الإنترنت وكانت هذه المواقع إما لشركات أو مراكز تسوق كبيرة وكانت بهدف الربح وعلى الرغم من انشغال كلا منهما بالعمل صباحات ومساء إلا أنهما كانا يخصصان استراحة الغذاء لمقابلة العملاء ليبدأو عمل التصميم في المساء وعلى الرغم من نجاح كلا منهما في تنظيم الوقت إلا أن العملاء قد اشتكوا من فقر تصميم المواقع لجذب الزوار مع العلم أن أصحاب المواقع لن يمتلكوا أي أموال لإنفاقها على الإعلانات وكسب أكبر عدد من الزوار .
ومن هنا بدأ نجاح توني وسانجاي الحقيقي، حيث أرادوا تصميم موقع إلكتروني لتبادل الإعلانات بدون أي مقابل مادي يذكر. فالمواقع الكبيرة للشركات الكبيرة يمكنها الإعلان على هذا الموقع بدون دفع أموال. وقد نجح الموقع في جذب عشرين موقعا في البداية، حيث قام الشابان بتوفير مساحات إعلانية للمواقع بنظام تعاوني مجاني. انتشرت فكرة الموقع الجديد بسرعة، وبدأت المواقع الأخرى بالإعلان على الموقع حتى وصلت إلى مائة ألف موقع، وبلغ عدد الإعلانات اليومية أربعة ملايين إعلان. وبسبب هذا النجاح، قرر الشابان ترك وظائفهما النهارية للتفرغ للموقع الجديد .
وتفكر في فكرة الربح من وراء هذا الموقع هو أنه كلما قدم موقع اعلانين، يتم نشر الإعلان الأول في الموقع ويتم بيع الإعلان الثاني، وهنا تأتي الأرباح. ومن الممكن أن يزيد عدد الإعلانات عن اثنين وفقا لرغبة المواقع المتقدمة. ومن هنا تجذب الشركات الكبرى لهذا المشروع الضخم. حتى أن هناك شركة أمريكية قد استثمرت مبلغا كبيرا يصل إلى ثلاثة ملايين دولار مع هؤلاء الشابين، تنبأت من أن الموقع سيزيد إيراداته أكثر فأكثر .
ففي كل لحظة تمر على الشابين يحققا أكبر قدر من النجاح لأنهما استمرا في تقديم الخدمات على هذا الموقع واستمر أعداد موظفيهم في الزيادة حتى أنهما قد استخدما أساليب غير تقليدية والتي تميز كلا منهما لأنهما أرادا فقط النجاح ، ومن بين الشركات العملاقة التي دخلت هذا الموقع هي شركة ياهو ويونيفرسال وستوديوز و ibc tv .
فعلى الرغم من النجاح الكبير لهذا الموقع إلا أن الشابين قد استسلما لعرض شركة مايكروسوفت العملاقة الأمريكية التي قامت بشراء الموقع الجديد بثمن 265 مليون دولار في عام 1998 حتى تفرقا كلا من الشابين وكل منهما قد اختار طريقه إلى النجاح من خلال الثروة الهائلة التي قد حصلا عليها حيث قام كلا منهما ببناء المشروعات الجديدة كسلسة من المطاعم ومواقع البحث على الإنترنت وغيرها من الشركات الأخرى ، والغريب في الأمر أن شركة مايكروسوفت لن تستطيع التوصل إلى سر نجاح الموقع حتى أنها طوته وانتهى هذا الموقع مع مايكروسوفت كغيره من المواقع الأخرى التي فشلت مايكروسوفت عن فهمه .