قصة مقولة ” والله ما في الدنيا أحل من هذا “
هذه مقولة لأحد الصالحين الذي كان قد شك في أن ما يقدم له من طعام هو من مال حرام، ولكي يثبت له صاحب الطعام أنه حلال ولا يحمل شائبة أخبره كيف حصل عليه، ويبدو أن قصة هذا الرجل كانت مثيرة للغاية حتى أن الزائر ظل يستمع للحكاية حتى نهايتها وأكل في النهاية من الطعام، وتم ذكر هذه القصة في مرجعين مهمين وهما كتاب “الأذكياء” لأبو الفرج الجوزي وكتاب “ألف قصة وقصة من قصص الصالحين” لـ هاني الحاج.
الجار الزائر:
ذكر أن رجلا من جيران ابن النسوي كان يصلي بالناس دخل على ابن النسوي في شفاعة، وبين يديه صحن فيه قطائف فقال له ابن النسوي: كل فامتنع، فقال: كأني بك وأنت تقول: من أين لابن النسوي شيء حلال؟، ولكن كل، فما أكلت قط أحل من هذا، فقال بحكم المداعبة: من أين لك شيء لا يكون فيه شبهة؟ فقال: إن أخبرتك تأكل؟ قال: نعم.
المرأة الضعيفة تستنجد بابن النسوي:
فقال: كنت منذ ليال في مثل هذا الوقت، فإذا الباب بدق، فقالت الجارية: من ؟ فقالت: امرأة تستأذن فأذن لها، فدخلت، فأكبت على قدمي تقبلها، فقلت: ما حاجتك؟ قالت: لي زوج، ولي منه ابنتان لواحدة اثنتا عشرة سنة، وللأخرى أربع عشرة سنة، وقد تزوج علي، وما يقربني والأولاد يطلبونه، فيضيق صدري لأجلهم، وأريد أن يجعل ليلة لي لتلك ليلة.
فقلت لها : سألتها: ما هي صناعتك؟ فأجابت: أنا خبازة، فسألتها: وأين دكانك؟ فأجابت: في الكرخ، ويعرف بفلان بن فلان، فقلت لها: وأنت من أي عائلة؟ فأجابت: أنا من عائلة فلان، فقلت لها:ما هي أسماء بناتك؟ فأجابت بأسماء فلانة وفلانة. فقلت لها: سأعيد الشقة إليك إن شاء الله، فأجابت: هذه الشقة التي غزلتها أنا وابنتاي، وأنت مسلم منها. فقلت لها: خذي شقتك وانصرفي.
خطة ذكية:
يقول ابن النسوي: ثم أرسلت شخصين إليه وقلت لهما: احضروه ولا تزعجاه. فجلبوه وكان عقله منهارا. فقلت له: لا تقلق، استدعيتك لأعطيك وجبة طعام وعملا يكون لك خبرة للسفر، فاستعاد هدوءه وقال: ليس عندي مشكلة، أنا مستعد للعمل. قلت له: نعم، أنت صديق مخلص ولديك عدو واضح. أنت من جانبي ومن فريقي، كيف حال زوجتك فلانة، هل هي بنت عمي؟ وكيف حال بناتها فلانة وفلانة؟ فأجاب: بخير تماما. قلت له: الله الله، لا حاجة لي أن أوصيك فيها، لا تقلق على سعادتها، فقمت بتقبيل يديه. ثم قلت له: اذهب إلى متجرك، وإذا كان لديك أي طلبات، فأنت تعرف ما تحتاج، فأنا أدعمك.
والله ما في الدنيا أحل من هذا:
ويكمل ابن النسوي: في تلك الليلة، جاءت امرأة ودخلت معها صحن وطلبت مني عند الله عدم ردها. وقد أقسمت بالله بأنها جمعت شملها وأولادها، وأن الصحن هو ثمن غزلها. فقبلته، فهل هذا حلال؟ فقال: والله ليس هناك شيء أكثر حلالًا في هذه الحياة من هذا. فأكلته.