قصة مقولة ” مثلنا ومثلكم مثل الأخوان والحية “
هي مقولة للخليفة عبد الملك بن مروان وقالها في إحدى خطبه التي ألقاها في موسم الحج. وذكر فيها قصة عن أخوين ظهرت لهم حية. وكان الهدف من ذلك القصة هو توجيه الناس في المدينة وتنبيههم إلى وجود ثأر بينهم، ولكنه نسي أن عثمان، الذي يطالب بثأره، كان من أهل المدينة وأحق به، حتى وإن كان القاتل منهم. وتم ذكر تلك القصة في كتاب “مروج الذهب ومعادن الجوهر” للمسعودي.
الأخوين والحية :
حج الخليفة عبد الملك بن مروان في بعض سنواته، وخطب لأهل المدينة قائلا: نحن وأنتم مثل أخوين في الجاهلية خرجا في رحلة، واستقروا تحت شجرة، وعندما اقتربت الليلة قدمت إليهما حية تحمل دينارا وألقته عليهما، فقالا: إن هذا هو الكنز، وبقيا على ذلك الدينار لمدة ثلاثة أيام، وفي كل يوم خرجت الحية وأعطتهما دينارا، وقال أحدهما لصاحبه: إلى متى يجب أن ننتظر هذه الحية؟ هل لا يمكننا قتلها وحفر الكنز والاستيلاء عليه؟ ونهاه أخوه وقال له: لا تعلم، ربما تتعطل ولا تتمكن من الحصول على المال.
ضربها فقتلته :
ثم أبى أخوه عليها، وأخذ معه فأسا، وانتظر الحية حتى خرجت، ثم ضربها بضربة أصابت رأسها وجرحتها، لكنها لم تقتلها. فاستفاقت الحية وهاجمته وقتلته، ثم عادت إلى جحرها. فقام أخوه ودفنه، وبقي يقف حتى جاء الغد. في اليوم التالي، خرجت الحية برأسها منعقدا ولم تحمل شيئا معها. فقال لها: يا هذه، أشهد بالله أني لم أكن راضيا عن ما حدث لك، ولقد نهيت أخي عن ذلك. فهل يمكننا أن نتفق بأن لا تؤذيني وأنا لا أؤذيك، وأن تعودي إلى حالك السابق؟ فأجابت الحية: لا، فقال لها: ولماذا؟ فأجابت: إني أعلم جيدا أن نفسك لا تطيب لي أبدا وأنت ترى قبر أخيك، ونفسي لا تطيب لك أبدا وأنا أذكر هذه الأحداث.
مثلنا ومثلكم مثل الأخوين والحية :
فيا أهل المدينة، وَلِيَكُم عمر بن الخطاب فكان فظا غليظاً مضيقاً عليكم، فسمعتم له وأطعتم. ثم وَلِيَكُم عثمان فكان سَهلاً لينًا كريماً فَعدوتم عَليه فقتلتموه. وبعثنا عليكم مسلماً يوم الحرة ( وهو يوم انتصر فيها الأمويون على أهل المدينة في أيام يزيد بن معاوية حين قاموا بثورةٍ ضده ) فقتل منكم مَن قتل، فنحن نعلم أنكم لا تحبوننا أبدًا وأنتم تذكرون يوم الحرة و نحن لا نحبكم أبداً ونحن نَذكر عثمان.
مروج الذهب ومعادن الجوهر :
أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، المعروف أيضا بـ `هيرودوت العرب`، كان مؤرخا وجغرافيا عربيا. كان من بين أوائل العلماء الذين جمعوا التاريخ والجغرافيا في عمل شامل. كتابه `مروج الذهب ومعادن الجوهر` يتحدث عن تاريخ العالم، بدءا من خلق الكون وحتى عهد الخليفة العباسي المطيع لله في السنة 97.
يحتوي كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر على مجموعة من الفصول تحمل وصفاً للتاريخ والجغرافيا والحياة الاجتماعية والعادات الدينية للأراضي الإسلامية وغير الإسلامية، مثل الهند واليونان وروما. ويشمل العمل أيضًا حسابات المحيطات وحساب تقويمات الأمم المختلفة والمناخ والنظام الشمسي والمعابد الكبيرة.