قصة مقولة ” حسبة برما “
اشتهرت القرى المصرية بالأمثال الشعبية والمقولات المأثورة التي تخفي وراء كل منها قصة أو حكاية تسببت في المقولة أو المثل. “حسبة برما” إحدى هذه المقولات التي اشتهرت بها قرية برما، وهي إحدى قرى مدينة الغربية. وهي القرية التي وقعت بها أحداث القصة الشهيرة “حسبة برما”، والتي صارت متداولة بين الناس ومضرب المثل، والاسم الذي يطلق على أي مشكلة أو معضلة تقف أمام أي شخص كدليل على صعوبة حل هذه المشكلة.
الفلاحة المصرية:
كانت هناك امرأة فلاحة مصرية بسيطة تعمل في بيع البيض. كانت تشتري البيض يوميا من مزارع الدواجن وتحمله في سلة كبيرة تضعها فوق رأسها وتنقلها إلى السوق لبيعها، بهدف كسب لقمة العيش لها ولأولادها. في أحد الأيام، وأثناء نقلها للبيض إلى السوق للبيع، اصطدمت دراجة بدراجة كان يستقلها شخص ما، مما أدى إلى فقدان توازنها وسقوط السلة من رأسها وتحطيم جميع البيض فيها في لحظة واحدة. اعتذر الرجل للمرأة التي بكت على فقدانها لمالها.
البيض المكسور:
ظلت المرأة تبكي وتولول على ضياع رأس مالها الذي تتكسب منه قوتها هي وأولادها، وتجمع المارة من حولها وجعلوا يخففون من وطأة الكارثة عليها ويعدوها بالحل ولكن عليها أن تهدأ أولًا، وبعد أن هدأت المرأة وعدها الجميع بتكفل الخسارة وتعويضها ولكن عليها أولًا أن تخبرهم عن عدد البيض الموجود بالسلة حتى يستطيعوا حساب الخسارة، فقالت لهم: إذا أحصيتموه بالثلاثة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالأربعة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالخمسة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالستة تتبقى بيضة، وإذا أحصيتموه بالسبعة فلا يتبقى شيء.
حسبة برما:
أجعل الناس ينظرون إلى بعضهم البعض ويتساءلون عن كيفية حل هذا اللغز الغريب، حتى جاء أحدهم وأخبرهم بالحل، وقال لهم إن العدد هو 301 بيضة، وإذا قسموا هذا العدد على سبعة كما أشارت الفلاحة، فلن يتبقى شيء، بالعكس من تقسيمه على 3، 4، 5، 6 حيث يتبقى دائما واحد، وعندما جرب الناس هذا الحل، وجدوه صحيحا، فسارعوا بجمع المبلغ ودفعه للفلاحة التي ابتهجت بحل مشكلتها وباعت البيض كله وعادت إلى بيتها وهي مطمئنة.
ومنذ ذلك اليوم أصبحت “حسبة برما” مضرب المثل والاسم الذي يطلق على أي مشكلة أو معضلة تقف أمام أي شخص كدليل على صعوبة حل هذه المشكلة مثل حسبة برما التي حيرت قرية بأكملها وصاروا يحسبونها بدون أن يتوصلوا للحل بسهولة، وصارت قرية برما أحد القرى المصرية التي وردت في الأمثال الشعبية القديمة.