ادباقوال و عبارات

قصة مقولة جاورينا وأخبرينا

مقولة “جاورينا وأخبرينا” هي مقولة من التراث الشعبي، تحمل قصة عن امرأة تقدم لخطبتها رجلان، واستغرقت القصة في إظهار كيف أن المظهر يمكن أن يخدع الناس، وأن الأمر الأساسي هو الجوهر والحقيقة.

قصة مقولة جاورينا وأخبرينا
كانت هناك امرأة جميلة من علية القوم أحبها رجلان أحدهما كان جميل الطلعة ووسيم الشكل بينما الأخر كان على العكس تمامًا، فكانت تميل إلى الوسيم ولا تطيق النظر إلى الدميم، وكان دائمًا ما يقول لها الوسيم: عاشرينا وانظري إلينا، بينما كان الدميم يقول لها جاورينا وأخبرينا، وعلى الرغم من تعلقها بالرجل الوسيم إلا أنها قررت أن تصنع اختارًا لكل منهما حتى تعلم من هو أحق بقلبها.

أرسلت المرأة رسولا إلى كل منهما، مطالبة كل واحد منهما بذبح ناقة وانتظارها. قام كل منهما على الفور بتنفيذ طلبها وذبح النوق، وجلسا في انتظارها. في ذلك الوقت، كانت المرأة تستعد للاختبار الذي ستجريه لكل منهما. اختبأت تحت ملابس رثة وغطت وجهها لكي لا يستطيع أي منهما التعرف عليها، ثم انطلقت نحوهما.

عند وصولها إلى منزل الرجل الأول الوسيم، وجدته يأكل اللحم بشهية كالكلاب في البرية، فطلبت منه أن يعطيها بعضا مما رزقه الله، فأعطاها ذيل الناقة، وتفاجأت المرأة من بخل الرجل ووقاحته على الرغم من جاذبيته، وانتقلت إلى الرجل الثاني.

عندما وصلت إلى منزله ودخلت إليه، وجدته يضع اللحم أمامه ويقوم بتقسيمه وتوزيعه على الفقراء. فطلبت منه أن يعطيها مبلغا من رزقه الله. فأمر لها بأفضل قطعة لحم وأرسل معها شخصا لحملها عنها، معتقدا أنها امرأة مسنة. خرجت المرأة وهي مندهشة جدا مما شاهدت، حيث كانت واثقة أنها سترى منه الجمال والأخلاق الحسنة، مشابهة لظهوره الجميل، ولكنها رأت العكس تماما، ورأت أفعالا طيبة منه، رغم أنها كانت تشعر بالقلق من وجود شخص قبيح. ثم انطلقت المرأة في طريقها، على علم بمن قام بالتصرف اللطيف.

في اليوم التالي، جاء الرجلان ليعرف كلا منهما سبب عدم حضورها كما وعدتهما. وعندما واجهتهما المرأة، قالت لهما: `الآن عرفت سبب قول كل منكما. أنت`، وأشارت إلى الرجل القبيح، `كنت تقول “جاورينا وأخبرينا” لأنك تعلم أن سمعتك طيبة ومحبوبة من الناس من حولك. أما أنت`، وأشارت إلى الرجل الوسيم، `كنت تقول “عاشرينا وانظر إلينا” لأنك مغرور بجمالك وتعتقد أنه يكفي لأن أتغاضى عن بخلك وانتهازيتك.

أنا المسنة العجوز التي أعطيتها الذيل وبخلت عليها باللحم. أرجوك أن تغادر ولا تعد هنا مرة أخرى. المرأة الجميلة غادرت المنزل فيما رحبت المرأة القبيحة به بابتسامة وأعتبرته زوجًا لها، ومن هنا انتشر هذا المثل بين الناس.

الحكمة من وراء المثل:
قيل للأجداد قديما ليس كل ما يلمع ذهبا ، والمقصود هو أن المظهر الأنيق والشكل الوسيم ليس بالضرورة يدل على طبيعة صالحة وأخلاق حميدة ، فالذهب يستخرج من الطين والوحل قبل أن يصبح ذهبا ، لذا دوما ابحث عن الأخلاق والدين قبل الشكل ، وخاصة في النسب كما وصانا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه حين قال: «تنكح المرأة لأربعة: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاحرص على الزواج من ذات دين ترتاح يداك» وقال أيضا: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى