قصة مقولة ” بأخذ بختي من حجر اختي “
تحتوي الأحياء الشعبية على العديد من الأمثال الشعبية التي يستخدمها الناس البسطاء في معظم المواقف التي يواجهونها. وهناك أمثال تحذيرية تأخذ شكل الحكمة، وأمثال ساخرة وغيرها من الأمثال التي استخدمها العرب في العديد من المواقف، ومن بين هذه الأمثال “بأخذ بختي من حجر أختي
قصة المثل الشعبي بأخذ بختي من حجر أختي :
كانت هناك أختان يعيشان في منزل واحد مع أختيهما، وكانتا تنتميان إلى عائلة ذات مكانة مرموقة تتبع العادات والتقاليد المعروفة في القبائل العربية. في يوم من الأيام، تقدم شاب ذو دين وأخلاق عالية ومن عائلة مرموقة للزواج من الأخت الصغرى، ولكن أبوها وأعمامها رفضوا الاقتراح. عندما علمت الفتاة أن العريس تم رفضه، تحاورت بأدب مع أبيها وسألته عن سبب رفض العريس، فأجاب بأن الأكبر يجب أن تتزوج أولا.
في هذه اللحظة، انصرفت الفتاة للحظة ثم قالت لوالدها: يا والدي، يحثنا دين الإسلام على أن نتزوج ممن نرضاهم من حيث الخلق والدين، ولا يحتوي الإسلام على مثل هذه العادات. ثم قالت بنكهة مزاحية: يا أبتي، أنا سأأخذ بختي من حجر أختي، أي أن أختها ستعمل الطقوس الروحية لجلب الحظ السعيد وتقدمه لها على حجرها، للتعبير عن الحب والحظ الجيد بينهما. ضحك الأب تجاه جرأة وخفة دم الفتاة، وقرر أن يزوجها منه. أقيمت الاحتفالات بمناسبة زواجها، ومنذ ذلك اليوم أصبح هذا المثال يستخدم للتعبير عن استغلال الفرص المناسبة وعدم التردد في مواجهة العقبات.
العادات القديمة والآداب الإسلامية :
ندرك جيدًا أننا أمام عادة قديمة بالية لا تمت للعقل بأي صلة فلا يوجد ما يؤخر زواج فتاة لمجرد أن أختها التي تسبقها في العمر لم تتزوج بعد وقد جاء الإسلام لتصحيح الكثير من هذه المفاهيم البالية واستبدالها بآداب وأخلاق إسلامية تحث على حب الخير للبعض، وعدم الوقوف أو الارتكان إلى حب النفس والأنانية.
وبالمثل، يتعين علينا استغلال الفرص والسعي وراءها طالما لم تغضب الله وفي سبيل الوصول إلى هدف يرضاه الله. وفي هذا المثل، كانت الهدف الأسمى للشاب والفتاة هي العفة والزواج لتأسيس أسرة إسلامية، وذلك تطبيقا لشريعة الله التي تقول “وأنكحوا الأيامىٰ منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم” [سورة النور: 32]، وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من أن السعي وراء غير ذلك يؤدي إلى فساد كبير وفتنة في الأرض
ولا نعني هنا باستبدال هذه العادات هو التنصل من عادتنا كعرب وهويتنا العربية ولكن ندعوا للتفكر في هذه العادات ومدى توافقها مع ديننا الإسلامي وكذلك توافقها مع العقل فإذا اتفقت معهما صارت عادة بناءة ومفيدة وإذا اختلفت صارت من العادات المتخلفة البالية التي يجب الارتكان إليها.