قصة معجزة فيضان ماء بئر الحديبية
اختصار قصة معجزة فيضان ماء بئر الحديبية
: “إن توافر الماء نعمة عظيمة من الله على الناس، وأن وجود الماء عند الحاجة إليه أكبر نعمة، وإذا كان نبع الماء من الأرض آية وعبرة للناس، وإذا كان نبعه من الحجر الأصم معجزة، فما رأيك عندما نقول لك أنه تم نبعه من بين الأصابع البشرية؟ وقد نقل المزني عن ابن عبد البر أنه قال: “نبع الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم معجزة من نبع الماء من الحجر عندما ضربه موسى بعصاه فانفجر منه الماء، لأن خروج الماء من الحجر شيء مألوف، بخلاف خروجه من بين اللحم والدم.
تلك هي إحدى المعجزات التي منحها الله لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وهي تعتبر دليلا قويا على دعم الله الإلهي للرسول، صلى الله عليه وسلم. وقد كان لهذه المعجزة دور هام في إنقاذ المؤمنين مرارا وتكرارا من مواقف الموت القادمة من العطش في فترات الجفاف ونقص المياه في الصحارى والأراضي القاحلة. فقد كانت هذه المعجزة مصدر إغاثة إلهية واعترف بها الصحابة بأنفسهم وشهدوا بذلك في سجلات التاريخ. وفي رواية ابن مسعود الصحيحة: `لقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم`.
قصة نبع الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم
في شرحه لصحيح مسلم، وضح الإمام السيوطي معاني نبع الماء من بين أصابعه، إذ قيل أن المعنى هو أن الماء كان يتدفق من نفس أصابع الإنسان وينبع منها، وقيلأن المعنى هو أن الله كثر الماء في جسم الإنسان، فصار يتدفق بين أصابعه دون أن يكون من جسمه، والقول الأول هو الأكثر شيوعًا.
: “حكى الإمام البخاري عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قصة نبع الماء وفيضانه من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم. حدث ذلك حينما سافر النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته في أيام حارة، وشعر المسلمون بالعطش. فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم رجلين إلى مكان معين، وأخبرهما بأنهما سوف يجدان امرأة تحمل الماء على راحلتها، وأمرهما بأن يحضرا تلك المرأة. وعندما عاد الرجلان، أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الماء منهما وسقاه للناس جميعا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة: “لم نأخذ شيئا من مائك، ولكن الله سقانا”. ثم كافأ النبي صلى الله عليه وسلم المرأة بالصلاة والسلام، وأعطاها شيئا من الطعام الذي كان بحوزة الجيش. وهذا الأمر كان سببا في دخولها وشعبها في الإسلام، ورواه البخاري.
شواهد قصة معجزة ماء بئر الحديبية
يحكي أبو قتادة رضي الله عنه تفاصيل القصة التي حدثت له ولأصحابه مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا في رحلة سفر وكان عددهم سبعة رجال، وكانوا بحاجة إلى الماء للوضوء ولم يكن معهم ما يكفي، وكانت عند أبي قتادة رضي الله عنه كمية قليلة من الماء، فقدمها للنبي صلى الله عليه وسلم ليتوضأ، وبعد انتهاء النبي من الوضوء طلب منه أن يحتفظ بالماء المتبقي، وأخبره أنه سيحتاجه لاحقا. وعندما شعر الناس بالعطش، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا قتادة رضي الله عنه أن يجلب الماء المتبقي، وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بسقي الناس الماء حتى اشتبعوا، ولم يبق شيء سوى الماء الذي كان مع أبي قتادة رضي الله عنه، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم منه أن يشرب، لكنه رفض حتى يشرب النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: “إن ساقي القوم آخرهم شربا.” وهذه القصة رواها مسلم في صحيحه.
حيث روي أن عبد الله بن مسعود قال: كنا نعد الآيات ببركة، وأنتم تعدونها بتخويف. كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفاذ الماء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: `ابحثوا عن فضلة من الماء لي.` ثم أدخل يده في الإناء وقال: `حي على الماء الطاهر المبارك، والبركة من الله.` وقال ابن مسعود: `رأيت الماء ينبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، وكنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل.
وقد روى عبد الله بن مسلمة عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه قال: رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد حلت صلاة العصر، فبحثوا عن الماء للوضوء ولم يجدوه، فجاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بإناء للوضوء، ووضع يده فيه، وأمر الناس بالتوضؤ منه، فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضأ الجميع، وفي نفس الحديث من رواية أخرى رواها البخاري في صحيحه أيضا، حيث قال: “قال قتادة لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة، أو نحو ذلك.
كانت شهادة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن ما حدث في يوم الحديبية، حيث قال: `يوم الحديبية، كان الناس يعانون من العطش، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحمل أمامه إناء من الجلد، وبينما كان يتوضأ، هرع الناس نحوه، فسأله النبي: `ما لكم؟` فقالوا: `ليس لدينا ماء للوضوء والشرب إلا ما بين يديك`. فوضع النبي يده في الإناء، ثم اندفع الماء بين أصابعه كالعيون، فشربنا وتوضأنا`. وعندما سئل جابر عن عددهم في ذلك اليوم، قال: `لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمسة عشر مائة`. هذا متفق عليه ورواه البخاري.
وفي شهادة أخرى قدمها ابن عباس، رضي الله عنهما، يقول: `في يوم أصبح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وليس في المخيم ماء، فجاء رجل إليه وقال: يا رسول الله، ليس في المخيم ماء، فقال له: هل عندك شيء؟، قال: نعم، فقال له: أحضره لي، فجاء به إناء يحتوي على قليل من الماء، ثم وضع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه، فانفجرت من بين أصابعه العيون، ثم أمر بلالا أن ينادي في الناس بالوضوء المبارك.` رواه أحمد.
لقد تركت هذه المعجزة أثرًا واضحًا على قوة إيمان الصحابة، وخاصة وأنهم كانوا يواجهون ظروفًا صعبة نتيجة صراعهم مع أعدائهم من الكفار واليهود والمنافقين.
ويقول صاحب كتاب هذا الحبيب يا محب “فهذه معجزة ظاهرة إذ ليس فى طوق البشر أن يأتوا بمثلها، إذ لم تجر سنة الله في الكون أن الماء ينبع من بين أصابع الإنسان مهما كان إلا أن تكون آية تدل على صدق نبوة من ادعاها، فقد كانت هذه آية نبوته-صلى الله عليه وسلم- إذ وقعت في سوق المدينة العاصمة وحضرها وشهدها قرابة الثلاثمائة رجل من أصدق الرجال واذكاهم وأتقاهم….أنتهى”.
نبذة عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
- معجزة القرآن
- معجزة تحقق البشارات ببعثته.
- معجزة تكثير الطعام القليل.
- معجزة الإسراء والمعراج.
- معجزة انشقاق القمر له.
- معجزة حماية الملائكة له.
- معجزة سماعه لأهل القبور.
- معجزة تسليم الحجر عليه.
- معجزة مخاطبته لقتلى بدر.
- معجزة حنين جذع النخلة.
- معجزة اهتزاز جبل أحد.
- معجزة نبوع الماء من بين أصابعه.
- معجزة إضاءة المدينة المنورة بوصوله وتحول ظلامها إلى نور.
- معجزة تسبيح الحصى بكفه.