ما هو ايا صوفيا
تعني كلمة آيا صوفيا الحكمة المقدسة، وقد تم إطلاق هذا الاسم على أكبر كنيسة في إسطنبول أثناء الحكم الروماني، وتُعد هذه الكنيسة الكاتدرائية للعاصمة التركية في عهد حكم الإمبراطورية اليونانية الشرقية.
تاريخ ايا صوفيا
لقد مرت كنيسة ايا صوفيا بالعديد من المراحل التاريخية والعصور والإمبراطويات حيث تم بناءه في عهد إمبراطور الدولة البيزنطية آنذاك وهو قنسطانطيوس بالدولة التركية، وكان هذا قبيل أن يفتحها الإسلام كان آيا صوفيا تصميم لكنيسة، وظل على هذا لفترة زمنية تعادل تسعمائة وستة عشر عامًا إلى أن فتح الإسلام بلاد الأتراك.
بعد الفتح الإسلامي للدولة التركية الذي كان بقيادة محمد الفاتح وكان هو السلطان للدولة الإسلامية وقت ذاك كان الفتح لتركيا عام ألف وأربعمائة وثلاثة وخمسين تم الشراء لبناء ومعمار ايا صوفيا، وقام السلطان بتحويله إلى مسجد لإقامة كافة شعائر المسلمين،وكان ذلك في عام 1453 ميلادية وتأدية الصلوات في جماعة وتحولت منذ ذلك الوقت إلي مسجد للصلاة المسلمين وظلت مسجداً لفترة زمنية تتراوح إلي أربع قرون
أمر السلطان ببناء أربعة مآذن حول قبة المسجد، وكان طراز المسجد متسمًا بالطابع البيزنطي. وأصبحت آيا صوفيا مسجدًا لصلاة المسلمين ومتاحة لهم في أي وقت، واستمرت في هذا الحال حوالي 81 عامًا بعد أمر السلطان بالبناء.
بعد ذلك، قام مصطفى أتاتورك بتأسيس الدولة التركية بطابع علماني، حيث تم تحويل آيا صوفيا من مسجد للمسلمين إلى متحف في الثلاثينيات من القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1935.
بدء معركة استرداد آيا صوفيا واعادته مسجد من جديد
تتمثل قصة مسجد آيا صوفيا المتحف في الخلاف الذي نشب حول حق المسلمين في الصلاة فيه بعدما تم تحويله إلى متحف لسنوات عديدة، ولكنه عاد إلى حالته الأصلية كمسجد.
- تبدأ المعركة بمحاولة استعادة آيا صوفيا من كونها متحفا، للمطالبة بحق المسلمين في إعادتها إلى مسجد.
- في حل العام 2008، قامت الجمعية الخاصة بخدمات الأوقاف والمباني التركية الأثرية بتقديم عريضة دعوى موجهة لمجلس الدولة.
- تم تقديم عريضة لاستعادة إعادة فتح مبنى آيا صوفيا كمسجد خاص بالمسلمين، ولكن إدارة مجلس الدولة للشؤون الأثرية التركية رفضت هذه العريضة التي تم تقديمها من قبل مسؤولي الأوقاف في تركيا.
- أصبحت قضية استرجاع مسجد آيا صوفيا واحدة من أهم وأبرز قضايا الرأي العام في تركيا، وهي الأولوية الوطنية للشعب التركي، والهدف منها هو استعادة المسجد وتسليمه لحكم المسلمين لأنه حق أصيل لهم.
- قام مصطفى أتاتورك بأفعال استفزازية للمسلمين حيث حول العديد من الجوامع والمساجد التي تقام فيها شعائر المسلمين الأتراك إلى مخازن، وتحويل بعضهم إلى متاحف أثرية و حول مصطفى أتاتورك الكثير من المساجد إلى إسطبلات لتربية الخيول، وكان ذلك بعد تمام تأسيس تركيا كدولة علمانية في المقام الأول.
- حزب العدالة والتنمية الذي يتميز بخلفيته الإسلامية قاد حكم تركيا، وكان حريصا على استعادة جميع المساجد التي تحولت إلى متاحف وغيرها إلى يد المسلمين كجوامع يتم فيها إقامة مختلف طقوس المسلمين، بما في ذلك المسجد الشهير آيا صوفيا.
الطراز المعماري لمسجد ايا صوفيا التاريخي
تأتي قصة مسجد آيا صوفيا المتحف الذي عاد ليصبح مسجدًا، ليس من فراغ، بل بسبب عظمة طرازه المعماري الذي يعود إلى العصور البيزنطية القديمة.
يتميز البناء والتصميم المعماري بخطة محددة للبناء، ويعتبر فريدًا ونادرًا من نوعه، حيث كان الحافز للإمبراطور البيزنطي هو تفوقه على الدولة الرومانية وإمبراطوريتها. استغرق بناء آيا صوفيا ككنيسة حوالي خمس سنوات، وكانت هذه الفترة الزمنية مميزة.
يتميز بناء آيا صوفيا بالقباب الواسعة التي تعتمد على حوالي أربعين عمود بشكل دائري، وهذا هو التصميم الفريد لمسجد آيا صوفيا.
قصة مسجد ايا صوفيا
تم قيادة المسلمين إلى فتح تركيا وإعتبارها إحدى الدول الإسلامية بواسطة السلطات الفاتحة، وفور الفتح، قاموا بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد وأمروا بطمس كل معالم الرسم المسيحي والتصاميم المسيحية الزخرفية على الجدران الخاصة بآيا صوفيا.
تم تكليف المهندسين المعماريين والبنائين بتعديل آيا صوفيا لتميزها بالطابع الفني الإسلامي والنقوش المميزة للمساجد، وهذا يتم بناءً على الفن والعمارة الإسلامية.
تم بناء كل من المآذن الأربعة لمسجد آيا صوفيا بشكل متميز وفني رائع، وتم تشكيل المحراب وبناؤه بشكل مميز، مما جعل المسجد مهيأ لأداء جميع الصلوات على مدار اليوم، وجاهز بالكامل لاستقبال المسلمين.
سبب التسمية للمسجد بهذا الاسم
تعود قصة متحف آيا صوفيا، الذي تحول إلى مسجد مؤخرًا، إلى ما يقرب من ألف وخمسمائة عام، وليست معروفة للكثيرين.
يُعزى اسم آيا صوفيا إلى المرأة المصرية القديسة التي اعتنقت المسيحية وأصبحت شهيرة. كانت متعبدة وتأثر الناس من حولها بسبب شهرتها، ولكن تأثيرها كان سلبيًا بعدما علم بهاالإمبراطور الوثني الحاكم إقليديانوس الذي عذبها وأمر بقتلها.
أصبحت هذه المرأة شهيدة وضحية للفكر الوثني في نظر كل مسيحي، ودعت الحاجة إلى إطلاق اسمها على مبنى حول قبرها لتحويلهذا المبنى إلى كنيسة، وهذا المبنى هو إيا صوفيا.
جهود الدولة التركية الحالية للحفاظ على ايا صوفيا مسجد للمسلمين
لم تتردد تركيا في الدفاع عن حق المسلمين في مسجدهم آيا صوفيا، ونذكر من ذلك ما يأتي:
في اليوم الموافق للعاشر من شهر يوليو لعام ألفين وعشرين، قامت الدولة التركية بإلغاء القرار المتعلق بتحويل مبنى آيا صوفيا إلى متحف أثري. أعلنت الحكومة التركية أنه لا يحق لغير المسلمين دخول آيا صوفيا، وأنه لا يحق لها أن تكون متحفا أثريا بسبب طابعها الديني واستخدامها كمكان للعبادة. في بيان رسمي، أصدره الرئيس التركي، السيد أردوغان، تمت استعادة تصنيف آيا صوفيا الأصلي كمسجد. وبناء على ذلك، أمر الرئيس التركي بفتح المسجد وتوفير الفرصة لأداء العبادة والصلاة للمسلمين.
يقول الدكتور شيمشيرغيل وهو المختص التاريخي ومدرس علم التأريخ بجامعة المرمرة أنه لا أساس لصحة وجد أي موانع سواء كانت سياسية أو حقوقية أو إدارية بشأن التحويل للمبنى آيا صوفيا إلى مسجد، وأضاف أيضًا أن التحول لمسجد جاء بناء على حكم صدر من السلطان الفاتح، وهو الذي كان متوافق مع كافة الأحكام الإسلامية وحقوقها، كان للشيخ والإمام محمد الحسن رأي في قضية آيا صوفيا، حيث قال: أرض القسطنطينية هي حق وملك لعامة المسلمين، وأن كل الأرض للقسطنطينية تعد بمنزلة وقف لكل مسلم حتى يوم الدين، وأما بالنسبة لمبنى آيا صوفيا فلم يكن مبنى كنسي يوم ما ولكنه كان يتبع إحدى الكنائس فقط.
أضاف أيضا أن المبنى كان مجرد مكان لتكريم القساوسة، واشتراه السلطان الفاتح بعد أن أصبحت الدولة التركية إسلامية، اشترى السلطان الفاتح آيا صوفيا، على الرغم من أنه كان قادرا في ذلك الوقت على اقتحامها بالقوة، لكنه لم يفعل ذلك، واعتبر ذلك نوعا من الإحسان من وجهة نظره. وتتفق جميع الوثائق التاريخية على أن فتح تركيا كان أحد أعظم الأحداث التي حدثت لها، حيث كان السلطان الفاتح من الشخصيات العظيمة في التاريخ وكان يعامل جميع الأسرى في ذلك الوقت بكل رفق.