الخليج العربي

قصة مجد أحمد حاسن واختراع كوب مرض الرعاش

مجد أحمد حاسن هي طالبة في مدرسة سعد الثانوية بمدينة الخبر، في الصف الثاني الثانوي، وعمرها 16 سنة. في عام 2015، قدمت مجد اختراعا يحل مشكلة مرضى الرعاش، وهو كوب يمنع تسرب السوائل من أيدي المصابين بهذا المرض عند تناولهم للمشروبات الخاصة بهم. تم تسجيل هذا الاختراع وحصوله على براءة اختراع من قبل مؤسسة الملك عبد العزيز للموهوبين.

فكرة تصميم كوب مرضى الرعاش

تعتمد فكرة تصميم هذا الكوب على وجود نوابض تعمل على امتصاص الاهتزازات التي تصدر من مرضى الرعاش، وجاءت هذه الفكرة من الزنبرك الذي يعمل كنوابض تقوم بعمل حاجز يمنع إطار السيارة من الالتصاق بالمجسم الخارجي للها، مما يعمل على منع اهتزاز السيارة أثناء السير.

الضرورة التي دعتها لاختراع هذا الكوب

والشيء الذي دعا مجد إلى التفكير في عمل كوب يساعد مرضى الرعاش، على الاستمتاع بتناول مشروبهم المحبب إليهم دون القلق، من انسكابه فوق ملابسهم، أو على الأرض، هو أن زوج خالتها كان مصاب بهذا المرض، وكانت ترى انزعاجه لعدم قدرته على تناول مشروبه دون أن ينسكب، مما كان أحد الأسباب المؤرقة له، ولذلك حاولت مجد البحث مرارًا وتكرارا عبر شبكة الإنترنت عن أي نوع من الاختراعات التي تساعدهم على حل تلك المشكلة، ولكنها لم تتوصل إلى شيء، ففكرت بأن تقوم بتنفيذ ذلك بيدها.

وبعد العديد من المحاولات والتجارب، جاءتها فكرة عبقرية، وهي القيام بإدخال كوب داخل كوب أخر، وأن يتم وضع بين هاذان الكوبان نبضات، يكون الهدف منها القيام بامتصاص تلك الاهتزازات ، والتي تعتبر السبب الرئيسي في انسكاب المشروب من الكوب، وقامت مجد بعرض تلك الفكرة على أساتذتها  بالمدرسة، وقد انبهروا بها جميعا.

مسابقة النمذجة من فاب لاب الظهران

ثم بدأت مجد بالبحث عن حل لتنفيذ تلك الفكرة، وبعد فترة سمعت عن مسابقة النمذجة التي ينظمها فاب لاب الظهران. تلك المسابقة هي مختبر يساعد الأشخاص الذين لديهم أفكار أو اختراعات جيدة على تنفيذها، وتشرف على تنظيم المسابقة شركة أرامكو السعودية وجامعة الملك فهد للبترول. وجدت مجد أن تلك المسابقة هي فرصتها الكبيرة للنجاح وسيمكنها تنفيذ اختراعها. بعد أسبوع من التدريب المكثف مع مدربين من الكويت ومصر وهولندا والهند، الذين جاءوا لمساعدة المشتركين في المسابقة لتنفيذ أفكارهم بشكل صحيح، نجحت مجد في تنفيذ فكرتها بشكل مثالي. تحولت الفكرة أو الصورة الموجودة على الورق إلى شيء حقيقي وملموس.

دموع السعادة علامة نجاح لمجد حاسن

على الرغم من سعادة مجد بنجاح تنفيذ فكرتها التي كانت تشغل بالها دائما، إلا أن سعادتها الحقيقية وجدتها عندما رأت دموع السعادة في عين زوج خالتها عندما أمسك بالكوب الذي ابتكرته مجد لمساعدته ومن هم في وضعية مماثلة. ولأول مرة شعرت بسعادة كبيرة عندما تناول زوج خالته مشروبه المفضل دون أن يسكب منه، والذي كان يسبب له الإحراج أمام الآخرين.

ما زالت مجد تحلم بأن يصل هذا الكوب، الذي يعد كوبًا إنسانيًا بحتًا، إلى جميع المرضى المصابين بمرض الرعاش، ليس داخل المملكة فقط، ولا في جميع الدول العربية فقط، بل تأمل في أن يصل إلى جميع المرضى في جميع دول العالم حتى تشعر بنتائج هذا الاختراع المثمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى