ادب

قصة قصيرة ” من فضلك اقتل حماتي “

تزوجت الفتاة الرجل الذي كانت تحبه منذ فترة، ولكنها واجهت تسلطا ومعاملة غير لائقة من حماتها، مما جعلها تكرهها وتشعر بالعداء تجاهها، ولا تستطيع العيش معها. وفي لحظة من الضعف، قدم لها الشيطان فكرة الموت كحل للتخلص من المشكلة، وبالفعل ذهبت الزوجة إلى الصيدلي وطلبت منه سما. فعندما سألها الصيدلي عن سبب الحاجة للسم، صمتت لحظة ثم انهمرت في البكاء وشكت له من سوء معاملة حماتها والمضايقات التي تعاني منها. فتعاطف الصيدلي معها ووعدها بتزويدها بالسم الذي تريده.

إرشادات الطبيب:
قال لها: أعددت لك سمًا من نوع خاص، لا يمكن اكتشافه من قبل أحد، لأنه بطيء المفعول، وعليك فقط وضعه في الطعام الذي تقدميه لحماتك كل يوم، ولكن احذري، يجب أن يكون الطعام شهيًا ومعدًا بطريقة جيدة، حتى تأكله ولا تفوت الجرعة حتى لو مرة واحدة، لذلك ابذلي قصارى جهدك في تقديم أفضل شيء لها.

يجب أن تتعاملي معها برفق ولين أمام الجميع، حتى لا يشك أحد في وفاتها، وتجنبي الوقوع في المشاكل، مهما كانت معاملتها معك قاسية، وستتخلصين منها بشكل نهائي في أقل من شهرين.

تنفيذ الخطة:
تركت الزوجة الطبيب وهي سعيدة لأنها سوف تتخلص من هذه المرأة التي أرهقتها بمعاملتها السيئة وجعلت تردد في نفسها أن عليها الصبر والتحمل حتى يأتي السم بمفعوله، وأسرعت إلى البيت وأعدت وجبة شهية من اللحم والأرز وزينتها ووضعت فيها قطرة السم كما أخبرها الطبيب ثم قدمتها لحماتها وقالت لها تفضلي قد أعددت لك هذا الطعام خصيصًا فأنا أراك متعبة قليلاً.

عندما عرضت الحماة الطعام على الزوجة، رفضت الأكل وقالت لها إن الطعام كله لها، وتركتها وغادرت بعد التأكد من أنها أكلت كل الطعام، وظلت تعد الطعام الشهي وتقدمه لحماتها بابتسامة مبتسمة وابتهاج وتعبير عن الرضا والمحبة.

تبديل الحال ليس من المحال:
بعد مرور أسبوعين من تنفيذ الخطة وجدت المرأة أن حماتها صارت تعاملها برفق ولين وتتودد إليها وتوصي زوجها بها وتخبره أن تحبها كما لو كانت بنتها وجلست تعدد له صفات زوجته وتعاملها الحسن معها وكيف أنها تحرم نفسها من الطعام حتى تقدمه لها، جعلت هذه الكلمات الزوجة تشعر بالخجل من نفسها فكيف تريد أن تقتل هذه المرأة التي تعاملها وكأنها بنتها.

وجدت الزوجة نفسها تفكر فيما يجب عليها فعله بعدما قامت بتسميم حماتها، هل يجب عليها الاستمرار في خطتها وقتلها أم يجب عليها الذهاب إلى الطبيب لوقف تأثير السم، وأثناء تفكيرها، سمعت صرخة من حماتها وهي تستغيث بها، فأسرعت إلى مكانها لتجدها ملقاة على الأرض وتعاني من مغص شديد في بطنها، فتذكرت الزوجة فورًا السم الذي وضعته في طعامها.

ندم وعبرة:
قالت الزوجة لحماتها سوف أسرع إلى الصيدلية وأحضر لك دواء، خرجت الزوجة وهي تبكي على ما فعلته بهذه السيدة الطيبة التي أصبحت تعاملها معاملة طيبة فكيف تقتلها وأخذ ضميرها يوبخها حتى حضرت إلى الصيدلي فقالت له، وهي تبكي منهارة بالله عليك أوقف مفعول السم حماتي تموت وأنا أحبها فهي أصبحت حنونة وتعاملني بطيبة شديدة ضحك الصيدلي وقال لها لكن السم الآن يسري في عروقها فماذا افعل؟

جعلت المرأة تبكي بشدة وأخبرت الرجل عن عذاب الضمير الذي تعاني منه وكيف أن حماتها بدأت تعاملها كابنتها، فكشف الصيدلي الحقيقة الكاملة لها.

فأنا لم أضع لك السم في الزجاجة كما أخبرتك بل وضعت لك بها ماء لما رأيت السم يخرج من عقلك بهذه الفكرة الشيطانية التي كنت تفكرين فيها وهي قتل النفس التي حرم الله قتلها، لكني ارتأيت أني لو عارضتك لما كنتي تستمعين لي وربما ذهبتي لغيري وكان معدوم الضمير ليساعدك في خطتك، لذلك قررت أن أساعدك بطريقة أخرى والحمد لله قد نجحت طريقتي وأنت الآن تراجعت عن فكرتك، فقالت له ولكن حماتي تموت من المغص، فقال لها لابد من أنه عرض طارئ وسوف أعطيك بعض الدواء الشافي بإذن الله.

خرجت الزوجة وهي فرحانة ومطمئنة الضمير، وتوجهت إلى حماتها وعانقتها وأخبرتها بأن الطبيب أعطاها دواء يشفيها بإذن الله، وقبلت رأس حماتها ويديها وأخبرتها بأنها عزيزة عليها، وردت الحماة بالدعاء لها بالصحة والذرية الصالحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى