قصة قتل جالوت .. وكيف قتله داود ؟
من هو جالوت الذي قتله سيدنا داود
تثير قصة جالوت وطالوت اهتمام الكثيرين، وتتساءل الناس من هو جالوت وكيف قتله سيدنا داود، وعن معجزات سيدنا داود (الذي كان يعتبر ملك إسرائيل المستقبلي في ذلك الوقت، كما ذكر في التوراة أو في القرآن الكريم).
جالوت هو محارب اشتهر بسبب معركته التي خاضها ضد سيدنا داود الشاب وتميز جالوت بأنه كان محارب قوى وظالم وعندما يقوم بمبارزة شخص يغلبه حتماً وكان طول جالوت حوالي ستة أذرع ويزيدها شبر وكان دائماً يرتدي على رأسه خوذة من النحاس ودرع، كان يحمل درع ثقيل الوزن حيث يزن حوالي 5000 شاقل من النحاس.
وكان لا يقدر على مواجهته أي جندي من جنود جيش طالوت وكان سبب ذلك يرجع إلى أن الجميع كان يخاف منه، وفي يوم من الأيام أراد جالوت أن يثبت قوته للجميع فقام بأمر جندي من جنود جيش طالوت بأن يقوم بـ مبارزته وقال طالوت بأن من سوف يقتل جالوت سوف يزوجه ابنته ويتقاسم معه ملكه فخرج داود كمقاتل أو كخصم لجالوت فا استحقر جالوت داود لأن سيدنا داود كان صغير السن والحجم، ولكن الله سبحانه وتعالى نصر سيدنا داود على جالوت وقام داود بقتله.
قصة قتل جالوت على يد داود
- كان جالوت محاربًا قويًا جدًا، حتى كان بإمكانه هزيمة جيش كامل، وكان يخشاه الجميع. وعندما حان موعد الحرب، قال سيدنا داود: سأذهب لمشاهدة هذه الحرب. وبينما كان داود في طريقه، ناداه حجر وقال له: يا داود، خذني، وسأساعدك في قتل جالوت من حلالي.
- ثم استكمل داود طريقه وواجه حجرا آخر، وقال له: `خذني واستخدمني لقتل جالوت`، وكرر هذا مع حجر آخر وآخر حتى وصل إلى مكان المعركة. ثم أراد جالوت أن يثبت قوته أمام الجميع، فطلب منافسا للقتال، ولكن الناس كانوا يخافون منه. فقام الملك طالوت وقال: `من يتحدى جالوت ويقاتله في ساحة المعركة، سأزوجه بابنتي وأجعله حاكما.
- عندما أعرب سيدنا داود عن رغبته في قتل العدو، استهان الملك طالوت به بسبب ارتفاعه القصير وحجمه الصغير، ورفض الاقتراح.
- فقام طالوت بمناداة جنوده مرة أخرى ولم يخرج أي شخص إلا سيدنا داود عليه السلام، فقام طالوت الملك وقتها بسؤال سيدنا داود هل جربت نفسك في شيء فقال داود نعم في مرة هجم على غنمي ذئب فضربته وفصلت رأسه عن جسده، فقال له طالوت الملك بأن الذئب الذئب حيوان ضعيف فهل قمت بتجربة نفسك في أي شيء آخر.
- في إحدى المرات، قال سيدنا داود لطالوت الملك: هاجمت أسدًا هناك حيث كنت أرعى غنمي، فقمت بشقّ الأسد إلى نصفين. فسأله طالوت: هل تعتبر جالوت أشد خطورة من الأسد؟ فأجاب داود: لا. فقرّر طالوت أن يعطي درعه وجواده الخاصين لسيدنا داود.
- دخل سيدنا داود ساحة المعركة، وكان ماهرا في رمي المقالع، حيث كان يعمل كحداد ماهر، ونزل من فوق حصانه وأخذ مقلاعا، وواجه جالوت واقترب منه، وكان جالوت يستهين ويحتقر سيدنا داود.
- قام سيدنا داود بمسك المقالع وجمع الحجارة معًا، ووضع تلك الكتلة من الأحجار المتكتلة في المقلاع الخاص به وسمي باسم الله عز وجل، وبعد ذلك أصاب رأس جالوت بالحجر الذي قذفه سيدنا داود وقتله.
قصة قتل جالوت في الإسلام
تم ذكر قصة جالوت في القرآن الكريم في ثلاث مواضع وآيات مختلفة في سورة البقرة
- الآية (249) (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) .
- الآية ( 250) (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) .
- الآية (251) (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) .
تفسير القرطبي لبداية ونهاية قصة جالوت
- استنبط معنى قوله تعالى (فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت)، فقيل أن سيدنا داود كان أصغر أولاد أبيه وقد سمع الملك طالوت ملك بني إسرائيل وهو يحث جنوده على قتل جالوت وأصحابه، حيث قال الملك طالوت: “من سيقتل جالوت سأزوجه ابنتي وأشاركه في ملكي.” وفي ذلك الوقت، كان سيدنا داود عليه السلام في ساحة المعركة، وكان أفضل الناس في رمي الرمح.
- فوضح المفسرين أن سيدنا داود عليه السلام كان يسير مع بني إسرائيل فناداه حجر وقال له خذني فا بي تقتل جالوت فقام بأخذ الحجر وأكمل طريقه ثم استمر في السير فناداه حجر آخر وقال له خذني فا بي تقتل جالوت فقام بأخذ تلك الحجر أيضاً وأكمل طريقه ثم استمر في السير ثم وجد آخر كذلك فأخذه وذهب إلى ساحة المعركة.
- فعندما تواجه الصفان برز جالوت وطلب من جيش طالوت أن يتقدم أي جندي ليقوم بمبارزته فتقدم إليه سيدنا داود عليه السلام فقال له جالوت ارجع فإني أكره قتلك فقال لكني أحب قتلك وقام بأخذ تلك الأحجار الثلاثة وقام بوضعها في المقلاع الخاص به ثم أدارها فأصبحت الأحجار الثلاثة حجر واحد ثم صوب بها تجاه جالوت ففلق رأس جالوت.
- هرب جيش جالوت مهزوما، فقام الملك طالوت بالوفاء بما وعد به، فقام بتزويجه ابنته وأجرى حكمه في ملكه وعظم بني إسرائيل سيدنا داود عليه السلام وأحبوه أكثر من طالوت، فذكروا أن الملك طالوت أراد قتله.
- أراد العلماء منع طالوت من قتل سيدنا داود، لكن طالوت هاجمهم وقتل معظمهم، ثم تاب وندم وذكر أنه كان يبكي كثيرًا طالبًا الغفران، وكان يخرج إلى الجبانة ويبكي بشدة حتى يبل الثرى بدموعه.
- في يوم من الأيام، سمع في الجبانة أنه قتلنا وآذينا ونحن أحياء وهذا زاد كرهه وخوفه، فذهب طالوت ليسأل عالمًا عن أمره وإذا كان له توبة.
- فبحث كثيراً حتى التقى امرأة من العابدات فذهبت به إلى قبر يوشع عليه السلام فقامت بالدعاء، فقام يوشع وقال أقامت القيامة فقالت لا ولكن هذا طالوت يسألك هل له من توبة، فقال نعم يترك الملك ويذهب ليقاتل في سبيل الله حتى يقتل ثم رجع ميتا وترك الملك لسيدنا داود عليه السلام وذهب ومعه 13 من أولاده فقاتلوا في سبيل الله حتى قتلوا قالوا فذلك قوله { وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء}.