ادب

قصة فيلم “مسدس مانديلا ” “Mandela’s Gun “

يسلط فيلم مسدس مانديلا الضوء على مرحلة هامة في حياة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، ويعد هذا الفيلم أكبر عمل سينمائي مشترك بين بريطانيا والجزائر وجنوب إفريقيا. يقدم الفيلم من إخراج البريطاني جون إيرفين شهادات الأشخاص الذين تعاملوا مع `ماديبا` في إطار وثائقي ودرامي، ويلعب توميشو ماشا دور نيلسون مانديلا في الفيلم، بالإضافة إلى مجموعة من الممثلين المميزين مثل ديسمند دوب ولوتوي ديلاميني ونيك بوران.

ماهي قصة الفيلم ؟
يحكي الفيلم عن مرحلة حساسة جدا في حياة الزعيم الإفريقي و يوضح كيف تحول القائد مانديلا من النضال السلمي إلى الكفاح المسلح. و وفق المخرج فإن القصة تبدأ سنة 1961 عندما استهل مانديلا نشاطه السري لكي يصبح قائدا في الكفاح المسلح. وقبل أن يتم القبض عليه بوقت قليل سنة 1962 التحق مانديلا بالتدريب العسكري في إثيوبيا، و ساعده الإمبراطور الإثيوبي “هايلي سيلاسي” بمنحه مسدسا من نوع مكاروف كهدية منه.

أثناء عودته إلى بلاده، اختبأ في مطبخ إحدى البيوت الريفية بالقرب من مزرعة ليليزليف، التي كانت آنذاك مقرا للمقاومة شمال جوهانسبورغ. حفر حفرة في أرض المطبخ ودفن فيها المسدس بعد لفه في بذلته العسكرية. وبعد ذلك، تم اعتقال مانديلا، وكان يتمنى أن يعود إلى نفس المكان لاستعادة مسدسه الذي بقي بدون استخدام، ولكن للأسف اعتقل لمدة 27 عاما.

ماذا يقول المنتج عن الفيلم ؟
و في هذا الصدد قال وزير الثقافة الجزائري “عزالدين ميهوبي” إن هذا الفيلم الذي يمثل حياة رمز النضال ضد الأرباتيد في جنوب افريقيا يعد شهادة تاريخية مهمة لنضاله. فيما قال المنتج “جيريمي ناثان” عن قصة رحلة البحث عن مسدس مانديلا، التي تعتبر نقطة تحول في مسار “ماديبا” النضالي ليس فقط مجرد فيلم طويل و لكنه ذو طابع وثائقي و يحتوي على شهادات ممن عرفوا مانديلا في ذلك الحين. بالنسبة للمنتج فهذا المسدس يشكل لغزا إلى غاية الآن و هو رمز لأول سلاح ضد نظام الأبرتايد.

أعلن جيريمي أن فريق الإنتاج للفيلم قام بأبحاث شاملة وجمع معلومات متنوعة، وسيتم عرض بعضها لأول مرة في الفيلم. سيوضح الفيلم حركات مانديلا في الجزائر وإثيوبيا وتونس ومصر وتنزانيا ودول أخرى. بالإضافة إلى ذلك، ستعرض في العمل تفاصيل دقيقة حول حياة ماديبا، مثل المكان الذي كان يتلقى فيه التدريب والمكان الذي ينام فيه، ورحلته إلى السودان ودار السلام، وعودته إلى جنوب أفريقيا.

ماذا عن تصوير الفيلم ؟
تم تصوير الفيلم في عدة دول، بما في ذلك 10 أسابيع في جنوب أفريقيا وأسبوعين في إثيوبيا ودار السلام. وسيتم عرض فيلم `مسدس مانديلا` في الأيام القليلة المقبلة للإشعاع الثقافي، والذي تم إنتاجه بمشاركة وكالة جزائرية.

يذكر أن مخرج الفيلم “أيرفن” هو مخرج رواية جون لو كاريه “السمكري، الخياط، الجندي، الجاسوس”، التي تعتبر من أشهر الأعمال الكلاسيكية في سينما بريطانيا. و بعد مرور 30 عاما قرر أيرفن أن يعود ليبصم الساحة السينمائية بقصة شخصية عاشت في الظل كمقاتل في حركة الكفاح المسلح ضد النظام الاستبدادي من ذوي البشرة البيضاء.

من أين جائت فكرة الفيلم الوثائقي؟
أخرج أيرفن هذا العمل الدرامي الوثائقي للكشف عن معلومات جديدة حول `أوديسا` مانديلا وتسليط الضوء على المسدس الذي اختفى قبل خمسين عاما. جاءت الفكرة للمخرج البريطاني أثناء حضوره مأدبة عشاء في سفارة جنوب أفريقيا في لندن، حيث سمع عن مسدس مانديلا السوفيتي المصنوع من نوع مكاروف. قدم المخرج ايرفن الفكرة بتواضع لأولئك الذين كانوا حاضرين في السفارة من جنوب أفريقيا، للبحث عن المسدس. في مقابلة صحفية قبل عرض الفيلم، لم يكشف عن نتيجة البحث عن المسدس، ولكنه دعا لمشاهدة الفيلم بسبب قصته المعقدة.

و الجدير بالذكر ان مانديلا جال القارة الإفريقية في بداية سنة 1962 مستعملا اسما مستعارا و تلقى تدريبه في المغرب و اثيوبيا. و تدرب على استعمال السلاح و صنع عبوات ناسفة و الألغام الصغيرة. و ذهب إلى بريطانيا لزيادة الدعم لكفاحه المسلح ضد النظام لكنه في نفس السنة عاد لجنوب افريقيا و تم اعتقاله على حاجز تفتيش للشرطة ثم سجن في جزيرة روبن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى