قصة عن الوفاء
كان في أيام قديمة أسرة سعيدة تتكون من أب وأم وطفل صغير وكلب. كانت العائلة تعيش في مسكن صغير على ضفاف النهر. كان الأب يعمل في الصيد، حيث يخرج كل صباح ويعود في المساء بعد أن يحمل ما رزقه الله من طعام. أحيانا يقوم ببيع الطعام الذي حصل عليه لكسب بعض الأموال. وكانت الأم تهتم بإدارة المنزل ورعاية الطفل، والكلب يقوم بحمايتهم، حيث يبقى بجوار المنزل ويلعب مع الطفل وينتظر عودة الصياد بالطعام. استمرت الحياة بهذه الحالة الثابتة والآمنة حتى حدث ما كان غير متوقع.
ألم وفراق:
وفي أحد الأيام اشتكت الزوجة من وجع شديد بالبطن فقام الصياد على الفور بإحضار طبيب القرية وبعد أن قام الطبي بالكشف عليها أخبرها بأنها بخير وأخذ الصياد إلى خارج الكوخ ليخبره بالفاجعة وقال له أن مرض زوجته مرض شديد وأنها سوف تتوفى خلال أيام قليلة ولا يوجد أمامهم سوى الانتظار، حزن الصياد حزنًا شديدًا على مرض زوجته وجلس بجوارها يطمئنها أنها بخير ولكنها كانت تعلم أن بالأمر شيء ما فقالت له أوصيك يا زوجي بابننا الصغير أن ترعاه وتقدم له العناية وبكلبنا الذي طالما كان بجوارنا يحرسنا من الذئاب واللصوص إياك أن تفرط في مسؤولية أحد منهم، وما هي إلا أيام حتى توفت الزوجة وظل يبكيها ثلاثتهم الزوج الذي فقد حبيبته وزوجته والإبن الصغير الذي افتقد أمه والكلب الذي افتقد صديقته التي كانت ترعاه وتحرص على تقديم أطيب الطعام لهم.
الطفل الصغير والكلب:
تفشى الحزن في جميع أنحاء المنزل، وامتنع الصياد عن العمل لفترة طويلة حتى يتمكن من رعاية الطفل. ولكن الطعام نفد من المنزل، وكذلك المال. ولم يكن أمام الصياد سوى الخروج للصيد مرة أخرى. وظل الصياد يبكي لأنه لم يستطع ترك ابنه الصغير الذي يحتاج الرعاية. ولكنه أيضا يحتاج إلى المال لإطعام هذا الطفل. وكان الجميع يستمعون إلى كلمات الصياد الحزينة. وظل الكلب يقفز أمام الصياد ليخبره أنه سيعتني بالطفل. ولكن الصياد لم يستطع تصور فكرة ترك ابنه في رعاية كلب. ولكن بعد تفكير طويل، وجد أنه لا يملك سوى هذا الحل. حيث يقوم الكلب برعاية الصغير والأب يذهب للصيد.
وفاء الكلب:
وبالفعل ذهب الصياد للعمل وترك الكلب والطفل وظل طوال النهار يعمل في الصيد حتى جاء الليل وعاد للمنزل ولكنه صعق لرؤية الكلب الذي كانت الدماء تلطخ وجهه وظل الكلب يقز أمام الصياد الذي صار يجري كالمجنون كيف له أن يستأمن كلب على طفله وهذه هي النتيجة الكلب أكل الطفل وما أن أحضر الصياد بندقيته ليقتل هذا الكلب الشرير حتى سمع بكاء طفله فجرى ناحية الصوت ليجد الطفل في الفناء الخلفي للمنزل يلعب وبجواره جثة ذئب مقتول والدماء تلطخ المكان جرى الصياد على طفله ليحتضنه وأخذ يربت بيده على الكلب وقد علم أنه أساء الظن به فالكلب قد خاض معركة شرسة مع الذئب لحماية الطفل، أحس الصياد بالندم الشديد وجلس يقدم الطعام للكلب ويعتذر له.