ادب

قصة عن الافات الاجتماعية

تعاني المجتمعات بشكل عام من العديد من المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على استقرارها وتعكر صفوها؛ وتندرج تحت فئة الأمراض الاجتماعية، وتشمل سلوكيات خاطئة تتبعها بعض الأفراد وتنتشر بسرعة داخل المجتمع، وتكون في كثير من الأحيان مدمرة.

جدول المحتويات

أشكال الافات الاجتماعية

يتعدد أشكال الآفات الاجتماعية، وتختلف حكاياتها حسب نوع الآفة. فمنها آفة المخدرات التي تنتشر وتؤثر بشكل كبير في كل المجتمعات، ويعرف الأفراد الكثير عن أضرارها عن طريق قصص وحكايات مختلفة. ومن الآفات الأخرى آفة التدخين التي تضر بالصحة وتهدر المال، وآفة الخمور التي حرمها الله تعالى لأنها تسبب الكثير من الأضرار على الإنسان. ومن الآفات الأخرى التي انتشرت مؤخرا آفة إدمان التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تسببت في العديد من المشكلات بين أفراد الأسرة والمجتمع ككل.

قصة عن الافات في المجتمع

نظرًا لتواجد الكثير من الآفات في المجتمع، فإن القصص التي تتحدث عن تلك الآفات لا تنتهي. وفيما يلي عرض لقصة تتحدث عن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي

كان الزوجان يعيشان حياة مستقرة تقريبا بدون أي قلق، ولكن جاءتهما لعنة غير متوقعة. لقد انجذب هذا الزوج إلى وسائل التواصل الاجتماعي بحيث أصبح لا يهتم بزوجته. قضى معظم وقته جالسا مع هاتفه أو حاسوبه، ينظر إلى العالم الافتراضي وراء تلك الشاشة الشفافة التي لا تصدر أي صوت. شعرت الزوجة بابتعاد زوجها عنها، وعندما بحثت عن الأسباب، اكتشفت هذا العالم الساحر الذي جذب زوجها بعيدا عنها.

لم يكن الزوج لديه أي استعداد للتخلي عن عالمه ؛ حيث وجد في قاموسه العديد من النساء غير زوجته ، ولكن الزوجة كانت مدركة لكل ما يحدث ؛ فقررت أن تلقن زوجها درسًا كي يُعالج من هذا المرض ، حيث تمكنت من التواصل معه عبر المواقع الإجتماعية تحت اسم مستعار ، وكلما حدثته عبر هذه المواقع كانت تجد شخص لطيف يعاملها بكل رقة وحنان ؛ بينما هو عكس ذلك خارج إطار الشاشة ، فكان يصفها عبر بريد الرسائل الخاصة بينهما بأنها امرأة رقيقة ؛ بينما كانت زوجته في نظره عكس ذلك تمامًا.

قرر الزوج المغامرة وطلب رؤية زوجته عبر الكاميرا؛ فطلبت منه بعض الوقت للتحضير لهذا اللقاء، حيث أخبرته أنها ستقوم بتغيير تسريحة شعرها وصبغها باللون الأصفر لتظهر في أبهى حلة. كان الرجل متشوقا لرؤيتها، وفي اليوم المحدد للقاء، عاد إلى المنزل ليجد زوجته قد قصت شعرها وصبغته باللون الأصفر. عندما سألها عن السبب، أجابت بأنها فعلت ذلك لتغيير نمطها. لم يلاحظها الزوج وتركها ليراها عبر الكاميرا، وعندما حان الوقت المنتظر لرؤية زوجته عبر الشاشة، شعر بصدمة كبيرة عندما اكتشف أن السيدة الجميلة التي شعر بجمالها دون أن يراها هي زوجته بالفعل.

تعلم هذا الزوج درسًا لن ينساه طوال حياته، حيث ادرك أن هذه المواقع الاجتماعية ليست سوى صور زائفة في كثير من الأحيان، والتي قد تؤدي إلى انهيار الأسر والمجتمعات التي تنفصل بسببها وتواصل من خلال شاشات مزيفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى