قصة عن اخلاقيات العمل
الأخلاقيات هي صفة أساسية في بناء أي مجتمع، كما أنها قاعدة أساسية تقوم عليها الحياة، فكافة المجتمعات الغربية القديمة والمعاصرة تمجد فلاسفتها ومثقفيها، وتُخلد أخلاقهم وأقوالهم وحكمهم، وسبقهم المسلمين بذلك، فالإسلام هو دين الحق والأحلاق، فلم يهمل الإسلام أي شيء ينفع الأمة واحترامها إلا وقدمه لنا، وشرحه شرحًا مفصلًا.
ما هي أخلاقيات العمل
تعرف أخلاقيات العمل بأنها مجموعة من القيم التي تتركز حول أهمية العمل وكيفية تأثير تلك القيم على رغبة الفرد في العمل وتصميمه على الإنجاز. وتعنى أخلاقيات العمل بالمعايير الأخلاقية التي يجب على الفرد الالتزام بها تجاه أي مهنة أو وظيفة، والتي ذكرت في الإسلام منذ آلاف السنين، حيث يعتبر الانتهاك الفردي لتلك المعايير تصرفا غير أخلاقيا.
قصص عن الأخلاقيات في الإسلام
يحتوي كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على العديد من النماذج الأخلاقية التي توضح أخلاقيات العمل التي يجب على الفرد الالتزام بها، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إن الله جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها“. الجامع الصحيح 1744.
سنروي بعض قصص حياة الرسول صلى الله عليه وسلم لتوضيح الأخلاقيات في العمل
التعاون مع الصديق
يقول حُذيفة بن اليمان: ذهبت مع رسول الله -صلّ الله عليه وسلم- إلى بئرٍ وأردنا أن نغتسل، ولكن لم يكن عندنا ساتر، فأخذت له الثوب فسترته حتى اغتسل، وحينما أكمل أخذ لي الثوب فأبيت وقلت: “بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أنت رسول الله”. ولكنه أبى إلا أن يفعل، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: “ما اصطحب اثنان قط إلا وكان أحبهما إلى الله أرفقهما بصاحبه”.
حُسن العهد
يُقال إن عجوزًا دخلت على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فألطفها، وعندما خرجت، سألته عائشة عنها. فقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إنها كانت تأتينا في زمن خديجة، وإن حُسن العهد من الإيمان.
الوفاء بالوعد
عن أبي الحمساء قال: يروي هذا الحديث قصة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تعهد شخص مع النبي قبل بعثته، ولكنه نسي الوعد وتأخر في الوفاء، وعندما التقاه النبي بعد ثلاثة أيام، اعتذر له الشخص واعترف بتقصيره.
عن أبي عبد الله قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعد رجلا بالانتظار على صخرة، قائلا: `سأكون هنا حتى تأتي`. وبينما كان الشمس تشتد عليه، قال أصحابه للرجل: `يا رسول الله، لو تحركت إلى الظل؟` فأجاب -صلى الله عليه وسلم-: `عدته بالانتظار هنا، وإذا لم يأت، فإنه سيكون من الحشرة`.
الحياء
عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتميز بالحياء الشديد حتى يفوق حياء العذراء في خِدرها، وكان إذا كره شيئًا كنا نلاحظ ذلك في وجهه.
وقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتميز بالكرم ولم يُطلب منه شيء إلا وأعطاه.
لا يُخجل أحداً ولا يُعاتب
عن أنس بن مالك قال: كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- شربة يفطر عليها وشربة للسحر، وربما كانت هناك شربة واحدة. في إحدى الليالي، حضرت شربة السحر للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه تأخر في الحضور، فظنت أن بعض أصحابه دعاه، فشربت الشربة. بعد ساعة من ذلك، جاء النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفطر أو يشرب من الشربة، ولم يسأل عنها أو يذكرها إلى الصباح.
وعن أنس أيضاً قال: خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنوات، فوالله ما قال لي أبدًا “أُفٍ”، ولا سألني لماذا فعلت كذا، أو “هل يمكنك فعل كذا؟
الاحترام المتبادل في حدودها المعقولة
دخل رجل إلى المسجد ووجد النبي -صلى الله عليه وسلم- جالسًا وحيدًا، فتحرك له النبي -صلى الله عليه وسلم- ليعطيه مكانًا أفضل، فقال الرجل: “المكان واسع يا رسول الله!”، فأجاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: “فإن حق المسلم على المسلم، إذا رآه يريد الجلوس إليه، أن يتحرك له.
ورُوي عن أبي عبد الله -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلّ الله عليه وسلم- يجلس في أدنى المجلس عندما يدخل منزلاً.
التواضع
كان رسول الله -صلّ الله وسلم- يتواضع مع الجميع ويقول: إن الله تعالى أوحى إلي أن نتواضع حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يتجاوز أحد على أحد.
يروى أن جبريل (رضي الله عنه) أتى النبي صلى الله عليه وسلم بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات، وعرض عليه اختيار أي ما يشاء من هذه المفاتيح دون حرمان أي شيء على الإطلاق في الدنيا أو الآخرة، لكنه اختار التواضع أمام ربه العظيم.
وعن يحيى بن كثير أن رسول الله -صلّ الله وسلم- : يقول: `آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد، فإنني مجرد عبد`.
إيثار بالمال والنفس والأهلين
من كتاب لأمير المؤمنين -رضي الله عنه- إلى معاوية: كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأمرأصحابه بجلب أهل بيته عندما يشتد الصراع ويتخذوا موقعًا في الجبل، وكان أصحابه يحمونهم بحماسهم وشجاعتهم في مواجهة السيوف والأسلحة، وقد قتل عبيدة بن الحارث يوم بدر، وقتل حمزة يوم أحد، وقتل جعفر يوم مؤتة
الغضب لله تعالى
يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب من أجل الله ولا يغضب لنفسه، ووصف بأنه `لم ينتصر نفسه فيما حرم الله حتى يتعدى حدود الله، فيكون غضبه حينئذٍ لله تبارك وتعالى`.