قصة عمر بن الخطاب مع كاره زوجته
قصة عمر بن الخطاب مع كاره زوجته، هي قصة ورسالة وجهها الفاروق عمر بن الخطاب لكل رجل يكره زوجته ويقوم بتدمير بيته، حيث قدم مثالا حسنا للزوج المحب الذي يحتوي زوجته ويتقي الله فيها.
أكره زوجتي
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب، وكان قد انقطع حبه لزوجته في قلبه، وأعرب عن رغبته الشديدة في طلاقها بسبب كرهه لها. ولكن أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب، كان يرغب في تعليمه درسا هاما، وهو أن البيوت لا تبنى على الحب الذي يشتعل وينطفئ، وأن المرأة التي يرغب في طلاقها الآن كانت من قبل هي التي كانت تمتلك قلبه وعقله. وإذا كان يعتقد أن هذا الحب سيظل مشتعلا إلى أجل غير مسمى، فإنه مخطئ.
مع بداية الحياة الزوجية، تتولد أشياء أهم بكثير من الناحية الغريزية، وهي بناء بيت قائم على التقوى وتربية الأبناء على الدين والأخلاق، فإن الحياة الزوجية لم تنشأ فقط من أجل الحب وإثارة الغرائز.
وعاشروهن بالمعروف
قال له عمر مستنكرًا: ألم تقم ببناء المنازل على أساس الحب فقط؟ فأين القيم؟ إن الله خلق الحب والرغبة الشديدة بين الرجل والمرأة في بداية زواجهما حتى يتمكنوا من العيش معا ويقدموا على الحياة بحماس وسعادة كبيرة ويتمكنوا من بناء حياتهما بشكل سليم. ومع مرور الوقت وتضاءل شدة هذا الحب، يجب على الإنسان البحث عن جمال العلاقة من وجوه أخرى، وسيجد أن الله قد وضع بينه وبين زوجته أشياء تحمل الخير والمصلحة لهما. فالعشرة بالمعروف هي أحد أسباب نجاح الحياة الزوجية، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا” [النساء: 19].
حتى عمر بن الخطاب نفسه يحكي قصة زوجته الغيورة. حينما يذهب لقضاء حاجته، تتهمه بأنه يلتقي النساء، وهو عمر الفاروق. روى الإمام الطبراني هذه القصة وقال: جاء جرير بن عبد الله رضي الله عنه إلى عمر رضي الله عنه يشكو له عن مواجهته للنساء. فقال عمر: “إننا نعاني من ذلك، حتى أنني عندما أحتاج إلى الذهاب لقضاء حاجتي، يقال لي: لا تذهب إلا إلى فتيات بني فلان تنظر إليهن”. فقال عبد الله بن مسعود له في ذلك الوقت: “ألم يصلك خبر أن إبراهيم شكا إلى الله عز وجل على سارة؟ قيل له: إن سارة خلقت من ضلع، فألبسها على ما كان فيها حتى لم تظهر عليها خزية في دينها”. فقال عمر له: “لقد حشى الله بين ضلوعك علما كثيرا.
يعني ذلك أن عمر وغيره من الرجال عرفوا كيفية التعامل مع عقل وضعف وهوان المرأة بحرمان واحترام، ولم يتعاملوا معها بالكراهية أو البغض كما يفعل البعض الآخر. ولهذا، فإن نصيحة عمر لكاره زوجته هي أن يتعاملوا معهن بالمعروف.
العبرة من القصة
“عندما يرغب الرجل في الزواج، عليه أن يدرك أن البيوت تقوم على التقوى في الله والعلاقات الحسنة، فكم هو جميل الشكل والمال الفاني الذي يضيع، ويبقى فقط الخلق الحسن والعلاقات الطيبة.