ادب

قصة عالمية عن الطمع

الطمع من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان؛ إذ يعني الجشع والتطلع للحصول على المزيد بلا حق، وبالتالي يؤدي إلى الهلاك والخسارة لصاحبه. هناك العديد من القصص العربية والعالمية التي تحكي عن هذه الصفة الذميمة، وتستخدم لتعليم الصغار والكبار مدى بشاعتها وتنبيههم على ضرورة الابتعاد عنها، فهي غير مقبولة وتؤدي إلى نتائج سلبية عديدة، وخصوصا لمن يتصف بهذه الصفة.

تُركِّز القصص العالمية على تقديم مفهوم الطمع بشكل بسيط ومفهوم، حتى يفهمه الجميع من الصغار والكبار. وفيما يلي قصة تتحدث عن الطمع والآثار السلبية المترتبة عليها:

قصة الفلاح الطماع The greedy farmer

ذات مرة في السابق، كان هناك فلاح ثري يعيش في قرية بعيدة، وكانت سمعة هذا الفلاح أنه شخص طماع لدرجة أنه يرغب في امتلاك كل الأشياء الجميلة لنفسه فقط. في يوم من الأيام، تم تقديم صفقة مربحة له حيث يمكنه الحصول على مزيد من الأراضي التي يمكنه استغلالها والتجول فيها، ولكن بشرط أن يعود إلى نقطة البداية قبل غروب الشمس. بدأ الفلاح هذه الصفقة في الصباح الباكر من اليوم التالي وبرغبة شديدة، حيث قام بالجري بسرعة لتجاوز العديد من المساحات الأرضية، لأنه يرغب في امتلاك أكبر قدر ممكن من تلك الأراضي.

تمكن الفلاح من المشي لمسافات طويلة جدا حتى عندما يشعر بالتعب. يستمر في المشي حتى بعد الظهيرة لأنه لا يرغب في تفويت هذه الفرصة التي تأتي مرة واحدة في العمر، حيث يرغب في تحقيق المزيد من الثروة. ومع ذلك، يتذكر في وقت متأخر من المساء أنه يجب عليه العودة إلى نقطة البداية قبل غروب الشمس للحصول على الأرض. ولكن لسوء حظه، تأخر الوقت وكان الجشع هو السبب الرئيسي الذي أبعده عن نقطة البداية.

بدأ الفلاح في العودة على الفور بمجرد ذكر هذا الشرط، وكان يراقب سرعة غروب الشمس، وكلما اقترب وقت الغروب، زادت سرعته للوصول إلى نقطة البداية. كان مرهقا وغير قادر على التنفس، ولكنه استمر في دفع نفسه إلى حد يتجاوز قدرته على التحمل. عندما وصل أخيرا إلى المكان المطلوب قبل غروب الشمس، لم يتحمل جسده، فانهار وتوفي دون تحقيق أمنيته. كل ما احتاجه في تلك اللحظة بعد وفاته هو قطعة أرض صغيرة ليدفن عليها، بعد مسيرة طويلة.

الدرس المستفاد من قصة الفلاح الطماع

تكمن الغاية من هذه القصة في تعليم الإنسان كيفية تجنب الطمع والجشع. فالطمع يمكن أن يجعلك تكافح وتعاني من أجل أشياء ليست بحاجتك إليها، كما يدفعك للقتال من أجل تلك الأشياء بأي ثمن دون الاهتمام بصحتك أو حقوق الآخرين. من المهم أن يتعلم الإنسان أن يكتفي بما لديه وأن يتعاون مع الآخرين عن طريق مشاركة ما لديه معهم، حتى لا يسيطر الطمع والانغماس في الذات على تفكيره دون أن يأخذ بعين الاعتبار احتياجات الآخرين من حوله. في النهاية، يكون مصير الطماع الخسارة، وقد يكون الخسارة هائلة، تماما كما حدث مع الفلاح الطماع الذي فقد نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى