قصة عائلة رومانوف
تأسست أسرة رومانوف في عام 1613 وكانت الأسرة المالكة الثالثة في تاريخ روسيا بعد أسرة روريك والأخيرة. استمرت الأسرة حتى تم إطاحة القيصر نيقولا الثاني في 15 مارس 1917 بسبب ثورة فبراير. يرجع تاريخ أسرة آل رومانوف إلى أجدادهم الذين جاءوا من بروسيا (إقليم في شرق ألمانيا) في القرن الرابع عشر، ويعتقد العديد من المؤرخين الروس أن أصلهم يعود إلى مدينة نوفغورود الروسية. وأندريه كوبيلا كان أحد النبلاء البويار في عهد أمير موسكو إيفان كاليتا وهو أول جد موثوق به لأسرة رومانوف، وكان هناك العديد من العشائر النبلاء الروسية.
من هو رومانوف
نيكولاس رومانوف هو أحد أحفاد عائلة رومانوف التي حكمت روسيا القيصرية لمدة 300 عام، وفي عام 1914 كانت هذه الفترة من أهم فترات حكمهم، وكان واحدا من أقوى وأغنى الرجال في العالم، وكان يسيطر على عشر نصف مساحة الأرض ويمتلك أكثر من 30 مليار دولار، بالإضافة إلى مناجم الذهب والقصور في سان بطرسبرج والقرم والمجوهرات واليخت الملكي وقطريين ملكيين، ويعيش مع أسرته في قصر يحتوي على أكثر من 1000 غرفة، وسيطر على الكنيسة الأرثوذكسية، وكان يشاطر الناس الأرض وكأنها نص مقدس، وقراراته لا تقبل النقاش أو الاعتراض، وكانت أسرته تتألف من القيصر وزوجته أليكساندرا، حفيدة الملكة فيكتوريا، وأربع بنات وابن وحيد.
وأيضا، أنجب أليكسس ولي العهد ابنا واحدا للقيصر بعد أربع فتيات، وكان المقرر أن يصبح وريث العرش بعد والده، ولكنه كان مريضا بمرض الناعور أو الهيموفيليا، وهو مرض يؤدي بالمصاب به إلى النزيف الطويل بسبب عوامل تخثر في الدم. وكانت الملكة فيكتوريا حاملة للمرض، وهي التي نقلته إلى أبنائها الذين بدورهم نقلوه إلى عائلات إمبراطوريات العالم مثل روسيا وألمانيا وأسبانيا، وهذا ما جعله مؤهلا لتولي العرش.
بيت عائلة رومانوف
عائلة آل رومانوف تتشارك مع عشرين عائلة نبيلة أخرى من النسل الأقرب لها، بما في ذلك آندريه كوبيليا، خلال عام 1347، ويتضمن ذلك أجيالا من بعده، بما في ذلك كوبيليا اللامع النسبي، وأنساب القرن الثالث عشر، ومن بين هؤلاء الذين هربوا من غزو الألمان، والذين ذكروا كقادة التمرد البروسي القديم من 1260 إلى 1274 ضد النظام التيوتوني، وأحيانا يشار إليه باسم “ماري”، ويعني “أنثى الحصان”، وكان بعض أفراد عائلته يحملون ألقابا مرتبطة بالحيوانات الأليفة الأخرى.
وأحد أبناء كوبيلا هو فيودور، عضو في مجلس بويار دوما دميتري دونسكوي، وكان يلقب باسم كوشكا، معناه القط، وقد استمروا أحفاده في حمل هذا اللقب وقاموا بتغييره إلى زاخارين، وقسمت العائلة إلى فرعين، زاخارين ياكوفياف وزاخارين ييوريف. وفي معهد إيفان الرابع أصبحت العائلة السابقة المعروفة باسم ياكوفي روف، بينما قام أحفاد الرومان بتغيير اسمهم من زاخارين ييوريف إلى رومانو.
اعتلاء السلطة
زادت ثروة الأسرة بشكل كبير عندما تزوج ابنهم رومان اناستازيا من إيفان الرابع، أمير روريك الكبير لموسكو، في 13 فبراير 1547. وتوجهت اناستازيا كأول تساريتسا، في حين قرر زوجها إيفان إطلاق على نفسه اسم بتسار، وهو الذي يعني القيصر. تغيرت شخصية إيفان إلى الأسوأ بعد وفاة اناستازيا بشكل غامض في عام 1560، بسبب شكه الدائم في تورط النبلاء بتسمم محبوبته، وبدأ إيفان في التعهد الإرهاب ضدهم. وقتل إيفان الأكبر، وهو ولد اناستازيا، في مشاجرة خفيفة، وتم ورث العرش بعد وفاة والده في عام 1584، وفيودور الأصغر الذي كان خاملا في الوقت ذاته تولى الحكم.
خلال فترة حكم فيودور، الذي استمر من 1584 إلى 1598، وهو شقيق القيصر بوريس غودونوف وأبناء عمومته، وهم آل رومانوف، تعرض حكم روسيا لانتقادات حادة من قبل أنصار حزب بوريس غودونوف، وانتهى الأمر بانتصار هذا الحزب وانتخاب مجلس زيلامسي غودونوف كقيصر في عام 1599. كان الانتقام من آل رومانوف قاسيا، وتم نفي العديد من أفراد العائلة ومن يقرب إليهم إلى مناطق نائية في شمال روسيا وجبال الأورال، حيث مات معظمهم بسبب الجوع أو في السجون التي تم نفي زعيم العائلة فيودور نيكيتيش رومانوف إليها، وتم إجباره على اتخاذ الوعود الرهبانية التي تأتي باسم فيلاريت.