قصة طسم وجديس
طسم وجديس هما أحد القبائل العربية القديمة من العرب العاربة، وتنتمي قبيلة جديس إلى الجد (جديس بن عابر بن سام بن نوح)، أما قبيلة طسم فتنتمي إلى الجد (طسم بن لاوذ بن أرم بن سام بن نوح) .
من هي طسم وجديس
– قبيلتا طسم وجديس هما قبائل عربية سكنت منطقة اليمامة والمناطق المحيطة بها. في القدم، تم إذلال قبيلة جديس على يد طسم بسبب رجل يدعى عمليق. وقبيلة جديس هي جزء من العرب البائدة ولا يتم ذكرها إلا مع قبيلة طسم، لأنهم انقرضوا. كلا القبيلتين من سكان جزيرة العرب القدامى وعرفوا بقوم عاد وثمود العمالقة، وهم المشهورين بأعظم الحضارات في وسط شبه الجزيرة العربية.
– وقد تم ذكر طسم في شعر الحارث بن حلزة، في قوله: كما يقال عن أم علينا جرى إياد، بلطف قوموا بمساعدة الآخرين.
– كما قال الأصمعي في شرحه: كان لطسم وجديس أخوين، وقد قام جديس بكسر خراج الملك، فأخذ طسم على عاتقه ذنب جديس. وتم استخدام هذه الحكاية كمثل للتحذير من الأخذ بحقوق الآخرين.
عملوق ملك طسم
كان هناك ملك واحد لقبائل طسم وجديس، وهو معروف باسم `العملوق`، وكان ملكًا لا يشغله أي شيء غير هواه، حيث كان يصر على قهر قبيلة جديس وتدمير طموحاتها، وكان الملك من قبيلة طسم، وتمن الأشعار التي تم نقلها عن الملك `العملوق`
إبدِي بعملوق وَقُومِي فاركبي
وَبَادرِي الصبح بأمر معجب
فَمَا لِبِكْرٍ بَعدكُمْ مِنْ مذهب
– وقيل عن الحكم الخاص بالملك عملوق:
هل يصلح ما يقدم لفتياتكم … وأنتم رجال يعد عددكم كثيرًا كحبات الرمل
هل يصلح أن تمشي في الدمى فتياتكم… في صباح اليوم الذي تزف فيه النساء إلى الأزواج؟
فإن لم تغضبن بعد هذا، فكونن نساء لا يفرون من الكحل
أنتم خُلِقتم لتلبية حاجات العروس من الثياب والغسل والتجميل
أي شخص يتباهى ويتكبر وهو ليس مؤهلاً، فهو مخزٍ وغير مرغوب فيه
لو كنا رجالًا وأنتم نساء لمانقبل على الذل
فاحتضروا الكرامة، واصبروا على أعدائكم… بحرب تلمع في الأفق بروعتها
لا تخافوا من الحرب، فإنها تقوم بإقامة أقوام كريمة على رجل واحد
فيها يهلك كل من ينكس مآكله… وفيها يسلم من لديه الفضل والنجابة
– قام الأخباريون بسياق نسب “طَسْم” على تلك الصورة: يطلق على بعض الأشخاص اسم “طسم بن لاوذ بن إرم” أو “طسم بن كاثر” أو “طسم بن لاوذ بن سام” وما شابه ذلك من الأنساب، ولكن لا نعرف عنهم الآن سوى ما ورد في القصص المدونة في الكتب، ولم يذكر اسمهم في القرآن الكريم، ويروي بعض أهل الأخبار أنهم من أهل الزمان الأول أو من عادهم.
بخصوص موطن طسم، كانت هيبة وسلطان للإمارة، وكانت الأحقاف والبحرين مناطقها، ويقول بعض الأخباريين إن طسم وجديس عاشتا معا في اليمامة، وهي إحدى أكثر البلاد خصوبة وحيوية، ولكن الملك الظالم والمحتال من “طسم”، المعروف باسم “عمليق” أو “عملوق”، أهان جديس وأذلها بشدة، فثارت جديس ضده وقتلته هو ومن كان معه من المتبعين، واستعانت طسم بـ “حسان بن تبع” من تبابعة اليمن للمساعدة، وحدثت حرب دموية دمرت طسم وجديس، وتركت اليمامة خالية، واستوطنها “بنو حنيفة” بعد ظهور الإسلام.
– واعتقد واحدا من المستشرقين إلى أن طسم قبيلة من الشعوب الخرافية التي كانت بدعة من الأخباريون، حيث أنه لا يستبعد أن ذات يوم قد يتعرف فيه على أخبار القوم وعلى اسمائهم في الكتابات، حيث وردت في أحد النصوص اليونانية التي عثر عليها في “صلخد” ويعود تاريخه إلى سنة “322م” وكانت جملة “أنعم طسم”، فلا يستبعد أن نصل إلى اليوم الذي نقرأ فيه العديد من النصوص التي تعود إلى طسم.
– ويروي الأخباريون أن “الأسود بن رباح”، وهو الذي قتل عمليق، هرب بعدها إلى جبلي طيء من اليمامة، فأقام بها حتى جاءت طيء، وأمر كبيرهم “سامة بن لؤي” ابنه الغوث أن يقوم بقتل الأسود، وبعد أن شاهدوا ضخامة جسده نسبة إلى أجسادهم، وشعروا بالخوف منه، فجاء الغوث إليه، ثم أخذ يتحدث له، ثم فاجئه بأن ألقاه بسهم قتله.
– ووجد `جرجي زيدان` أن `طسم` هي `لطوشيم`، وهي قبيلة عربية ورد ذكرها في التوراة باسم نسل `ددان بن يقشان`، وأيضا ذكر اسم قبيلة أخرى من القبائل وهي `ددان` أو `لاميم`، حيث يرى زيدان أنها `أميم`.
– ينسب إلى الصحفيين وجود صنم يسمى `كثرى`، الذي تم تدميره مع الأصنام الأخرى بأمر الرسول للتخلص من عبادة الأصنام.