الخليج العربي

قصة صاحبة حساب ” المهاجرة ” الذي صدر حكم عليها بالسجن ست سنوات

تويتر” هو موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة في العالم وأكثرها انتشارا، حيث يجذب العديد من المستخدمين من جميع أنحاء العالم. شهد الموقع العديد من التطورات في السنوات الأخيرة وأصبح واحدا من أبرز الوسائل التي أحدثت تغييرات جذرية وأثرت بشكل كبير على المتابعين والمستخدمين. المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أوائل البلدان التي يستخدم فيها المواطنون تويتر، حيث يعتبر الموقع الأول الأكثر استخداما بين المواطنين .

لا شك أن لكل ثورة تكنولوجية فوائد وتحديات، ويعتبر تويتر أداة ذات جوانب إيجابية وسلبية، حيث أظهر العديد من الفوائد في مجتمعاتنا وساهم في حل بعض المشكلات التي تواجهها البلدان. كما ساهم في تسليط الضوء على الفساد الاجتماعي والسياسي المحيط بنا، الذي استمر لفترة طويلة في أنحاء مجتمعاتنا ولكنه كان مخفيا حتى ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر، الذي ساهم في تصحيح العديد من العيوب في مجتمعاتنا .

أما الجانب المغاير للصورة الإيجابية لموقع تويتر أو أي موقع تواصل آخر ، فهي تكمن في الاستخدام السيء لهذه المواقع ، فنجد العديد من الحسابات الوهمية لأناس غامضون يدشنون حسابات بأسماء مستعارة تخفي كنيتهم وأصولهم الحقيقية ، ويستغلونها في أبشع صور لما يحققه هذا الموقع من شعبية كبيرة وبالأخص بين الشباب ، فيقومون بنشر التغريدات المحرضة والمسيئة للدين والأوطان على حد سواء ، ويدعون إلى نشر الفتنة والتغرير بالشباب للانضمام إلى منظمات إرهابية تتاجر بالشباب باسم الدين الذي هو بريء تماما من أفعالهم الإرهابية .

وتعاني المملكة العربية السعودية من هذه الحسابات الوهمية بشكل كبير ، والتي اجتذبت العديد من الشباب لينضموا إلى تلك الأنظمة الإرهابية ، إلا أن قيادتنا الرشيدة والحازمة ، دائما ما تقف لهم بالمرصاد ، وتمكن من إغلاق العديد من الحسابات الوهمية التي يعود أصحابها لأشخاص يتبعون إحدى المنظمات الإرهابية المحرضة على الفتنة والضلالة ، كما تمكنت أيضا من الإمساك بهم ومعاقبتهم بأشد العقوبات ليكونوا عبرة لمن لم يعتبر .

في مقالنا ، سنسلط الضوء على قصة أحد هذه الحسابات الوهمية والمحرضة على العنف والإرهاب ، وهي تعود إلى امرأة سعودية كانت تنشر الفتنة والضلالة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من خلال حسابها الوهمي الذي يدعى ” المهاجرة ” ، فلنتعرف على تفاصيل قصتها والتهم الموجهة لها والحكم عليها .

من هي ” المهاجرة ” :
المهاجرة ، حساب يعود إلى شابة سعودية بالعقد الثاني من العمر ، تحمل شهادة الثانوية العامة ، اعتنقت المنهج التكفيري المخالف لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومخالف لأحكام الكتاب والسنة ، حيث كانت تتولى المهام الإعلامية التي تساعد التنظيمات الإرهابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد استخدمت كنية ” المهاجرة ” لتخفي هويتها بسبب مطاردة والدها لها ، وقد دشن لها هذا الحساب شقيقها المطلوب أمنيا والمتواجد حاليا في اليمن .

التهم الموجهة لها :
كانت ” المهاجرة ” تنشر العديد من التغريدات التي تبين انضمامها لتنظيم داعش وتأييدها له ، وتمجيدها لتنظيم القاعدة ، كما أنها كانت تنشر تغريدات تكفر بها نظام الأسرة الحاكمة وتصفهم بالطواغيت ، وأعلنت من خلال إحدى تغريداتها نقضها للبيعة لولي أمر البلاد لتعلن عن مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة ” أيمن الظواهري ” ، وتمجيدها لزعيم داعش أبو بكر البغدادي .

تحرض هذه الشخصية الشباب على النزول إلى ميدان القتال في أماكن الصراع التابعة للتنظيمات الإرهابية، من خلال تغريداتها ونشر مقاطع صوتية ومرئية تابعة لمؤسسات تنظيم القاعدة الإرهابي، وتدعم بشدة أسامة بن لادن، وتنشر تصريحات له يحث فيها على القتال والتمرد على الحكومات الحاكمة .

ولم تكتف عند هذا الحد ، حيث نشرت تغريدات تحرض بها النشطاء على قتل وزير الداخلية ، وتضع صور لبعض المقاتلين في تنظيم داعش لتشجع الشباب على الانضمام لهؤلاء المقاتلين ، واستشهدت بشقيقها الذي ذهب لليمن للقتال ضد وطنه ، وكانت تبارك بمقتل أي من الإرهابيين خلال حروبهم مع قوات ألأمن .

وبالإضافة إلى هذا ، فقد ثبت أنها كانت تتواصل مع أحد المطلوبين أمنيا يدعى ” عبدالمجيد الشهري ” الذي كان في اليمن والمدرج اسمه ضمن قائمة الـ47 التي صدرت من قبل وزارة الداخلية سنة 1432 ، حيث كان يطمئنها على المطلوبة ” أروى البغدادي ” ويبلغها بأنها وصلت إلى اليمن وانضمت إلى تنظيم القاعدة .

وكما كانت تحرض في تغريداتها على تنظيم المظاهرات والاعتصامات ضد الحكومة في البلاد، وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في قضايا أمنية. كانت تلجم بألفاظ وعبارات بذيئة وتدعو للموت لولاة الأمر. بالإضافة إلى نشرها معلومات كاذبة وترويج مغالطات تشوه سمعة البلاد والأجهزة الحكومية وتتهمها بأسوأ الاتهامات .

حكم المحكمة :
أصدرت المحكمة الجزائية حكما ابتدائيا على المتهمة السعودية بالسجن لمدة ست سنوات اعتبارا من تاريخ اعتقالها في 27/7/1435 هـ، ومنعها من السفر خارج المملكة لمدة ست سنوات. طلبت النيابة العامة من المحكمة الجزائية معاقبة المتهمة بعقوبة تعزيزية شديدة، والحكم عليها بأقصى عقوبة السجن والغرامة المالية وفقا للمادة السادسة من قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية، لتكون عبرة للمتجاهلين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى