قصة سيدنا ايوب عليه السلام مع زوجته
النبي أيوب عليه السلام هو واحد من أنبياء الله تعالى الذي تم ذكره في القرآن الكريم، وتمت ذكر قصته ليكون درسا وآية، وجعله الله تعالى مثالا للصبر والاحتمال. تمت ذكر قصته في أربعة مواضع في القرآن الكريم (سورة النساء وسورة الأنبياء وسورة الأنعام وسورة ص)، وارتبطت قصة سيدنا أيوب بقصة زوجته، فلا يمكن أن تذكر إحدى القصتين منهما دون الإشارة إلى الأخرى، فهما تكملة لبعضهما البعض، وهما شريكان في حياة واحدة استمرت لمدة تزيد عن تسعين عاما.
التعرف على نبي الله أيوب
– ولد أيوب عليه السلام في أرض الروم ، و هو أيوب بن موص بن رازح بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام ،حيث قال تعالى: (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ ).
سيدنا أيوب كان من عباد الله المؤمنين الشاكرين لنعم الله وفضله، واصطفاه الله تعالى كنبي ليهدي قومه إلى الحق وعبادة الله، وكان يتصف بالرحمة والإحسان، فكان يعطف على المساكين ويطعم الفقراء ويكفل الأيتام .
– النبي أيوب عليه السلام من الأنبياء الذي أنزل عليهم الوحي ، حيث قال تعالى (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ).
زوجة النبي أيوب
يرجع نسبها إلى نبي الله يوسف ، ولم يتفق المفسرين على إسمها فيقال أن إسمها (ليا) ، وأخرون يقولون أن إسمها (ناعسة)، ويرجح بعضهم أن إسمها (رحمة) أو (رحيمة) بنت يوسف بن يعقوب عليهما السلام ،
قصة النبي أيوب وزوجته
أعطى الله أيوب الكثير من المال والأراضي الواسعة والأنعام والعبيد، حتى وصلت إلى الحد الذي يشاع أن أيوب عليه السلام كان يمتلك كل أرض حوران، وتزوج أيوب زوجته رحمة .
عاش أيوب وزوجته في شكر وامتنان على فضل الله الذي رزقهما بالكثير من المال، حيث كان أيوب يمتلك أراضي واسعة في الشام وعددًا كبيرًا من الإبل والبقر والغنم والخيل والحمير، ولم يكن لأي رجل من قبل مثل هذه الثروة. وكان الله قد منَّ عليه بالأولاد وبالصحة والعافية حتى ابتلاه الله بمحنة .
ابتلاء أيوب
فقد أخذ الله كل النعم التي أنعمها عليه، حيث ضاعت ثروته ومات ابنه وبقيت لديه فقط زوجته .
أُبتُلِيَ أيوب عليه السلام في جسده ببلاءٍ شديد، حتى لم يبقَ منه عُضوٌ سليمٌ سوى قلبه ولسانه الذي يذكر به الله عز وجل، فقد كان دائِمَ الصَّابِر، الراضي بقضاء الله، ومستمِرًا بذِكر الله عز وجل في ليله ونهاره، وصباحه ومسائه.
تعرض أيوب عليه السلام لمرض عضال، وخشي قومه الإصابة به، فأخرجوه من بلدهم، واستقر في خيمة في وسط الصحراء، وتعرض للإرهاق بسبب المرض وظهور التقرحات في جميع أجزاء جسده، ولكنه لم يتوقف عن شكر الله وذكره.
طالت مدة مرض أيوب حتى جلس في فراش المرض لثمانية عشر عامًا، فانقطع عنه الناس ولم يبقَ له سوى زوجته الوحيدة التي وقفت بجانبه بإخلاص وصبر، فتواساه وشدت من أزره وخففت آلامه ورفعت معنوياته وخدمته وحمدت الله معه.
تعاني أيوب وزوجته من الفقر وقلة المال، فعملت زوجته في أصعب الأعمال وأشقاها، لتحصل على مصدر رزق لها ولزوجها المريض. وكانت تخدم الناس لتحصل على لقمة العيش، وعندما رفض الناس خدمتها خوفًا من الإصابة بالمرض، ضاقت بها السبل ولجأت إلى بيع شعرها في السوق .
عندما رأى سيدنا أيوب زوجته حليقة الشعر وهي تتوجه إلى ربه قائلاً: “إني مسني الضر، وأنت أرحم الراحمين”، كان ذلك أول مرة يدعو فيها الله لصرف البلاء، واستنكر على نفسه أنه لم يصبر على بلاء الله.