معلومات عن سانت كاترين وسببها تسميتها

تقع مدينة سانت كاترين في شبه جزيرة سيناء بدولة مصر، وترتفع حوالي 1600 متر فوق سطح البحر عند سفح جبال سيناء الشاهقة. يزورها ما يقرب من ألف زائر لزيارة دير القديسة كاترين، ومن هنا جاء اسم المدينة. يعتبر دير القديسة كاترين واحدا من أقدم الأديرة المأهولة بالسكان في العالم، وتم تشييده في الموقع الذي تحدث فيه موسى النبي إلى الله في معجزة العليقة المحترقة. يتسلق الكثيرون جبل سيناء أو جبل حوريب التوراتي، وهو المعروف محليا باسم جبل موسى، حيث استلم موسى الوصايا العشر. يصل الزوار في مجموعات منظمة بالحافلات من منتجعات البحر الأحمر في شرم الشيخ وطابا ودهب في فترة المساء، ويتناولون العشاء وربما يرتاحون لساعتين في أحد الفنادق، ثم يتسلقون الجبل عند الفجر ويدخلون الدير في الصباح، ثم يعودون إلى المنتجع. يمكن زيارة سانت كاترين وجبل سيناء بشكل مستقل أيضا، والابتعاد عن الأوقات المزدحمة في الجبل واستكشاف بقية ما تقدمه هذه المنطقة المميزة.

المنطقة هذه من إحدى مناطق التراث العالمي لليونسكو كونها مهمة من الجانب الطبيعي والثقافي، وفي الحقيقة، يمكن قضاء أسابيع لاستكشافها، فيوجد بها أكثر من 200 مزار ديني وأديرة وكنائس مهمة أخرى، وأطلال اماكن رهبانية بيزنطية، وأعلى الجبال في مصر مع مناظر رائعة، واشكال صخرية مميزة ومناظر طبيعية خلابة.

تعتبر هذه المنطقة بيئة صحراوية فريدة من نوعها، تقع على ارتفاعات شاهقة وتحتوي على مجموعة واسعة من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة المتوطنة في هذا البيئة. كما توجد هناك العديد من النباتات الطبية التي يستخدمها السكان المحليون منذ قرون والتي لا توجد في أي مكان آخر. تحتوي المنطقة على برك مائية وينابيع وبحيرات وأودية ضيقة ووادي كبير. في جبال هذه المنطقة الشاهقة، المعروفة باسم الوديان، ستجد حدائق بدوية رائعة ومميزة في كل مكان تذهب إليه.

يعيش السكان الأصليون لمنطقة سانت كاترين، وهم البدو، في جبال سانت كاترين، ويعملون كبستانيين وخبراء ورعاة جمال، وعاداتهم التقليدية المنغلقة موجودة منذ أكثر من 1400 عام، ويمكن للزوار اكتشافها. يحتوي هذا الموقع على معلومات عملية وخلفية عن المنطقة وسكانها، وتتوفر الأعمال التجارية المحلية والمشاريع والمجتمع بصورة عامة على الويب، وجميع القوائم مجانية، ولكن يجب أن تكون المدخلات مرتبطة بالمنطقة أو بأفرادها.

معالم سانت كاترين

بازيليك القديس دومينيكو

تُعد هذه الكنيسة هي النقطة الرئيسية في معالم مسار سانت كاترين، حيث تعتبر كنيسة سانت كاترين الرئيسية ومنزل القديسة. وفي الطرف المقابل من المذبح، توجد لوحة جدارية تصور سانت كاترين مع أحد زملائها المؤمنين، وقد رسمت حوالي عام 1375 من قبل الرسام الإيطالي أندريا فاني السينيزي.

ملاذ سانت كاترين

بعد كنيسة سانت دومينيكو، يمكن المشي في شارع فيا ديلا سابينزا والانعطاف يمينا في منحدر شديد الانحدار، حيث يمكن العثور تقريبا في منتصف الطريق على منزل كاثرين الذي تم بناؤه في الموقع الذي عاشت فيه عائلة بينينكاسا ذات يوم، وبه نمت شهرة سانت كاثرين بسرعة، وبعد وفاتها وخاصة بعد إعلان البابا سينيس بيو الثاني لقداستها في عام 1461.

الجامع الفاطمي في دير القديسة كاترين

يوجد الجامع الفاطمي في دير القديسة كاترينوهو قد شُيِّد بعام 500 هـ / 1106 م في عهد الخليفة الفاطمي الأمير بأحكام الله، وهذا بسبب العلاقة القوية بين المسلمين والمسيحيين، وقد شهدت الخلافة الفاطمية قمة هذه العلاقة، وعمل خلفاء هذه الفترة بلا تراخب لبناء المساجد في هذا المكان المقدس، وأصبح المسجد الفاطمي داخل دير سانت كاترين كمكان للحجاج قديماً في طريقهم إلى مكة المكرمة، ولا يزال من الممكن رؤية الكثير من كتاباتهم على محرابها حتى يومنا هذا.

كنيسة العليقة

وفقا للكتاب المقدس، أمر الله موسى بإخراج بني إسرائيل من مصر، وكان ذلك واضحا من خلال اشتعال العليقة، وعلى الرغم من النار التي اشتعلت فيها، إلا أنها لم تتأثر بها، وفي القرن الرابع الميلادي، قامت الإمبراطورة هيلينا، وهي أم قسطنطين الكبير (272-337 م)، وهو أول إمبراطور روماني يعتنق المسيحية، ببناء كنيسة في موقع العليقة المحترقة، ثم أعاد الإمبراطور جستنيان الأول (527-565 م) إعادة بنائها ودمجها في الكنيسة الكبرى التي أقامها.

من هي القديسة كاترين

كاثرين كانت فتاة نبيلة في القرن الرابع وكانت معلمة بطريقة استثنائية، وكانت من مدينة الإسكندرية في شمال مصر، والتي كانت في زمنها معروفة بأنها مركز هام للثقافة الهلنستية وعاصمة مصر الرومانية والبيزنطيةلمدة تقرب من 1000 عام.

قصة سانت كاترين، لم تكتب لعدة قرون، والقصة توضح أن هذه الفتاة تعرضت للاضطهاد بسبب إيمانها المسيحي بعد احتجاجها على سوء معاملة زملائها المسيحيين على يد ماكسينتيوس، وهو الإمبراطور الروماني للفترة من 306 إلى 312 بعد الميلاد، كانت كاترين مملؤة بقوة الروح القدس، وشجبت كاترين بجرأة عبادة الأوثان للإمبراطور وما فيها من طقوس وثنية التي تجري تحت اوامره في الإسكندرية، ووسط النيران والدخان وصرخات الحيوانات التي يتم تقدمها للاله، وكان يقوم بإجباره رعاياه المسيحيين على إنكار المسيح.

دعا ماكسنتيوس خمسين عالما وفيلسوفا وخطيبا وثنيا من جميع أنحاء الإمبراطورية لمناقشة كاثرين. ولكن بمساعدة الحكمة الإلهية من قبل رئيس الملائكة ميخائيل، الذي ظهر لها في السجن، تفوقت ببراعة على حجج الفلاسفة والخطباء وألهمتهم بالإيمان الجديد بالمسيح. نتيجة لذلك، اعترف العلماء بإيمانهم الجديد وتم حرقهم حيا.

تصمد كاثرين بصمود أمام قسوة الإمبراطور الغاضب والتهديدات والتعذيب، حيث تعرضت لتهديد بتعذيبها على عجلة مسننة وربطها بمكبرات عجلة كبيرة. تعرضت للاشتعال بالنار وضربها بالمطارق. ومع ذلك، تحطمت الآلة وأصيب المارة بدلا من كاثرين. في النهاية، تم قطع رأسها في 24 نوفمبر 305 (يوم عيدها). تقول القصة أنه بدلا من الدم السائل، خرج الحليب من جسدها. حملت الملائكة جسد كاثرين إلى قمة جبل سيناء، حيث اكتشف الرهبان جسدها بشكل معجزة أثناء بناء ديرهم في القرن السادس. جلبوا ذخائرها إلى الدير.

مميزات دير سانت كاترين

فيما يتعلق بمميزات دير سانت كاترين، يحتوي الدير على العديد من المباني، ومن بينها أهمها كنيسة تجلي السيد المسيح التي تضم تسع كنائس صغيرة، ومن بينها كنيسة العليقة المحروقة التي خاطب الله فيها موسى النبي. يحتوي دير سانت كاترين أيضا على عشر كنائس أخرى ومناطق لإقامة الرهبان، بالإضافة إلى قاعة طعام ومعصرة زيتون تنتج أفضل أنواع زيت الزيتون. كما يتواجد مسجد فاطمي يعود للقرن الثاني عشر الميلادي، ويوجد في المكان مكتبة تضم كتبا نادرة و6000 مخطوطة.

يوجد العديد من الأعمال الفنية في الدير، بما في هذا أيقونة ترجع لأوائل القرن الثالث عشر مصنوعة من التمبرا والذهب على الخشب، تمثل هذه الصورة اللحظة التي تحدث فيها الله لموسى: لا تقترب انزع الحذاء من رجليك، لأن المكان الذي تقف عليه أرض مقدسة وهو ما ورد في الكتاب المقدس بسفر الخروج.