ادب

قصة سارة الفتاة التي أحبت الورود

سارة هي فتاة جميلة في السابعة من عمرها تحب التنزه في الحديقة وتحب الورود تعيش سارة مع والدها وحدهم وذلك بعد أن توفت والدتها منذ عامين، وهو ما جعل سارة تتألم كثيرًا لفقدها اعتادت كل يوم على الذهاب للحديقة حيث كانت سارة تفضل الورود ذات اللون الأحمر لكنها أيضًا كانت تحب جميع الألوان الأخرى، تقطف من لون وردة وتجمعها مع بعضها في بباقة جميلة تزينها بشريط من الستان ثم تذهب بها إلى قبر والدتها وتضعها على القبر بعد أن تجلس معها قليلًا ثم تعود مرة أخرى إلى المنزل فقد وعدت سارة أمها عند زيارتها لأول مرة في قبرها أنها لن تنساها وانها سوف تقوم بزيارتها كل يوم وتحضر معها الورود التي طالما أحبتها.

سارة وسامي في المتنزه:
في أحد الأيام ذهبت سارة كعادتها إلى المتنزه وهناك وجدت صبي يرتدي زي المدرسة ويجلس على الحشائش يحمل في يده وردة صغيرة يقوم بقع أوراقها واحدة تلو الأخرى، صاحت به سارة ماذا تفعل في هذه الوردة الجميلة؟ أجاب الولد وهو مندهش: أنا أشعر بالملل قليلًا وأنت ماذا بك لماذا أنت منزعجة إلى هذا الحد؟ قالت له: لأني أحب الورود كثيرًا وقد وعدت أمي أن أحضر لها الورود كل يوم، قال لها الولد: أين هي أمك؟  أشارت سارة وعيانها تملؤها الدموع إلى طرف المتنزه وقالت هناك، جلس الصبي بجوار سارة وقال لها لا تحزني، سألته سارة: ما هو أسمك؟ أخبرني لماذا أتيت إلى المتنزه وأنت ترتدي ملابس المدرسة؟ أجابها: اسمي سامي وقد تهربت اليوم من حصة الرياضيات بالمدرسة لذلك أتيت إلى المتنزه، قالت له: لماذا فعلت ذلك؟ قال سامي: لا أحب مادة الرياضيات فهي صعبة ومملة.

سارة بارعة في حل الرياضيات:
سأل سامي سارة: لماذا لم تذهبي للمدرسة اليوم؟ قالت سارة: أنا لم أذهب للمدرسة من قبل، لأن والدي فقير ولا يمكنه أن يدفع تكاليف المدرسة، وأنت لماذا تكره الرياضيات؟ قال سامي: لا أستطيع حل المسائل الرياضية وأجدها صعبة جدًا لا أستطيع فهمها، قالت له سارة: هل تعلم؟ رغم أنني لم أذهب يومًا إلى المدرسة إلا أنني أستطيع حل المسائل الرياضية فقد علمني إياها والدي، أحضر لي كتاب الرياضيات وسوف أقوم بحلها لك، اندهش سامي من كلام سارة وقام بإخراج الكتاب من الحقيبة وأعطاه لها، فقامت سارة بحل المسألة التي طلبها سامي على الفور.

سارة في المدرسة:
قال سامي لسارة: `أنت ماهرة في حل الرياضيات، يجب أن تلتحقي بالمدرسة يا سارة.` حزنت سارة وردت: `أحب ذلك جدا، لكن أبي لا يستطيع تحمل تكاليف الدراسة في المدرسة.` وفجأة ظهر رجل طويل أمامهم، وعرفه سامي على الفور كمدرس الرياضيات في المدرسة. نادى الرجل على سارة وسامي وقال موجها كلامه لسامي: `أين كنت اليوم أثناء حصة الرياضيات؟` أجاب سامي وهو يتمتم: `أسف يا أستاذ، لكني لم أستطع حل الواجب، لذا تغيبت عن الحصة.` ثم وجه المعلم كلامه لسارة: `وأنت لماذا لا ترتدين زي المدرسة؟` أجابت: `أنا لم ألتحق يوما بالمدرسة.` وشرحت له سارة أن والدها لا يستطيع تحمل تكاليف وأعباء الدراسة. فأجابها المعلم: `لدينا في المدرسة استثناء للحالات الخاصة، وسأتولى أمر انضمامك للمدرسة بناء على طلب والدك.

سعدت سارة كثيرا لأن حلمها سيتحقق، فسارعت إلى قبر أمها لتزف إليها الخبر، وتقول لها: يا أمي، لطالما حلمتي أن أذهب إلى المدرسة، وها هو اليوم الذي سيتحقق فيه حلمك. في صباح اليوم التالي، التقت سارة بالمعلم ووالد سارة لاستكمال ورقة تسجيلها في المدرسة. وبعد أيام قليلة، أصبحت سارة طالبة في المدرسة وصديقة لسامي. شكرت سارة المعلم ووعدته بأن تكون دائما من الأوائل، وقالت لسامي: من اليوم فصاعدا، لن يكون هناك هروب من حصة الرياضيات، سأشرح لك كل شيء. جلس كل من سارة وسامي يضحكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى