قصة ريا وسكينة
قصة القاتلتان ريا و سكينة
في عام 1920، قدمت سيدة تدعى “السيدة زينب حسن” البالغة من العمر 40 عاما بلاغا إلى حكمدار بوليس الإسكندرية، تطلب فيه المساعدة في إعادة ابنتها “نظله أبو الليل” البالغة من العمر 25 عاما، التي تم اختطافها. وربما كان هذا البلاغ هو أول بلاغ، وتوالت بعده البلاغات، ومن هنا بدأت مذبحة النساء. ووفقا للسيدة زينب، اختفت ابنتها نظله عن المنزل لمدة عشرة أيام، تاركة وصفا لها بأنها تتزين بأساور ذهبية في يدها وخلخال فضي وخاتم حلق ذهبي. وقد قلقت الأم بشأن قتل ابنتها بهدف سرقة الذهب. ولم يمض وقت طويل حتى تقدم رجل يدعى “محمود مرسي” ببلاغ آخر عن اختفاء شقيقته “زنوبه حرم حسن محمد زيدان”. ولكن الغريب هنا أن محمود مرسي، عندما تقدم ببلاغ اختفاء شقيقته، ذكر أنها اختفت بعد أن ذهبت إلى السوق لشراء احتياجاتها، وقابلتها امرأتان “سكينة وريا” وذهبت معهما إلى منزلهما، ومنذ ذلك الوقت لم تعود زنوبة، ولكن لم ينتبه أحد إليهما. وبعد فترة قصيرة جدا، تقدمت فتاة تدعى “أم إبراهيم”، تبلغ من العمر 15 سنة، ببلاغ آخر إلى وكيل نيابة المحاكم، بشأن اختفاء والدتها “زنوبة عليوة”، البالغة من العمر 36 سنة، وكانت مهنتها بائعة طيور. وهنا ذكرت الابنة مرة أخرى اسم المدعوة سكينة بأنها آخر من رأت والدتها قبل اختفائها. وفي الوقت نفسه، تقدم رجل يدعى “حسن الشناوي” ببلاغ إلى محافظ الإسكندرية بشأن اختفاء زوجته “نبوية” منذ 20 يوما. ومن هنا بدأ اختفاء النساء يصبح لغزا يثير الهلع في مدينة الإسكندرية. ولم تتوقف البلاغات عن اختطاف واختفاء النساء. وتقدم رجل يدعى
تم الإبلاغ عن غياب زوجة محمد أحمد رمضان، واسمها فاطمة عبد الربه، والتي تبلغ من العمر 50 عامًا، وعند وصف مواصفاتها ذكر أنها كانت ترتدي 18 غويشة من الذهب بالإضافة إلى مصوغات أخرى. يتم الإبلاغ عن العديد من الحالات التي تختفي فيها النساء وتغيب عن منازلهن ولا يوجد حصر لها
وجاء بلاغ آخر برجل ساكن الى السجن، لكنه خرج منه بهدوء دون أن يشك فيه أحد، وذلك بسبب بلاغ وصل إلى اليوزباشي إبراهيم حمدي، وهو نائب مأمور قسم الشرطة في لبان، من سيدة تدعى خديجة حرم أحمد علي. وفي هذا البلاغ، تروي قصة اختفاء ابنتها فردوس التي ترتدي مجوهرات. وعلى الرغم من أن هذا البلاغ لا يختلف كثيرا عن البلاغات السابقة، قرر اليوزباشي إبراهيم حمدي استدعاء كل من له علاقة بهذه السيدة المفقودة ومتابعة الخطوات. وجاء اسم ساكنة في التحقيق واستدعيت لأنها كانت آخر من التقت بالمجني عليها، ولكنها بمهارة فائقة تمكنت من تفادي الشبهات حولها .
اكتشاف الحقيقة
على الرغم من وفرة التقارير والتحقيقات، إلا أن جميع المحققين لم يتمكنوا من الوصول إلى أي نتيجة.. لذلك، كان هناك حاجة لمعجزة إلهية تكشف هذا الغموض والذعر الذي انتاب القلوب وتأتي بحق الضحايا. ففي يوم 11 ديسمبر 1920، جاءت إشارة إلى `اليوزباشي إبراهيم حمدي` بوجود جثة امرأة في شارع أبي الدرداء، ولكنها كانت عبارة عن بقايا عظام وشعر طويل وجمجمة وأعضاء الجسم. وبالإضافة إلى ذلك، تم رميها من الشاش الأسود وارتداء حذاء أسود. كان من الصعب جدا تحديد هوية صاحبة الجثة وما إذا كانت من بين المفقودين. ثم جاء بلاغ آخر من رجل ضعيف البصر يدعى `أحمد مرسي عبده`، حيث كان يقوم بحفر تحت منزله لتوصيل المياه إلى غرفته، وعثر على عظام بشرية، وهذا دفعه لمتابعة الحفر واكتشاف بقية الجثة. حضر الفور لتقديم البلاغ.. وهذا الأمر دفعه للإبلاغ عنها فورا، وذهب النقيب معه ليشهد بنفسه صحة ما يقوله هذا الرجل. عندما وجد الجثة، قرر متابعة التحقيق وتأكد أن هذا المنزل كان يستأجره امرأة تدعى `سكينة بنت علي`. وقيل أن سكينة تركت المنزل بناء على طلب صاحب المنزل بسبب سلوك غير مقبول كانت تمارسه سكينة بجلب نساء فاجرات إلى المنزل. وقيل أيضا أن سكينة حاولت بكل الوسائل أن تستعيد هذه الغرفة مرة أخرى، ولكن صاحب البيت رفض ذلك تماما، ومن هنا بدأت الشكوك.. وكان الله يريد أن يكشف الحقيقة ويهزم الظلم وينصر عباده، فظهرت جثث أخرى .
أدلة الاتهام
وبظهورالجثتان المجهولتان .. كان هناك مخبر سري يتتبع شوارع مدينة الاسكندرية باحثا عن اصحاب مذبحة النساء و كان هذا المخبر يدعى ” احمد البرقي ” كان مسئول عن مراقبة شوارع في الاسكندرية كان فيها منزل راية وسكينة ..لاحظ هذا المخبر امر مثير لشكوك وهو انبعاث رائحة بخور قوية جدا و مكثفه من حجرة ريا بشكل دائم و كانت هذه الغرفة في الطابق الارضي فقرر ان يتفقد غرفة رايه بنفسه و حين رأته لاحظ ارتباكها فسألها عن رائحة البخور الكثيفة المنبعثة من غرفتها إشعال فأجابته اجابة لم تقنعه فقام بأبلاغ ” اليوزباشي إبراهيم حمدي ” عن شكوكه حول حجرة رايا .. و في الحال انتقل قوة من ضباط الشرطة و المخبرين الى حجرة رايا ليواصلوا البحث و خاصة لان رايا هي اخت سكينة التي كان يوجد شكوك حولها من قبل .. وعندما قاموا بتفتيش وجدو شيئ مذهل و هو ان يوجد صندرة من الخشب و الصندره عبارة عن صندوق من الخشب كان يستخدم لتخزين الملابس و عند تحريك هذه الصندره من مكانها وجدوا ان البلاط الموجود اسفل الصندره جديد بخلاف باقي الحجرة فامر اليوزباشي المخبرين بهدم البلاط وانتزاعه و كلما انتزع المخبرين بلاطه ظهرت رائحة كريهه تنبعث من الاسفل ثم تم العثور على جثة وبعدها على الاخرى ثم اخرى و ظهر على رايا الارتباك و لم تستطيع الانكار وخاصة لان الله دائما يمهل ولا يهمل فوجد ليل قاطع و هو وجود ختم حسب الله زوجها بجوار جثة فكان من الصعب الانكار .
اعترافات رايا وابنتها بديعة
بعد الادله السابقة وبعد حكمة الله البالغة تضطر القاتله ريا بالاعتراف بتهمتها وتفاصيل الجريمة قائلة في البداية ” انا لم اشترك في القتل ولكني كنت اترك لرجلين و هما ” عرابي و احمد الجدار “الحجرة فربما كانوا يأتيان فيها بالنساء ثم يقتلوهم و يدفنوهم هكذا ….قام البوليس على الفور بأستدعاء كل من ذكر اسمهم و لكن اراد الله مره اخرى ان يفك الغز ويرفع الظلم وينصر الحق حين وجد الصول ” محمد الشحات ” حجرة اخرى في الدور الارضي تستأجرها رايا تؤكد أن ريا بحارة النجاة فانتقل على الفور قوة من البوليس لفحص هذه الغرفة ووجد بجانبها حجرة اخرى تستاجرها سكينة و عند فحص الغرفتين وجدوا ان صندرة تشابه ما وجدت في حجرة ريا وعند الحفر بأسفالها ظهرت الجثث من جديد .
اعترافات سكينة ضد اختها رايا
وجاء دور سكينة في الاعتراف، فقالت إن أختها ريا هي الأخت الأكبر وتعلم أكثر منها بشؤون الحياة، وقررت الاعتراف مثلها. وكان اعترافها كالآتي: `أختي ريا انتقلت إلى البيت المشؤوم الذي يوجد في شارع علي بك الكبير، أما أنا فانتقلت إلى شارع ماكوريس… ثم جاءتني ريا بعد ذلك تزورني واخذت تسرد لي حكاية سيدة تسكن في الحجرة التي توجد أمامها، تدعى `هانم`، التي قامت بشراء بعض المصوغات، وعندما وصلت إلى بيت رايا وجدت هانم مقتولة في منزلها وزوجها، حسب الله، يقوم بدفنها تحت الصندرة. فأصبت بذعر، وكان غرض رايا أن تورطني معاها وتغريني بالذهب… ثم سردت قصة مقتل حوالي 17 سيدة بتوريط من أختها راي .
مسارح الجريمة
المنازل التي شهدت الجرائم هي :
العنوان: 5 شارع ماكوريس، حي كرموز
رقم 38 شارع علي بك الكبير.
رقم 6 حارة النجاة.
رقم 8 حارة النجاة.
ريا وسكينة في الإعلام
تم تجسيد قصة ريا وسكينة في العديد من الأعمال الفنية
فيلم `ريا وسكينة`، الذي تم إنتاجه في عام 1953 وبطولة إبراهيم وزوزو حمدي والحكيم وفريد شوقي وأنور وجدي وشكري سرحان
تمثل فيلم `إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة` بطولة إسماعيل يس وإبراهيم وزوزو حمدي وعبد الفتاح القصري ورياض القصبجي
فيلم “ريا وسكينة” تم إنتاجه عام 1983 وكان بطولة شريهان ويونس شلبي وحسن عابدين
كانت مسرحية `ريا وسكينة` عملًا رائعًا حيث جسدت حالة ذعر ومذبحة في صورة كوميدية، حيث بكى وضحك المشاهدين، وكانت البطولة لـ`سهير البابلي وشادية وعبد المنعم مدبولي وأحمد بدير`
تم إنتاج مسلسل ريا وسكينة عام 2005، وكان بطولة عبلة كامل وسمية الخشاب وسامي العدل وأحمد ماهر وصلاح عبد الله ومحمد الشقنقيري
عرضت هالة فاخر وغادة عبد الرازق برنامج تلفزيوني بعنوان `ريا وسكينة`، وكان مضحكًا أيضًا .