قصة رواية صباح الدين علي ” مادونا صاحبة المعطف الفرو “
كيف بدأت قصة مادونا صاحبة المعطف الفرو
بدأت قصة رواية مادونا صاحبة المعطف الفرو ، حينما ذهب رائف أفندي (بطل الرواية) إلى متحف فني في برلين ، و كان ذلك بناء على طلب والده ، نظرا لأهتمامه و حبه الشديد للفن ، اثناء ما كان يتجول رائف أفندي في المتحف و النظر إلى اللوحات ، انجذب إلى لوحة ذاتية لأمراة ، كانت هذه المرأة فنانة . على الرغم من إن رائف أفندي لم يعرف من هي التي في اللوحة ، إلا أنه بقى ينظر مطولا لهذه اللوحة حيث وقت في حبها ، أصبح يحب و يعشق هذه اللوحة بشكل أفلاطوني ، اثارت هذه اللوحة مشاعر رائف أفندي بشكل لم يحدث من قبل ابدا.
أعتقد أن المرأة في اللوحة هي نفسها مادونا في لوحة `مادونا ديلي أربي` لأندريا ديل ساتون. لقد أصبح رائف أفندي مولعا بهذه اللوحة لدرجة أنها أصبحت جزءا من روتينه اليومي، حيث كان يزورها يوميا ليتأملها ويقضي ساعات طويلة يحدق فيها. ولكنه لم يكن يدرك أن هناك شخصا كان يراقبه طوال تلك الأيام. اقتربت المرأة التي كانت تراقبه منه وتحدثت معه عن اللوحة وسبب إعجابه بها إلى هذا الحد. ظن رائف أفندي أنها تسخر منه، ولم يدرك أنها هي صاحبة اللوحة .
كيف اصبحت حياة رائف افندي بعد لقاء مادونا
عندما عرف رائف افندي أن صاحبة اللوحة هي نفسها المرأة التي يواجهها ، توقفت الحياة له للحظات، وتغيرت حياته تمامًا، وأصبح من الصعب عليه العودة إلى حياته السابقة .
يوصف رائف شخصية ماريا بأنها أكثر هيمنة منه، ويصف شخصيته بأنه شخص ينشأ بحرية ويفعل ما يشاء، وحتى وصف نفسه بأنه ذو شخصية ساذجة للغاية، وهذا ما جعل رائف وماريا يتكاملان معًا ويتشكلان صداقة طويلة الأمد .
لقد أحب رائف افندي ماريا كثيرا ، لكن ماريا لم تستطع إن تتأكد من مشاعرها تجاه رائف افندي ، بالرغم من هذا حاول رائف افندي إن يفعل ما يستطيع لها حتى تتأكد من إنها تبادله نفس المشاعر . أصبح رائف افندي و ماريا يقضيان كل الوقت معا ، قد قضوا اياما جميلة جدا لدرجة طانا يشبهانا بلأحلام .
ماذا حدث بعد إن توفى والد رائف افندي
كما هو الحال في جميع الروايات الحزينة ، لم تدوم سعادة رائف افندي و ماريا لوقتا طويلا . حيث توفى والد رائف افندي مما جعلها يأخذ قرار العودة إلى خاوران (بلدة أو قضاء صغير في تركيا ). أصبح يتواصل مع ماريا من خلال الرسائل ، بعد إن مرت فترة قصيرة و هما يتواصلان عبر الرسائل فقط ، أنقطعت ماريا عن إرسال الرسائل إلى رائف افندي .
قد ظن رائف افندي إن ماريا قد مللت من إرسال الرسائل و البعد و استسلمت . دخل ارئف افندي في كآبة لا نهاية لها ، تزوج بأمرأة لا يحبها و لم يحبها قد ، و أصبح لديه أطفال . بعد مرور 10 سنوات على حياة رائف افندي الكئيبة ، اخيرا التقي بالصدفة بشخص يطون من أقارب ماريا ، أخبره هذه الشخص إن ماريا قد توفت بعد اسبوع من ولادة أطفالها (حينما عاد رائف افندي إلى خاوران كانت ماريا حامل في طفلتين منه لكنهما لم يكونا يعلما . حينها فهم رائف افندي ما كانت تقصده ماريا في رسائلها ، حينما قالت :”لدي أخبار سارة لك “.
كان يكتب رائف أفندي جميع الأيام الجميلة التي عاشها مع ماريا في دفتر، وعندما تدهورت حالته الصحية وعلم بأن موعد وفاته قد اقترب، طلب من زميله في العمل حرق الدفتر، وقبل أن يحرق الدفتر، قرأ زميله ما كتبه رائف أفندي ليحل لغزه .
ماذا كان يعمل رائف افندي
كان رائف أفندي يعمل كمترجم وموظف حكومي قبل أن يذهب إلى برلين، وعندما عاد من برلين بدأ يعمل في مدرسة المانية لتدريس اللغة الألمانية، وكان شخصيته غامضة جدا في العمل، كما لم يكن لديه أبدًا أصدقاء أو زملاء .
و لكن قد أتى موظف جديد إلى العمل ، كان موظفا شابا ، حاول هذا الشاب إن يكون صداقة مع رائف افندي ، و لكنه لم يفلح في البداية ، و لكن في النهاية اصبح رائف افندي يحب هذا الشاب و اصبح اقرب شخصا له . و في يوم من اليوم اختفى رائف افندي لمدة 10 ايام ، قلق عليه هذا الموظف و ذهب يسأل عن منزله .
وأخيرا وجده، دخل ورأى حالة الفوضى في منزل رائف أفندي، ثم دخل إلى غرفة رائف أفندي، فاصطدم كثيرا بمنظره، كان مريضا جدا، كان يتحدث ببطء شديد ما أثار قلق زميله الموظف عليه. حاول بكل الطرق مساعدته على استعادة صحته وإخراجه من المنزل لتغيير الجو، حيث كان منزل رائف أفندي في حالة فوضى جدا، وكل شخص فيه يهتم بنفسه فقط، ولم يكن أحد يبالي برائف أفندي .
من هو صباح الدين علي
صباح الدين علي هو شاعر وأديب وكاتب وروائي تركي. ولد في فبراير 1907 في بلغاريا، حيث كانت بلغاريا تحت حكم الدولة العثمانية في ذلك الوقت. عاش صباح الدين علي حياة متنقلة، من محافظة إلى محافظة ومن دولة إلى دولة. بعد أن أصبح شاعرا، تم اعتقاله عدة مرات بسبب الأشعار السياسية التي كتبها في مجلس النواب .
تم القبض عليه في عام 1932م وحكم عليه بالسجن لمدة عام كامل، ولكن تم الإفراج عنه في عام 1933م بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس الجمهورية .
التشابه بين حياة رائف افندي و صباح الدين علي
كانت حياة الكاتب صباح الدين علي تشبه حياة رائف افندي بشكل كبير جدا . مما جعل جميع القراء و النقاد إن يظنوا إن رواية مادونا صاحبة المعطف الفرو هي قصة حقيقة لحياة الشاعر صباح الدين علي ، حيث عاش الشاعر صباح الدين عامين في برلين ، و بعد ما عاد عمل في مدرسة ألمانية كمعلم لتدرس اللغة الألمانية .
كيف توفى صباح الدين علي
تم العثور على جثته في الثاني من أبريل عام 1948، وقد قتل في ظروف غامضة بسبب تسلله عبر الحدود للوصول إلى بلغاريا. في نفس العام، تم اعتقاله لأسباب سياسية وقضى ثلاثة أشهر في السجن. بعد خروجه، حاول الحصول على جواز سفر والسفر، ولكنه فشل في ذلك. أدرك صباح الدين علي أنه لن يتمكن من مغادرة البلاد بطرق قانونية، لذا حاول الهروب بشكل غير مشروع، ولكن تم القبض عليه وقتله .