قصة رشاش العتيبي الحقيقية
مسلسل رشاش العتيبي
يوجد في كل بلد في العالم نصيب من العلماء والمبدعين والمصلحين، ولا يخلو أي بلد من الجريمة، وهذا يشمل المملكة العربية السعودية التي شهدت في فترة الثمانينيات ظهور عصابة معروفة باسم عصابة رشاش العتيبي.
ورشاش البشيباني العتيبي هو أحد المجرمين الذين حكم عليهم بالإعدام في المملكة بسبب تشكيله لأخطر عصابة في تاريخ المملكة، وقد أنتجت مجموعة تلفزيونية مشهورة مسلسلًا تلفزيونيًا مستوحى من حياته، وأثار هذا الإعلان جدلاً كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي دعموا تلك الفكرة ورفضها البعض الآخر بحجة أنها ستثير نزاعات طائفية، ولأن النظر في أحزان الماضي لن يفيد أحدا، ومن توفي فقد أفنى لما قدم، ومادام قد نال عقابه وهو الآن بين يدي المولى عز وجل فلا داعي للحديث عنه مرة أخرى، خاصة أن سيرته ليست مشرفة ولا قصة يمكن أن يحتذى بها، ورأى البعض أنها قد تصنع من بعض المجرمين الخارجين عن القانون أبطالا.
والدة رشاش العتيبي
بمجرد الإعلان عن عرض المسلسل تناقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي خطاب للسيدة بزعاء بنت حجيلان بن سعد الشيباني و تلك السيدة هي والدة رشاش العتيبي، وفي هذا الخطاب تناشد السيدة بزعاء سمو خادم الحرمين الشريفين أن يأمر بإيقاف هذا المسلسل لأن عرضه قد يشجع بعض حدثاء السن أو بعض السفهاء على اتخاذ أفعال ابنها المشينة كمثال يحتذى به.
أكدت السيدة في الخطاب المتداول براءتها من الجرائم التي ارتكبها رشاش العتيبي والتي تم معاقبته عليها منذ ثلاثين عامًا.
صرحت السيدة أم فيصل، أخت رشاش، بأنهم جميعًا يشعرون بالاستياء من سيرة أخيها، وأنهم يعيشون في حالة حزن وخاصة بعد نشر خبر عرض المسلسل الذي يحكي قصة حياة أخيها، لأنهم سيتذكرون ما فعله من جديد
قصة رشاش العتيبي الحقيقية
وُلد رشاش بن سيف بن مبارك الشيباني العتيبي في عام 1960م في محافظة الدوادمي، وكانت العشرين سنة الأولى في حياته حياة عادية لم يكن فيها أي إجرام، بل كانت عادية جدًا، ولكن عندما بلغ عمره العشرين عامًاً في عام 1980م، بدأ يمارس السرقة وقطع الطريق.
كان رشاش هو الزعيم في التنظيم العصابي وكان يتألف من خمسة أفراد بينهم أخوه وأبناء عمه وهم مهل وقحص ابن خالة رشاش وسلطان ومصلح، وكان الفرد الخامس هو صديقه قعيد النفيعي.
بدأ هذا التنظيم” بقطع “طريق المسافرين” ونهب “ما معهم من أموال ومتاع”، وكان “رشاش” يفضل “نوع من السيارات يسمى جيمس البهبهاني”، وإذا كانت أي سيارة من هذا النوع تقع تحت يديه، فإنه يأخذها، وباقي السيارات يسلب “ممتلكات صاحبها” فقط.
وفي الحكم الصادر الذي نُشر في الصحف، تبيّن أنهم كانوا يسرقون أيضًا الحافلات التي كان يستخدمها السياح والأجانب الزائرين للمملكة، وأيضًا قتلوا بعض رجال الشرطة أثناء محاولتهم إيقافهم بتهمة الاشتباه بهم، وهذا ما ثبت في الوثائق الرسمية.
بسبب هؤلاء الأفراد، أصبحت حياة المسافرين عبر طريق الحجاز مرعبة للغاية، حتى أن الأشخاص كانوا يخشون السفر إلا في الحالات الضرورية. وكان الأشخاص الذين يضطرون للسفر في هذه الطريق يودعون أهلهم بالأول، حيث كانت الشائعات تتحدث عن قتل الرجال. ولكن البعض يزعم أنهم كانوا ينهبون ممتلكات المسافرين فقط. وفي كل الحالات، ارتكب هذا التنظيم جرائم مروعة ضد المملكة.
عندما علمت الشرطة بتشكيل العصابة، بدأت بمطاردتهم فورا، ورغم معرفة أفراد العصابة بكل أسرار المنطقة، إلا أنهم تمكنوا من الهروب لفترة، ولكن الشرطة استمرت في مطاردتهم سواء بالسيارات أو الطائرات الهليكوبتر حتى تمكنوا أخيرا من القبض على أحد أفراد العصابة بطريقة لم يتم الإعلان عنها ربما لأسباب أمنية.
تم القبض على قعيد النفيعي، ولم يكن هذا القبض يشكل خطرًا على المجرمين الآخرين، ولكن عندما علم الآخرون بذلك، أدركوا خطورة وضعهم واضطروا للهروب جميعًا، وعممت الشرطة وصفهم للتعرف عليهم والإبلاغ عنهم .
عندما بدأت القوات السعودية تحاصرهم، اتجه رشاش لقبيلة يمنية واشتروا ولاء تلك القبائل بالمال، حتى يحتموا بينهم، لكن المخابرات السعودية بدأت تتفاوض مع المخابرات اليمنية والتي بدورها تفاوضت مع تلك القبائل، وعرضت عليهم أن تعطيهم ضعف المبلغ الذي دفعه لهم رشاش وعصابته ، على أن يسلموه للسلطات لينال عقابه.
تم التوصل إلى اتفاق مع القبيلة التي اتهمت بتزويد القوات السعودية برشاش، وتم تسليمه إلى السلطات السعودية
فيما يتعلق بالقحص، فقد هرب إلى الجبال وكان يحمل سلاحًا من نوع كلاشينكوف، وبدأ في إطلاق النار بينما كان يتسلق الجبل، وبدأت القوات السعودية في مطاردته، وكلما صعد أعلى، اتبعوه حتى سمعوا صوت إطلاق النار.
عندما وصلت القوات إلى القمة، اكتشفوا أن الجندي لم يبقَ معه سوى رصاصة واحدة في سلاحه، فقام بإطلاقها وقتل نفسه.
فيما يتعلق بسلطان ومهل، لا يزالان مفقودين في محافظة ساجر، وفي أحد الأيام ذهبوا إلى مغسلة لغسل ملابسهما، وهناك تعرف عليهما الفتى الهندي العامل في المغسلة وأبلغ السلطات، وعندها اختبأت القوات السعودية داخل المغسلة وارتدى الرجال ملابس العمال، وانتظروا حتى جاء الرجلان في اليوم التالي لاستلام ملابسهما، وفي ذلك اليوم انتظر سلطان في السيارة وكان معه رشاش، ودخل مهل وتم القبض عليه.
عندما شعر سلطان بتأخر أخيه في الحضور، خرج بسلاحه ووجد أخاه محتجزًا، وحدث تبادل لإطلاق النار. صاح سلطان بأن يتركوا أخاه ويقتلوه، ولكن خشى على حياة أخيه فامتنع عن إطلاق النار. في النهاية، تمكنت السلطات السعودية من القبض على الاثنين.
يقال أن مصلحا دخل باب الخروج من الديوان الملكي الذي كان يقيم فيه سمو الملك الراحل فهد، حيث كانت قوات الحرس الملكي تعمل دائما على تأمين أبواب الدخول، لكنهم لم يتمكنوا من منعه من الخروج لأن الملك كان يلتقي بإخوته وأبنائه من أبناء القبائل وجميعهم من أهل الثقة.
في يوم ما، قرر مصلح اقتحام الديوان بسيارته عكس الاتجاه، ووصل إلى الباب الذي يفصل بينه وبين سمو الملك فهد، لكن الحرس قضى عليه على الفور قبل وصوله إلى مجلس سمو الملك.
بعد فترة زمنية، تم حكم الثلاثة الذين تم القبض عليهم من التنظيم، وكان الزعيم رشاش في الصدارة، وتمت إدانتهم بالإعدام. وبالفعل، تم تنفيذ الحكم عليهم في عام 1989م. يزعم أنه تم تعليقهم أمام المحكمة في الرياض لمدة أسبوع كعبرة وعظة للمرتكبين الآخرين الذين يروعون المواطنين. ومع ذلك، لا توجد تأكيدات قاطعة لهذه المعلومات. وبهذا، انتهت قصة رشاش وعصابته وتم تنفيذ عقابهم في النهاية بفضل رجال الشرطة السعودية البواسل.
– بسبب هذه العصابة، تم تشكيل أمن الطرق في المملكة العربية السعودية، والذي لم يكن موجودًا من قبل، ولكن بعد هذا الحادث، تم نشره على جميع الطرق في المملكة .
قصيدة رشاش الشيباني العتيبي
قصيدة رشاش العتيبي هي قصيدة اشتهر بها رشاش العتيبي نفسه، ويقول فيها
- راكبلي وأن سرا بالليل ضلي
- يبعد المنحاش ويخيط غتوقه
- فوقه اللي لا يصوم ولا يصلي
- جمس شكمانين والكافر يسوقه
- انحر عتيبة ربوعي ماتذلي
- والبلا بالمعترض لاطب سوقه
- لا سجا الله عبلة في نجد هلي
- محزمي برنون والرشاش فوقه