قصة رائعة
القصص الرائعة تجذب القراء وتبني لأصحابها سمعة عظيمة، فكلما كانت القصة مشوقة وجميلة، زاد اهتمام القراء بها، وصنعت لصاحبها اسما كبيرا. هناك العديد من القصص الموجودة في المكتبات، لكنها لا تجد من يقرأها، وهناك أيضا بعض القصص التي يبحث عنها القراء باسمها، وهذا يدل على جودتها وتميزها
قصة رائعة عن القناعة
كما هو معتاد، كان الصبي عمران يستعد للخروج من منزله في الصباح متوجها إلى مدرسته. قبل أن يغادر، توقف والده ونصحه قائلا: `يا عمران، تذكر دائما أن الله حي لا يموت، وأن كل ما تفعله يراقبه الله، وأن الطمع فيما ليس لك يكون خيانة لنفسك، وأن تقبل بما قسمه الله لك سيجعلك محظوظا وتشعر بالسعادة في الحياة الدنيا وتحصل على الجزاء الحسن في الآخرة.` انزعج عمران من والده وقال له: `لماذا تقول هذا عني؟ ألا ترى أنا لست طماعا؟` ثم غادر المنزل غاضبا .
بعد ان ذهب عمران الى مدرسته ، سألت ام عمران والد عمران لماذا وجهت هذه الكلمات الى عمران ، قال لها انني عرفت ان عمران لا يرضى بما قسمه الله لنا ، ودائما يكون ناقما ، وعند ذهابه الى المدرسة الطلاب زملائه هناك يعرفون طبعه ويحاولون اخفاء الاشياء منه لان هناك من اتهم ابننا بالسرقة ، وهذا ما اخبرني به مدير المدرسة .
تضايقت ام عمران وقالت للاب وماذا سوف نفعل ، ان الامر لا يحتمل ان نقوم بنصحه فقط ، فكما رأيت غضب ولم يعطي للامر اهمية وتركنا وذهب ، والان زملائه في المدرسة ناقمين عليه وايضا المدرسين وهناك من يقوم باتهمنا بالتقصير في تربيته ونحن والله اعلى واعلم اننا لم نقصر في حقه تماما .
صمت الأب وقال لها: `لا تقنطي من رحمة الله، فبإذن الله ستجد لك مخرجا من كل ضيق. نتقي الله في كل شيء قدر المستطاع، ولأن الله قادر على خلق شيء يعادل هذه الكفة المائلة`. قال الأب هذه الكلمات دون معرفة ما يقدره الله، وبالفعل جاء الأمر من عند الله. وبعد أن انتهى الابن من المدرسة، شاهد مع زميله ضياء هاتفا جديدا، وحاول التحدث معه بطريقة ذكية وهو يفكر في سرقته. وعندما وضع ضياء هاتفه في حقيبته الخاصة، قام عمران بوضع خطة لسرقته، رغم أن لديه هاتفا بالفعل، ولكنه تملكه الطمع وفكر في امتلاك الهاتف الجديد بلا حق
وجالسا في سيارة المدرسة بجانب ضياء، نجح عمران بمهارة وذكاء في سرقة الهاتف دون أن يشعر ضياء. سرعان ما نزل عمران من سيارة المدرسة وذهب مسرعا إلى المنزل، وكان سعيدا جدا كما لو أنه قد نال غنيمة بعد انتصار. لم يلاحظه والده أو والدته في حالة مشبوهة، لذا كان حذرا جدا لكي لا يراهم أحد ويكتشف الهاتف ومصدره. وفكر جديا في بيع الهاتف واستخدام ثمنه لشراء هاتف آخر، ليتجنب أي اتهامات. وبينما كان جالسا ويحاول فتح الهاتف، اكتشف أنه لا يمكن فتحه إلا ببصمة اليد. وبالتالي، أصبح الهاتف الذي سرقه لا قيمة له بالنسبة له. فكر كثيرا وقال لو ذهب إلى أحد الخبراء، سيتم كشف أمره .
لم يمر وقت طويل، حتى سمع صوت الجرس يدق بقوة، والباب يقرع عليه، والشخص الذي يقف خارج الباب يقول: “افتحوا الباب بسرعة، افتحوا، إنها الشرطة”، حيث قام والد ضياء صديق عمران بالإبلاغ عن الهاتف وتم تعقبه باستخدام جهاز التعقب الموجود في الهاتف، ولأن الهاتف مزود بهذه الخاصية، بكى عمران بشدة وتوسل إلى والده لمساعدته في هذا الوضع الصعب الذي وقع فيه .
لم يجد أبو عمران أي سبيل إلا تسليم ابنه للشرطة، وبعد ذلك اتجه إلى قسم الشرطة ليحاول فعل شيء قبل فوات الأوان، وهناك قام أبو عمران بتقبيل رأس أبو ضياء واستسمحه وقال له إن ابنه بهذه الطريقة سوف يتعرض لعقاب شديد ومن الممكن أن يهدد مستقبله بشكل عام، وتوسل له أن يسامحه، والملفت هو أن أبو ضياء شعر بروح الأبوة واستقرت روعته وغضبه بعدما كان يقسم بأن يفعل شيئا، ولكن في هذا الوقت بدأ عمران يتعلم الدرس جيدا فعليا، ليس فقط لأنه في سجن الشرطة، ولكن لأنه وجد أباه يتوسل لأب صديقه ضياء، وشعر بأن تصرفه السخيف جعل أباه يفقد هيبته ومن ثم ستكون المحادثات في المدرسة بعد ذلك حول عمران اللص وأبيه الذي فقد كرامته.
بعد إغلاق التحقيق بالتصالح بين الطرفين، قبل عمران قدم أباه الذي طلب منه أن يسامحه، وقال الأب لابنه إنه رأى نفسه في ظلم ولم يتمكن من فعل شيء له، ولكنه وجدك في ظلم لنفسك، فلم يستطع تركك في هذه الظلمة، فجعل حياتنا نورا، وإلا فسنعيش في ظلمة الحياة بلا عمران. منذ ذلك الحين، تحسنت حالة عمران جدا، وأصبح كل همه أن يتقي الله في أمه وأبيه، ولم يعد ينظر إلى حياة الآخرين، بل أصبح راضيا ومهما رأى من إغراءات الحياة يقول كلمة واحدة: الحمد لله على ما قسمته لي يا أبي .