قصة دحية الكلبي مع هرقل
يعد أحد أكثر الصحابة حظا وإجلالا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يمتلك كل منهم قصته الفريدة الخاصة، ويقدمون لنا أمثلة عدة في مكارم الأخلاق والبطولة، وهم رجال لا يمكن للزمان أن يوفر مثلهم في البطولة والشجاعة، واليوم سنتحدث عن الصحابي الذي اختاره ملك الوحي جبريل عليه السلام ليكون قدوة للناس .
دحية الكلبي
هو الصحابي الذي كان يأتي جبريل عليه السلام في صورته للنبي عليه الصلاة والسلام هو دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه وقد ذكر العلماء أنه كان من أحسن الصحابة رضي الله عنهم وجها قال الإمام النسائي بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنها قال أن جبريل عليه السلام كان يأتي إلى النبي صل الله عليه وسلم في صورة دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه، وقال الإمام ابن حجر في ترجمته أنه كان يستخدم دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه كمثال للجمال، وجبريل عليه السلام كان يظهر للنبي صل الله عليه وسلم في صورته، وروى النسائي بإسناده عن يحيى بن معمر عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن أول مشهد له مع رسول الله صل الله عليه وسلم كان في الخندق ولم يشهد بداية.
وقد أرسله الرسول صلّ الله عليه وسلم على رأس سرية وحده وقد سكن اليرموك وعاش في دمشق لأيام معاوية بن أبي سفيان ، قد أسلم قبل بدر ولم يشهدها ، وأرسله النبي صلّ الله عليه وسلم رسول إلى قيصر سنة 6 من الهدنة ثم بعثة رسول الله صلّ الله عليه وسلم دحية رضي الله عنه إلى هرقل ملك الروم .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بوثبة شديدة، ونظرت فرأيت معه رجلا واقفا على برزون، وعليه عمامة بيضاء سدل طرفها بين كتفيه، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على معرفة البرزونة. فقلت: يا رسول الله، فقد راعتني وثبتك من هذا. فقال صلى الله عليه وسلم: ورأيته؟ قلت: نعم. فقال: ومن رأيت؟ قلت: رأيت دحية الكلبي. فقال: ذاك جبريل عليه السلام .
الصحابي دحية الكلبي مع هرقل
بعد اتفاق صلح الحديبية، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا دحية الكلبي رضي الله عنه برسالة إلى هرقل. كان دحية الكلبي رجلا جميلا وموثوقا به كما علمنا من قبل. وعندما وصل هرقل إلى القدس ليشكر الله على دخوله القسطنطينية، استقبل رسالة دحية الكلبي رضي الله عنه. فقال هرقل: `إنه رسول قد قرأنا عنه في الكتب المقدسة، ولو كنت بجانبه، لغسلت قدميه. ولكن ادخل واسأل رئيس الأساقفة، فهو أعلم مني بالكتب المقدسة، وقوله ينفذ عند الرومان بالتأكيد.` ثم دخل عليه سيدنا دحية الكلبي برسالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقرأها فبكى وقال هذا أحمد فدخل إلى غرفته وأغتسل وخرج السواد ولبس ثياب بيضاء وخرج على شعبه ولما رأوه سجدوا فقال لهم أيها الناس إني عشت زمنًا انتظر هذا الخطاب وهذا أحمد وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن أحمد رسول الله ، فضربوا وتحولت الثياب البيضاء لحمراء ولفظ أنفاسه ودخل الجنة وما سجد لله سجدة واحدة .
في ذلك الوقت، قال هرقل: إن الرجل الذي هبط إلى أرض العرب تم إرساله لثلاثة أغراض محددة: إما أن أتبعه في دينه، أو أن نشن عليه الحرب، أو أن نفرض عليه الجزية. ولكن الشعب غضب وثار ضده، وقالوا إننا لنترك النصرانية لكي لا نصبح عبيدا لعربي. وقالوا: سنرسل له رسالة، ولكن لا تثيروا غضبه، واحضروا نصرانيا عربيا من قبيلة تنوخ. وطلبوا منه أن يتحقق من ثلاثة أمور عندما يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم، وطلبوا منه أخذ الكتاب والذهاب به مع دحية الكلبي رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كانت الأمور الثلاث هي ، أن يرى هل يتذكر من كتابة الذي أرسله شيئًا ؟ والثانية أن انظر لو قرأ كتابي هل يذكر الليل ؟ والثالثة انظر بين كتفيه هل ترى شيئًا ؟ ، ووصل الرجل للنبي صلّ الله عليه وسلم بكتاب هرقل ، فأخذه الرسول صلّ الله عليه وسلم ووضعه على حجره ثم سأل الرجل من أين هو فقال من تنوخ .
دعاه النبي عليه الصلاة والسلام، فقال له: أنا على ديني ولا أريد تغييره. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: إني قد أرسلت رسالة إلى صاحبك، فأمسكها، فلم يزال الناس يمسكون منه الخير، وله فيهم خير، بمعنى أنه احترم الكتاب. فقال الرجل في نفسه: تلك الأولى. فلما قرأ معاوية بن أبي سفيان كتاب هرقل وجد فيه “يا محمد، بعثت إليك لتدعوني إلى الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ولكن، فأين النار؟” فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “عجبا! سبحان الله، فأين الليل إذا جاء النهار؟” فقال الرجل: تلك الثانية. فمشى الرجل ثلاث خطوات، ولكنه ينتظر الثالثة، فدعاه الرسول صلى الله عليه وسلم، ورأى خاتم النبوة بين كتفيه، وقال له: “انظر هنا وأرجع إلى صاحبك .