قصة خيالية مفيدة
تلعب القصص دورا حيويا في نمو وتطور الفرد، حيث يمكن أن تصبح الكتب التي يقرؤونها والشخصيات التي يتعرفون عليها أصدقاء لهم. كما من الجيد أن يفهم الفرد أن الكتب مصدر مفيد للمعلومات، وأن مهارات القراءة الجيدة مهمة للنجاح في حياتهم المستقبلية، فالقراءة تساعد الأفراد على تنمية مستويات الثقة في النفس، والتأقلم مع المشاعر واللغة والتعلم.
اهمية قراءة القصص
تساعد القصص على تطوير خيال الفرد من خلال إدخال أفكار جديدة إلى عالمه، فتقدم له أفكارا حول عوالم خيالية وكواكب أخرى ونقاط زمنية مختلفة وشخصيات مختلقة، وخاصة قصص المغامرات. سيعزز ذلك إدراكهم بأنه بإمكانهم أن يتخيلوا أي شيء يرغبون فيه، فالجمال في القصص هو أنها يمكن أن تكون واقعية بشكل مدهش أو خيالية لا يصدق. يمكنهم قراءة قصص عن أشخاص يواجهون نفس الظروف التي يعيشونها في دقيقة واحدة وعن أنواع أخرى أيضا.
إذا قرأ الفرد قصصا تحتوي على مشاعر، فقد يساعده ذلك في فهم وقبول مشاعره الخاصة، ويمكن لهذا المنهج مساعدته على فهم الحقيقة الأن هناك آخرون يشعرون بنفس الطريقة وأنه ليس وحده، وهذا يساعد الفرد على فهم أن المشاعر طبيعية ويجب التعبير عنها، ومشاهدة ردود أفعال الشخصيات في القصص تعطي بعض الأفكار عن شعور الفرد تجاه بعض المواقف والعواطف، فعلى سبيل المثال، الطريقة التي يتفاعل بها الفرد مع الشخصيات في القصة وشعوره بالحزن أو الخوف يمكن أن تعطي فكرة عن طريقة تفكير الآخرين.
يمكن أن تكون قراءة القصص مفيدة للراحة قبل النوم على سبيل المثال، إذ تساعد الأطفال على نسيان الضغوط والتوترات اليومية والانغماس في الخيال لفترة من الوقت، وتوفر لهم الشعور بالألفة والسكينة من خلال قصة محبوبة جدا والقافية والتكرار في الكتب المصورة، بالإضافة إلى الشعور بالأمان الذي يتمتعون به أثناء القراءة معا، ويمكن أن تساعد القراءة الطفل على الاسترخاء.
يمكن للخيال المستند إلى الحياة الواقعية أن يساعد الأطفال في تجربة حياتهم الخاصة، حيث يوضح لهم مدى تنوع العالم وأن حياة بعض الناس تختلف اختلافًا كبيرًا عن حياتهم. وبالإضافة إلى ذلك، يفتح الباب أمام الخيال والتصور لحيوات أخرى.
قصة الطفل و الظلام
في يوم من الأيام، كان هناك طفل ينام لوحده في غرفته ليلا، وكان يشعر بالخوف الشديد من الظلام، فكان عقله يخيم عليه الأفكار والخيالات المخيفة بمجرد حلول الليل وتغلغل الظلام، وكان يتصور دائما وجود كائن مخيف في جانب الغرفة يدعى “الظلام”، وهو المخلوق المجهول الذي سيهاجمه في أي وقت، وكانت هذه الفكرة تسبب له الرعب الشديد، وتجعله ينام متقبلا في نفسه ولا يجرؤ على النظر إلى الظلام أبدا حتى لا تعود هذه الأفكار مرة أخرى.
في يوم ما، ناظر الشخص إلى الظلام الذي يملأ غرفته وشعر بالخوف، وفجأة تحققت كوابيسه ومخاوفه أمام عينه، وظهر له كائن يشبهه تماما وهو فتى صغير يقف بثقة أمامه، وسأل الفتى الصغير بخوف من هو وماذا يريد، وكيف يمكنه أن يتركه ويذهب بدون إيذائه، وتوسل إليه ليتركه ويتركه وحده.
الظلام يجيب بصوت هادئ وينظر إليه بنظرة شاحبة مرعبة، ويقول: أنا الظلام. ويظهر وجه الفتى الصغير مخيفا جدا ويتحدث بدهشة لأنه لم يتوقع أبدا وجود كائن حقيقي يدعى الظلام، ويقول: نعم، أنا خائف منك لأنك تجعلني أتخيل الأشياء المخيفة التي لا أستطيع رؤيتها بداخلك.
– ابتسم له الظلام بهدوء شديد وهو يقول: أنا لم أؤذيك ولن أفعل، أنا فقط متواجد عند الذين يخافون مني حتى أخبرهم بأنه لا يوجد أي سبب للخوف أو الزعر، لا يجب عليك أن تخاف مني ولا تخاف من أي مخلوق آخر لا يمكنه أن يؤذيك، كما يجب عليك أن تؤمن بالله عز وجل ولا تخاف من أي أحد غيره فإن الله هو الحامي، والآن يما أنك قد تعرفت علي تماما واستجمعت شجاعتك وقواك للتحدث معي، فأنا سوف أتركك وأذهب الآن وأنا واثق تمام الثقة أنك لن تخاف مني مرة أخرى.
عندما بكى الفتى، سأله الظلام عن سبب حزنه، فأخبره الفتى أنه لا يبكي من الخوف، بل يشعر بالحزن على الحالة التي يعاني منها الظلام الطيب الذي يساعد الآخرين ويخافه الكثيرون. فرد الظلام بالضحك وأخبر الفتى أنه صديقه الجديد الذي يملك الكثير من الأصدقاء الذين لا يخافون منه، ثم اختفى تماما.
منذ ذلك اليوم ولم يشعر الفتى الصغير بالخوف مرة أخرى، وكلما كان وحيدًا في غرفته خلال الظلام، تذكر صديقه الظلام الذي كان يتمنى دائمًا أن يلتقي به مرة أخرى.