قصة حياة الممرضة ماري سيكول ” السيدة الرائعة “
ماري جين سيكول أو ماري جرانت [1805 – 1881م]، كانت تحمل لقب Mother Seacole الذي أطلقه عليها المرضى والمصابين أثناء حرب القرم، حيث أقامت مستشفى ميدانيا بنفقتها الخاصة لإسعاف الجرحى وقدمت أروع التضحيات من أجل ذلك، حتى أنها أنفقت كل أموالها في سبيل مساعدة الجنود. في عام 1991، حصلت على وسام الاستحقاق الجامايكي، وفي عام 2004، بعد مرور قرن ونصف تقريبا على وفاتها، تم منح “سيكول” لقب “أعظم شخص بريطاني أسود في التاريخ”، حيث أصبحت هذه المرأة الرحيمة رمزا للنضال ضد التمييز العنصري.
نشأة ماري جين “ماري سيكول” :
ماري جين جرانت ولدت في عام 1805 في كينغستون في جزيرة جامايكا التابعة للبحر الكاريبي، كان والدها جندي في الجيش الاسكتلندي المتمركز في الجزيرة حيث كانت جامايكا جزءًا من الإمبراطورية البريطانية في ذلك الوقت أما والدتها فكانت تعمل ممرضة كانت ماري هي الأخت الكبرى لثلاثة أبناء، لذلك نشأت محبة للمسؤولية، لم تنل ماري قسطًا من التعليم مثلها مثل أغلب الفتيات في ذلك الوقت إلا أنها استبدلت التعليم الدراسي بتعلم مهنة التمريض وساعدها على ذلك عمل والدتها التي قدمت لها كل خبرتها في ذلك المجال.
تزوجت ماري في عام 1836 من إدوين سيكل، وهو إنجليزي الجنسية، وعاشت معه في كينغستون لمدة ثماني سنوات، وتوفي الزوج بعد ذلك بست سنوات بسبب المرض، ومنذ ذلك الحين، كرست ماري حياتها للتمريض ومساعدة المرضى.
بطولات متكررة :
حرصت ماري منذ اليوم الأول لتعلمها مهنة التمريض أن تخلص لهذه المهنة فكانت تقضي أغلب وقتها في مساعدة الجرحى ومصابي الجروح مهما كلفها الأمر من مشقة وعناء، ساهمت ماري في علاج وباء الكوليرا الذي أصاب المنطقة في ذلك الوقت وحصد آلاف الأرواح، وكذلك في علاج عمال المناجم الذين يعانون من الأمراض الاستوائية.
في عام 1866، ذهبت سايكل إلى شبه جزيرة القرم للمساعدة في علاج الجرحى والمصابين. وعندما واجهت حالة الجرحى المأساوية، قامت ماري بإنشاء مشفى ميداني داخل ساحات القتال لعلاج المصابين. لم تبال ماري بنفسها أو تخاف على حياتها، بل على العكس، كانت تتفانى في التضحية بالمال والوقت والجهد لخدمة الجميع. قدمت ماري أروع مثال للتضحية في ساحات المعارك. توفيت ماري سيكول في عام 1881 في مدينة كنسل جرين بلندن، وبعدها تم تكريمها من قبل العديد من الأطراف وحصلت على العديد من الميداليات بسبب شجاعتها المذهلة وخدمتها للإنسانية.
مغامرات السيدة الرائعة :
في عام 1857، نشرت ماري سيرتها الذاتية بعنوان `مغامرات السيدة الرائعة` حيث سجلت جميع مغامراتها كامرأة متعددة الجنسيات التي قدمت الكثير من التضحيات. في عام 1991، بعد مرور قرن كامل على وفاتها، حصلت ماري على وسام الاستحقاق الجامايكي، وفي عام 2004 تم تكريمها بلقب أعظم شخصية بريطانية من أصول أفريقية في التاريخ.