قصة حياة الفاجومي المصري أحمد فؤاد نجم

عندما تكون الكلمة سيف يلازم صاحبها تدافع عنه وتدافع عن كل ما يجري من أحداث يمكن القول بأن صاحبها قد وصل إلى كل معاني النجاح والتميز والانفرادية ، فكم من كلمات كانت السبب في خروج شعوب بالكامل من الظلم إلى النور ومن العبودية إلى التحرر ، فكل شئ من الممكن أن يتغير عندما تكون الكلمة مؤثرة بمعناها وقوتها على الشعب خاصة إن كانت الكلمات قريبة من لغة الشعب ، خاصة وإن هذه الكلمات هي كلمات الفاجومي المصري أحمد فؤاد نجم الذي ربط الشعر بالسياسة فقد كان اسما لامعا في سماء الشعر العربي والسياسي المصري فهو أحد شعراء العامية في مصر وفي نفس الوقت أحد ثوار الكلمة فمن هو الشاعر أحمد فؤاد نجم وما قصة حياته ؟

مولده ونشأته
ولد الشاعر أحمد فؤاد نجم في عام 1929 في قرية كفر نجم بمحافظة الشرقية، حيث كان والده ضابط شرطة يدعى محمد عزت نجم. عاش أحمد مع والديه وأخوته حياة بسيطة ومتواضعة جدا، والتحق بكتاب القرية كما كانت العادة في تلك الفترة، خاصة في القرى. بعد وفاة والده، أصبح يتيما واضطر للالتحاق بملجأ الأيتام في عام 1936، وغادره في عام 1945 وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من العمر. تأثرت حياته بالصعاب، ولم يجد مأوى له سوى قريته، حيث عمل كراعي للأغنام هناك. ثم سافر إلى القاهرة مع أخيه، لكنه عاد سريعا إلى قريته بأمر من أخيه .

لم يتمكن أحمد فؤاد نجم من العثور على وظيفة ثابتة يمكنه العيش منها، لذلك كان يعمل بين الفينة والأخرى كخياط للرجال أو عامل في مجال الإنشاءات داخل معسكرات الجيش الإنجليزي. ومن ثم، عمل مع مجموعة من العمال في مطابع تابعة للشيوعيين، وخلال هذه الفترة تعلم مهارات القراءة والكتابة، وشارك في العديد من المظاهرات التي نظمت في مصر عام 1946 ضد الإنجليز. ورغم تهديد صاحب العمل بالفصل إذا شارك في هذه المظاهرة، إلا أنه لم يكترث لأي من هذه التهديدات بسبب إيمانه بالحرية والوطنية. ومن ثم، عمل في مجال السكك الحديدية وشاهد الظلم والقهر أمام عينيه دون أن يتمكن من فعل أي شيء، ورأى أن المجتمع يعتمد على قوة الأقوى حيث ينهب الأقوياء مال الضعفاء ويسرق الأغنياء من الفقراء. واستمر في العمل في مجالات مختلفة، وفي النهاية تفضل أن يعمل كفلاح بدلا من مشاهدة الظلم والقهر، وعمل أيضا كساعي بريد، وعمل في معسكرات الجيش الإنجليزي باعتبارهم صاحب العمل. وخلال هذه الفترة، أتهم بتزوير استمارات الشراء وتم سجنه لمدة حوالي ثلاث سنوات، وهذا كان بداية حقيقية لشاعر أحمد فؤاد نجم .

يعد بداية مشوار الشاعر أحمد فؤاد نجم في الفن
عندما سجن وخاصة في السنة الأخيرة من السجن شارك في مسابقة الكتاب الأول تحت رعاية المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وعلى إثرها فاز بجائزة المسابقة واستطاع أن يصدر بعدها الديوان الأول له وهو بعنوان من شعر العامية المصرية وبالفعل قد تم نشر هذا الديوان وما يزال الشاعر بالسجن وقد اشتهر به شهرة واسعة خاصة من بعد أن كتبت مقدمته الكاتبة سهير القلماوي ، وعندما قضى مدة السجن وخرج منه عين موظف بمنظمة تضامن الشعوب الأسيوية الأفريقية وقد اشتهر وقتها ليصبح أكبر شعراء الإذاعة المصرية .

التقى أحمد فؤاد نجم بالشيخ إمام بحكم سكنهما في مكان واحد وهو حارة خوش أو ما يعرف بحوش آدم وأصبحا ثنائي معروف جدا في ذلك الوقت حتى أن الحارة أصبحت ملتقى للمثقفين لأن أشعار الفاجومي كانت تحث المصريين لوقف الاستعمار والتخلص من الديكتاتورية ولكن سرعان ما انفصل هذا الثنائي الناجح بسبب زعامة أحمد فؤاد نجم على الشيخ إمام .

حياته الشخصية
تزوج الشاعر أحمد فؤاد نجم عدة مرات، حيث تزوج أولاً من السيدة فاطمة منصور وأنجب منها ابنة تدعى عفاف، ثم تزوج الفنانة المصرية عزة بلبع، وبعد ذلك تزوج الكاتبة صافيناز كاظم وأنجب منها ابنته نوارة، وهي أيضًا صحفية مشهورة، ثم تزوج السيدة أميمة عبد الوهاب وأنجب منها ابنته زينب .

أهم أشعاره
اشتهر أحمد فؤاد نجم بالعديد من القصائد العامية، ومن بين أهمها: “استغماية، يعيش أهل بلدي، الأخلاق، الخواجة الأمريكاني، الأقوال المأثورة، البتاع، هما مين واحنا مين، حسبة برما، كلب الست، أبجدهوز، شقع بقع، ورقة، الندالة، شيد قصورك .

الجوائز التي حصل عليها
حصل على جائزة الأمير كلاوس الهولندية، والتي تعتبر واحدة من أرقى الجوائز العالمية، ولكنه لم يتمكن من تسلمها قبل وفاته بأيام .
حصل هذا الشاعر على المركز الأول في استفتاء أجرته وكالة أنباء الشعر العربي .
تم اختياره سفيرًا للفقراء من قبل صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة في عام 2007 .
تم منحه وسام العلوم والفنون بعد وفاته .

وفاته
توفي الشاعر أحمد فؤاد نجم في عام 2013 بعد مسيرة فنية كبيرة حيث توفي عن عمر يناهز ال 84 عاما استطاع من خلالها أن يقدم الكثير من القصائد التي نقلت الحياة الواقعية في الحارة المصرية ، والجدير بالذكر أنه قد توفي يعد إحياء أمسية شعرية في الأردن بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني .