ادب

قصة حدثت لي في الطفولة

قصة عن ذكريات الطفولة الجميلة

  • قصة ستندمين على ما تفعلينه عاجلا أم آجلا

أمي امرأة قوية، ولكن وراء هذا الجدار الخارجي الصلب في شخصيتها يكمن شخص رقيق وحنون مثل الطفل. نشأت في عائلة مؤلفة من خمسة أخوة، أنا وأربعة أشقاء، وقد تعلمت جميع جوانب الحياة من خلال تفاعلي مع إخوتي. وبسبب تصرفاتي التي كانت تشبه تصرفات الصبيان، كان يناديني الجيران باسم “حسن”، وعلى الرغم من اعتراف الجميع بذلك، كنت أواجه مشاكل مستمرة مع أمي بسبب الشائعات التي سمعتها عن مشاجراتي مع أطفال الجيران وضربهم. قررت مغادرة المنزل بسبب التوبيخ المستمر من أمي، التي كانت تقول لي باستمرار “ستندمين على ما تفعلين في وقت ما.” لم أفهم معنى كلام أمي، فقد كنت أحد الفتيات المدللات من قبل أبي وإخوتي، وكنت أعتقد أن أمي تحب إخوتي أكثر لأنها تتعامل معهم بطريقة ألطف مما تتعامل معي.

بعد خروجي من المدرسة، قررت ألا أعود إلى المنزل، وبدأت بعدها أتجول في الشوارع. لم أكن أعرف وجهتي المقبلة، كان هدفي الوحيد هو أن أجعل عائلتي تقلق علي. وأثناء تجولي، تذكرت منزل جدي، لكنني لم أستطع زيارته حتى لا يبلغوا والدتي بأنني هناك. استمررت في التجول حتى بدأت الظلام يتسلل، وكنت أخاف كثيرا من العتمة. وفجأة، تذكرت بيت صديقتي سعاد، فقررت الذهاب إليها. بعد ذلك، توجهت إلى منزل سعاد، وعندما وصلت، خرج والدها وفتح لي الباب. كانت الكلمات والنظرات تشير إلى عدم ترحيبه بوجودي في هذا المنزل. دخل والد سعاد ليناديها لتكلمني، فخرجت وقالت لي إن والدها لا يسمح لها بالتحدث معي، لأنني أتصرف مثل الصبية ولا أستمع لكلام الوالدة.

تذكرت يومها كلام والدتي حول الندم، ولن أنسى كلماتها ما دامت حية، بعد ذلك عدت إلى المنزل لأعتذر من أمي على سوء معاملتي التي سامحتني عليها بسرعة، فهي كانت تبكي لأنني لم أخبرها عن مكاني، وبعدما دخلت غرفتي كتبت هذا الحدث في ذكرياتي، والآن أنا في الثامنة والعشرين من عمري، وكلما سنحت لي الفرصة أعود وأروي هذه القصة لابنتي لكي تأخذ عبرة منها ولا تقع في الخطأ الذي ارتكبته في طفولتي، فكان هذا الحدث مثل طفولتي وأحد الأحداث الرئيسية التي أثرت في حياتي.

قصة قصيرة حدثت لي في الطفولة

  • ” قصة سوف تكونين شعلة المستقبل”

طلبت منا معلمة الصف كتابة سيرة ذاتية عن ذكريات الطفولة في المدرسة. فعدت إلى المنزل مسرورة جدا، لأنني كنت من هواة التعبير والقراءة وقراءة القصص القصيرة. عندما وصلت إلى المنزل، خلعت الزي المدرسي واستحممت، ثم تناولت الغداء وأخبرت أمي عن الموضوع. كانت أمي على دراية تامة بموهبتي في الكتابة، وكانت معلمتي تطلب مني أن ألقي تعبيراتي أمام الفصل. لم تكن موهبتي مقتصرة على كتابة المواضيع والقصص القصيرة عن ذكريات الطفولة باللغة الإنجليزية فقط، بل كان لدي مهارة في الإلقاء الشعري. كان زملائي يصفقون لي بحرارة عندما ألقي التعبير، وكان هذا الموضوع بمثابة حافز دائم بالنسبة لي. كانت عائلتي، وخاصة أمي، دائما تدعمني وتحفزني على الكتابة وتشجعني بقولها: “سوف تكونين شعلة المستقبل”. استمريت في الكتابة بشكل دائم بعدها، حتى وصلت إلى الثانوية العامة ووجدت أمامي الكثير من الذكريات المكتوبة التي يمكن أن تصبح رواية.

ترددت في اختيار اسم الرواية التي أردت نشرها، ولكن فكرة اسمها كانت أن تكون جميلة كقلب أمي التي ساعدتني على الوصول إلى هذا المكان، واخترت اسم `سوف تكونين شعلة المستقبل` لتذكر الناس بفضل أمي علي، وكانت هذه أول رواية أكتبها قبل التخرج من المدرسة الثانوية، وبفضل أمي، أصبحت الآن كاتبة مشهورة وأتطلع إلى فتح دار نشر خاصة بي، وكل ما حققته حتى الآن هو بفضل عطائها.

قصة قصيرة عن أيام الطفولة

  • قصة تستطيعين قتل السرطان لكن ليس بالحجر

لطالما حلمت بأن أصبح طبيبة، ليس فقط لأنها كانت رغبتي، ولكن أيضا بسبب الظروف التي نشأت فيها. كنت طفلة صغيرة لم تتجاوز الثلاث سنوات عندما توفيت والدتي بمرض خبيث، السرطان. لا أتذكر كثيرا، ولكن والدي كان يخبرني دائما أنني كنت أحمل الحجارة لمحاربة السرطان وقتله ليعيد لي والدتي. ربما كنت أعتقد أن السرطان كان رجلا وأنا ذاهبة لقتله. كان والدي يقول لي دائما: `يمكنك قتل السرطان، لكن ليس بالحجر`. كنت أبكي بشدة في عيد الأم وعندما يسألني أحدهم عن والدتي. ولكن اليوم الذي شعرت فيه بفقدان والدتي بشكل كبير هو أول يوم لي في المدرسة. جميع الأطفال ذهبوا مع أمهاتهم، ولكن أنا كنت وحيدة تماما. شعرت بالوحدة والحزن الشديد عندما رأيت أصدقائي يمسكون بأيدي أمهاتهم خوفا من تركهم وحدهم في المدرسة. أما أنا، فكنت هادئة تماما. هذا جعل المعلمة تأتي وتسألني عن سبب هدوئي المفاجئ، لكنني لم أرد أبدا أن أجيبها. بدأت المعلمة تمدح أصدقائي وتناشدهم أن يكونوا مثلي، دون أن تعرف قصة الألم التي عشتها. كانت المعلمات تعاملني بكل الحب والاحترام، وكانوا يميزوني دائما عن أصدقائي، مما جعلني أشعر بالوحدة بشكل أكبر بسبب ابتعاد أصدقائي.

كان لي زوجة لأبي، وكانت زوجة أبي تحبني وتتعاطف معي قبل أن تنجب أولادا، ولكن عندما أنجبت طفلا، توقفت عن الاهتمام بي تماما. كان أبي دائما مشغولا في العمل، ونادرا ما يكون في المنزل، ولكنه كان أبا رائعا بالنسبة لي. كنت أجلس على شرفة المنزل وأنتظر والدي لساعات، وأذكر أنني نمت على الشرفة أكثر من خمس مرات أثناء انتظاري له. وكانت وجه والدي هو أول شيء أراه حينما يحملني إلى السرير. كان والدي يمثل الشمعة التي تنير حياتي، وكنت أحاول بجدية أن أفهم كيفية مواجهة السرطان كما يقول والدي. كنت أتفوق على زملائي في كل صف من صفوف المدرسة.

لا أعرف ما حدث لي في ذلك اليوم، إذ كان درس علم الأحياء يتحدث عن السرطان، فوردت المعلمة هذا المصطلح وانفجرت في البكاء. لم تفهم المعلمة سبب حزني الشديد، فاقتربت مني وبدأت التحدث معي لمعرفة السبب وراء بكائي الشديد. كانت المعلمات يعلمن بوفاة والدتي، ولكنهن لا يعرفن السبب. طلبت من المعلمة أن تسمح لي بالذهاب إلى المنزل، ولكنها رفضت وأصرت على معرفة السبب وراء بكائي. لم أتحدث، فأردت فقط أن يأتي والدي. وعندما جاء والدي، سألني عن سبب بكائي، فأخبرته بأن السبب هو السرطان، ثم رحلت باتجاه المنزل. حدثت المعلمة والدي بأن السرطان هو السبب وراء وفاة والدتي. لا زلت أتذكر تلك الليلة وكأنها اليوم الأول لوفاة والدتي. وفي اليوم التالي، تحدثت المعلمة معي عن كيفية مواجهة السرطان. وهذه الحادثة تذكرني دائما بطفولتي وتشجيع والدي والمعلمة، وهي القصة التي دفعتني لأصبح طبيبة في مشفى متخصص بعلاج السرطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى