ادب

قصة حبل الأمانة

كان هناك مجموعة من تجار البصرة بالعراق في طريقهم لشراء تجارة كبيرة من الشام وفي أثناء الرحلة كان كل تاجر يحتفظ بأمواله في مكان خاص بالراحلة لا يعلمه إلا هو حتى لا تتم سرقته في حالة مهاجمة اللصوص أو قطاع الطرق، وفي الطريق اختار قائد القافلة مكان مناسب للتخييم حتى يأتي الصباح ويستطيعوا استكمال الرحلة، في اليوم التالي.

النقود المسروقة:
في الصباح، استيقظ التجار على صوت أحدهم يصرخ `نقودي.. نقودي، أين هي نقودي؟` فتجمع التجار حوله وسألوه عن ما حدث، فأخبرهم بأنه كان ينام في الليل وأنه وضع كيس النقود تحت رأسه حتى لا يتم سرقته وهو نائم، وعندما استيقظ في الصباح لم يجد الكيس. فسألوه عن عدد النقود التي كانت في الكيس، فأجاب التاجر بأنها كانت ألف دينار، وفي هذا الوقت، سأل قائد القافلة إذا كان هناك علامة مميزة على الكيس، فأجاب التاجر بالنفي. فقال القائد: “لننتظر حتى الظهيرة، ولنبقى هنا حتى نجد أموال هذا الرجل ونعرف من هو السارق الذي يتواجد بيننا.

حبل الأمانة:
دخل القائد إلى خيمته ومنع أي شخص من الدخول عليه حتى يجد حلا لهذه المسألة. وعندما خرج من الخيمة، استدعى جميع التجار وعندما حضروا، قال لهم: انظروا إلى هذه الخيمة، فهي تحتوي على حبل مشدود. أريد من كل واحد منكم أن يمسك بالحبل حتى يمر من الباب الآخر للخيمة. فتعجبوا جميعا وتساءلوا عن الحيلة في ذلك. وكيف سيتمكن التاجر السارق من التمييز بينهم.

قال القائد: الحبل الموجود بالخيمة هو حبل مسحور يدعى حبل الأمانة؛ فعندما يلمسه الخائن، يلتف على جسده ولا يفك، ولكنه لا يحدث أي شيء عندما يلمسه الأمين. وعندما سمع الجميع عن حبل الأمانة، صمتوا ونظروا بعضهم إلى بعض، ولكنهم كانوا عازمين على تجربته للوصول إلى الحقيقة.

السارق والحبل المسحور:
بدأ التجار واحدًا تلو الآخر يعبرون داخل الخيمة حتى يخرجون من الباب الخلفي حتى خرجوا جميعًا من الخيمة بدون أن يلتف الحبل على أحد، فقالوا للقائد: ما معنى هذا؟ ألا يوجد سارق؟ أم أن الحبل عطلان لا يعمل؟ قال القائد الآن سوف تعرفون السارق افتحوا أيديكم جميعًا فجدوا جميعًا أن أيديهم ملطخة بالرماد ما عدا واحد فيهم هو الوحيد الذي كانت يديه نظيفة، أمر القائد الحرس أن يمسكوا به، ثم أفصح عن حيلته أمامهم أن الحبل لم يكن مسحورًا كما ادعى لكنها كانت حيلة حتى يعلم من السارق الحقيقي، شكر التجار القائد على حسن صنيعه وفطنته التي عهدوها به، واعترف اللص بأنه هو من سرق النقود وأرشد عن المكان الذي خبأها فيه، وعاد التجار لاستكمال رحلتهم مرة أخرى في طريقهم للشام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى