قصة حارسة القران .. ولماذا لقبت به
لماذا لقبت حفصة بحارسة القرآن
السبب في أن السيدة حفصة لقبت بذلك اللقب هو أنها الوحيدة من بين أمهات المؤمنين التي وقع الاختيار عليها في حفظ القرآن الكريم، وذلك بناءًا على وصية أوصاها عمر رضي الله عنه قبل وفاته، كان ذلك الأمر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابي الجليل أبي بكر الصديق، توفيت السيدة حفصة في عهد معاوية بن أبي سفيان في شهر شعبان لسنة واحد وعشرين من الهجرة، ودفنت في البقيع بجانب النبي، عرف عنها حسن التعبد لله وكثرة القيام والصيام.
لماذا طلق النبي السيدة حفصة
قام النبي – صلى الله عليه وسلم – بطلاق السيدة حفصة بسبب كشف سر خاص بينهما للسيدة عائشة، وعندما علم عمر بن الخطاب بذلك، بدأ يرش التراب على وجهه ويقول “وما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها”، وذلك لأنه اكتسب مكانة خاصة بعد أن صاحب النبي – صلى الله عليه وسلم – في الزواج.
في اليوم التالي، أوحى الله للنبي أن يعود حفصة إلى عصمته مرة أخرى. فنزل جبريل عليه السلام إليه وقال: `إن الله يأمرك بأن تراجع حفصة رحمة بعمر`. وفي نص آخر: `إن الله يأمرك بأن تراجع حفصة؛ فإنها صائمة قوامة، وزوجتك في الجنة`. هناك اختلاف في الروايات حول السر الذي أخبرت به السيدة حفصة السيدة عائشة، وأيضا في السبب الذي أدى إلى نزول سورة التحريم من الله على النبي. وإليك بعض تلك الروايات
السيدة مارية
هو أن النبي صلى الله عليه بات ليلته عند السيدة مارية، وعندما علمت بذلك السيدة حفصة حزنت كثيرًا، لأنها كانت تغار على النبي بشدة، فأراد النبي أن يرضيها فأخبرها بأنه سيحرم السيدة مارية عليه ولكن اشترط عليها عدم إعلام أحدًا بذلك، ولكنها من شدة فرحها أخبرت السيدة عائشة بالأمر، فقام النبي بتحريم نسائه جميعًا على نفسه لمدة شهر حتى لا تفعل ذلك الأمر أي واحدة منهم، ولكن الله رأف بحالهم وأمر النبي بأن يعفو عنهم.
شرب النبي صلى الله عليه وسلم عسلا في بيت السيدة زينب بنت جحش وكانت تلك ليلتها، فاجتمعت كلا من السيدة حفصة والسيدة عائشة على أن من يأتي عندها النبي أولا تقول له «إني أجد منك رائحة العسل، هل تناولت عسلا؟»، فكانت السيدة حفصة هي من جاء إليها النبي قبل السيدة عائشة فقالت له ذلك، فنفى النبي الأمر وأخبرها بأنه تناول العسل وليس العسل فاسد، وأخبرها بأنه لن يذهب إلى السيدة زينب مرة أخرى ولكن لا تعلم أحد بالأمر، ولكنها لم تحافظ على السرية.
قصة الخلافة
ذُكر في إحدى الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر السيدة حفصة بأن الخلفاء الذين سيأتون بعده هم أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب، ولكن حفصة أخبرت السيدة عائشة بذلك، ولذلك قام النبي بطلاق حفصة.
تلك القصة جاءت كاملة في سورة التحريم، حيث قال تعالى: يا أيها النبي، لماذا تحرم ما أحل الله لك؟ تبتغي مرضاة أزواجك، والله غفور رحيم (1). قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم، والله مولاكم، وهو العليم الحكيم (2). وعندما أخبر النبي بسر حديث بعض أزواجه وكشفه الله عليه، عرف النبي أحدهم وتجاهل الآخر. وعندما أخبرها النبي بهذا، قالت: من أخبرك بهذا؟ فقال: أخبرني العليم الخبير (3). إذا توبتما إلى الله، فقد صغت قلوبكما. وإذا تظاهرتما عليه، فإن الله هو مولاكم، وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة هم أيضا ظهير بعد ذلك (4). قد يستبدل ربه إذا طلقتما، أزواجا خيرا منكم، مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا (5).
فضائل السيدة حفصة
تتضمن فضائل السيدة حفصة العديد من الأحاديث الدالة على ذلك
- كانت السيدة حفصة تتصف بالذكاء، وكانت على دراية بفن القراءة والكتابة، درست ذلك على يد الصحابية شفاء بنت عبدالله، فقد ورد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم ، فرجع من كان إمامهم لينظر ما فعل القوم ، فيصيبهم مثل ما أصابهم فقالت : يا رسول الله ، فكيف بمن كان منهم مستكرها؟ ، فقال لها : يصيبهم كلهم ذلك ، ثم يبعث الله كل امرئ على نيته. [مسند أحمد 53/ 413 حديث 25253].
- اكتسبت صفات وخصال عديدة من النبي، ويرجع ذلك للفترة التي عشتها مع الرسول، استطاعت أن تنقل صورة رائعة عن جميل أخلاق النبي وصفاته، وكل أمور حياته، ومن قولها في ذلك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاث أيام من الشهر : الإثنين والخميس. [سنن أبي داود 6/ 440 حديث 2095 ]
- تشتهر المرأة المذكورة بكثرة صيامها وقيامها وتعبدها إلى الله تعالى، بالإضافة إلى تدبرها في آيات القرآن، مما لفت انتباه عمر بن الخطاب، وكانت لا تخجل من سؤال النبي عن أمور دينها، وتناقشه في العديد من أمور الدين.
- اشتُهرت هذه المرأة من بين نساء النبي بفصاحة لسانها وقوة تعبيرها، وقد نقلت العديد من الأحاديث عن النبي وصلت إلى ستين حديثًا، ونقل عنها عدد من الصحابة والتابعين بعدهم مثل عبد الله وابنه حمزة، وعبد الله بن صفوان، والمسيب بن رافع، وغيرهم.
- وُلِدت المرأة وهي مؤمنة بالإسلام، وكان الإيمان مترسخًا في قلبها، وكانت مثالًا حسنًا للمرأة المسلمة المؤمنة بالله تعالى.
محُتوى مَروِيّات حفصة رضي الله عنها
تمتاز الأحاديث التي نقلتها عن النبي بتضمنها عددًا كبيرًا من المسائل الدينية
- يجب استخدام اليد اليمنى عند تناول الطعام، والبدء بذكر اسم الله، ويجب على المسلم أن يغتسل يوم الجمعة قبل التوجه إلى الصلاة
- وردت الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر قمري، ويومي الاثنين والخميس، وأنه يجب على الشخص أن ينويالصيام قبل الفجر.
- أخبر روت أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يؤدي ركعتي الصبح، وأنهما من السنن المؤكدة التي كان يفعلها النبي باستمرار
- روى بعض الأحاديث الخاصة بتفسير الرؤى التي رواها النبي، منها رقية النملة.
- ذكر النبي الأداب التي يجب على الرجل أن يلتزم بها قبل النوم.
- روت معظم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن هذه الأحاديث، ولكن السيدة حفصة كانت الوحيدة التي روت عددًا من هذه الأحاديث، وهي: حديث رقية النملة، حديث ابن الصائد، حديث خروج المسيح الدجال، وحديث الدواب التي يحل قتلها.