قصة جندي يتبرع بكليته لانقاذ طفل من معاناة الفشل الكلوي
عندما يعيش الإنسان لتحقيق هدف ما، فإنه يسعى طوال حياته لتحقيقه، لأن الحياة بدون أهداف لا تعتبر حياة، حتى إذا كانت هذه الأهداف تتمثل في العمل الإنساني لوجه الله تعالى من دون أي رياء أو نفاق. وسنقدم الآن قصة واحدة من قصص النجاح الرائعة، وبطلها هو جندي كان يحب العمل الإنساني وقدم تبرعا لجسده لمساعدة شخص آخر يحتاج إلى مساعدته. استمر في هذا الهدف حتى تمكن من العثور على طفل يعاني من الفشل الكلوي، وقدم له كليته ليتمكن الطفل من الحصول على حياة جديدة بدون معاناة من الفشل الكلوي. والبطل هو الجندي التركي بن حايل، الذي أعطى للطفل فيصل الشعوان فرصة جديدة في الحياة، والآن سنروي هذه القصة بالتفصيل.
من هو الجندي المتبرع بكليته ؟
هو الجندي التركي بن ناحل، وهو جندي في وزارة الدفاع. قضى أربع سنوات يتبرع لكنه لم يجد الشخص المحتاج المناسب الذي يحتاج إلى المساعدة. بعد طول انتظار وصبر طويل، نجح في التبرع بكليته لإنقاذ حياة الطفل فيصل الشعوان، الذي يعاني من فشل كلوي منذ صغره، مما حال دون مزاولته لحياته الطفولية. اضطر للعلاج بجهاز غسيل الكلى وقضاء ساعات طويلة أمامه، حتى يحظى بدوره ويحصل على فرصة لحياة جديدة. يجدر بالذكر أنه سافر إلى إحدى الدول العربية لإجراء عملية جراحية، ولكن تعذر ذلك بسبب فشل العملية. عاد بعدها ليواصل معاناته مع المرض.
بداية القصة
بدأت معاناة الطفل فيصل الشعوان مع مرض الفشل الكلوي منذ طفولته، وهذا جعله يبحث عن متبرع يتبرع له بكليته ليتمكن من العيش مثل باقي الأطفال في نفس عمره. تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا هاما في وقتنا الحالي. ولم يكن فيصل يعلم أن حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، الذي يتابعه أكثر من 50 ألف متابع، قد يحتوي على متبرع واحد قد يتبرع له بكليته دون أن يطلب منه فيصل ذلك.
بدأت قصة التعارف بين الطفل فيصل والجندي تركي حينما أرسل شخص من متابعي فيصل على الانستغرام رسالة تفيد بأنه يريد زيارته في المنزل حيث تمت الزيارة بالفعل وقد زف الخبر إلى والد فيصل بأنه يوجد شخص متبرع بكليته لفيصل، وقد بدأت الإجراءات سريعا حيث ذهب تركي وهو المتبرع لمستشفى الملك فيصل التخصصي لعمل الفحوصات اللازمة واستمرت هذه الفحوصات لمدة سنة وأربع شهور لحين تحديد الوقت المناسب لإجراء العملية.
شعور بالخوف للجندي تركي
كانت رحلة الفحوصات للجندي تركي رحلة طويلة مليئة بالخوف والتوتر، فقد استغرقت وقتا طويلا حيث كان تركي يتردد على مستشفى الملك فيصل التخصصي، وخاصة أنه كان يخشى رد فعل عائلته التي لم تكن تعلم بأي شيء عن هذا الأمر، وقد صرح قائلا: `شعوري لا يمكن وصفه خلال سنة وأربعة أشهر، والخوف من عدم قبول عائلتي ورفضهم للموضوع، خصوصا أنني لم أخبر أحدا
أما بالنسبة لعائلة فيصل فقد صاحبها نفس الشعور فبالنسبة إليهم فإن تركي هو المنقذ الوحيد لمعاناة طفلهم فيصل مع مرض الفشل الكلوي، وزاد خوفهم أكثر وفرحتهم في نفس الوقت مع تحديد يوم العملية وقد عبر عن ذلك والد فيصل وقال “استقبلنا الخبر بنوع من الخوف والفرح والحزن، مشاعر لا توصف، لكن كنا مؤمنين بقضاء الله وقدره، وقلنا الله يكتب اللي فيه خير للجميع”
إجراء العملية بنجاح
وبالفعل تم تحديد موعد العملية والذي على أثرها تم إخبار عائلة تركي بما يريد أن يفعله بعد مدة سنة وأربع شهور ولكنه أراد أن تنهي هذه الفحوصات بانتهاء معاناة الطفل فيصل حيث عبر عن فرحته بذلك “شعرت بالراحة بعد الانتهاء من فحوص طبية دامت 16 شهرا، وكذلك أحسست بالسعادة لانتهاء معاناة الطفل فيصل، وأنني كنت سببا بعد الله بإدخال السعادة عليه”. وقد اختتم الجندي تركي بمدى فخره واعتزازه بالجنود المرابطين على الحدود الجنوبية كما يغبطهم على تضحياتهم اليومية والتي يتمنى أن يكون واحد منهم “لما أنظر للأعمال الجبارة وللتضحيات الكبيرة التي يقومون بها أجد أن ما عملته شيء لا يذكر مقارنة بأعمالهم الجليلة”.
أخيرا، نجحت العملية وتمكن الطفل فيصل من العيش كأي طفل آخر، وانتهت معاناته مع مرض الفشل الكلوي. تمكن الجندي الباسل تركي من الوفاء بوعده لفيصل وعائلته، ووفى بوعده أيضا لنفسه بالتبرع بجزء من جسمه. لم يتراجع أبدا ولم يروه كشيء صعب، بل قام بذلك طوال فترة الفحوصات حتى رأى الأمل في عيني فيصل. إنه حقا قدوة جيدة لشباب المملكة، وجعل الله ما قام به في ميزان حسناته ومنحه الصحة والعافية.