قصة جمجمة ” سليمان الحلبي ” المعروضة في متحف الانسان والطبيعة في باريس
في إحدى قاعات متحف الإنسان والطبيعة، تم وضع جمجمتان. الجمجمة الأولى تعود للجنرال كليبر قائد الجيوش الفرنسية الذي أذل وظلم المصريين، ومكتوب تحتها لافتة “جمجمة البطل”. أما الجمجمة الثانية، فتعود للبطل سليمان الحلبي الذي يطلقون عليه “المجر.
قصة جمجمة سليمان الحلبي التي يتم عرضها في متحف الإنسان والطبيعة في باريس
يتم عرض جمجمة سليمان الحلبي في متحف الانسان والطبيعة بقصر شايو في باريس، ومكتوب في اللافتة الخاصة بها المجرم سليمان الحلبي، وسليمان الحلبي هو قاتل الجنرال كليبر قائد الجيوش الفرنسية انتقاما من كل ما فعله في مصر، والذي تم الحكم عليه بالإعدام بالخاذوق وأن تترك جثته للطيور حتى تأكلها، وبعدما مات سليمان وأخذت القوات الفرنسية الجثة معها إلى باريس قد قام المصريون والسوريون بجمع الكثير من التوقيعات لاسترداد هذه الجمجمة، وما تبقى من جسد سليمان الحلبي لكي يتم دفنه في بلاده، وذلك أقل تكريما له، ومنذ عام 2006 وهناك الكثير من المطالبات باسترداد جمجمة البطل سليمان الحلبي ولكنها لم تسلم حتى الأن.
سليمان الحلبي:
هو سليمان بن محمد أمين الحلبي، أحد الشهداء المجاهدين، ولد في مدينة حلب في سوريا عام 1777، كان والده رجل متدين يعمل في تجارة السمن وزيت الزيتون، علمه الكتابة والقراءة وعندما بلغ سنه العشرين عام أرسله والده لكي يدرس في الأزهر الشريف في مصر في عام 1797م، وسافر إلى مصر وسكن في السكن المخصص للسورين الذي يدرسون في الأزهر الشريف.
سليمان الحلبي في مصر:
– زادت صلت سليمان الحلبي بأستاذه الشيخ أحمد الشرقاوي، الذي كان أحد المناضلين ضد الغزو الفرنسي لمصر، ذلك الاحتلال الذي عمل على اذلال المصريين وإهانتهم، مما جعل المصريين يقومون بالثورة ضد هؤلاء المحتلين وكان سليمان بجانب استاذه ضد هذا الاحتلال، ولكن الاحتلال الفرنسي رد على ثورة المصريين بالمدافع وقتل الكثير واعتقال الكثير، حتى أنهم دخلوا المسجد بالخيول ونهبوا المساجد والبيوت وحطموا ما بها.
– استطاع الفرنسيون ان يخمدوا الثورة، وانتهى الأمر بإعدام سنة من شيوخ الأزهر الشريف وكان من ضمنهم الشيخ أحمد الشرقاوي، وقاموا بزيادة الظلم والذل والإهانة للمصرين، وازادت حالات الاعتقال وازدادت المذابح، وانتشر الظلم والارهاب، واختفي الكثيرون من المجاهد وتوقفت حركة المقاومة الشعبية .
عودة سليمان الحلبي إلى سوريا:
عاد سليمان إلى بلده بعد قضاء ثلاث سنوات في الدراسة والنضال في مصر، حيث هرب من مصر بعد شهادته على الظلم والاهانات التي تعرض لها بسبب الاحتلال الفرنسي. غير أنه فوجئ بحال والده الذي تعرض للفقر والديون بسبب الضرائب والغرامات العالية التي فرضتها السلطات العثمانية على التجار.
ذهب سليمان الحلبي ليشتكي للوزير العثماني أحمد آغا، الذي تعرض للهزيمة من الفرنسيين في مصر، عن معاملة والده الظالمة للتجار وفرض الغرامات والضرائب عليهم. كان يرغب في أن يتوسط لصالح والده أمام إبراهيم باشا، والدي حلب. وافق الوزير على مساعدته، ولكن بشرط، ألا وهو قتل الجنرال كليبر، الجنرال الفرنسي الذي كان يحكم في مصر.
– وافق سليمان على هذه المهمة فقد رأى أن من واجبه أن يقتل كليير، جزاء الظلم والذل والكثير من الفساد الذي قام به، وكنوع من المقاومة الشعبية، وإن قتل قائد جيوش الفرنسيين سيكون ردا قويا على كل الانتهاكات التي حدثت لمصر الذي تعلم فيها في الأزهر الشريف، وبالفعل عاد سليمان الحلبي مرة أخرى إلى مصر ليقدم روحه سبيلا للوطن.
سليمان الحلبي وقتل الجينرال كليبر:
– تنكر سليمان الحلبي الذي كان عمره آنذاك 24 عاما في زي شحاذ، وذهب يمد يده إلى كليبر الذي كان في حديقة بيته بحي الأزبكيه، فمد كليبر إليه يده حتى يقبلها فإذ بسليمان يمد يده ويطعنه أربعة طعنات متتالية حتى سقط ميتا، وكان برفقة كليبر أحد المهندسين وقد قام سليمان بطعنه لكنه لم يمت.
قبض الجنود الفرنسيين على سليمان الحلبي، وخافوا أن يكون اغتيار قائدهم هي بداية للمقاومة الشعبية وأن يكون ذلك بداية الثورة الجديدة، فنشروا جنودهم في كل مكان، وبدأوا بالتحقيق مع سليمان الحلبي ومع بعض شيوخ الأزهر الذين كانوا يعرفون ما ينوي إليه، وتكلفت محكمة عسكرية وحكمت بإعدام رفاقه ثم حرق يده اليمنى وإعدامه بالخازوق، وبعدما مات سليمان أخذت القوات الفرنسية بقايا الجثة معها إلى باريس.