ادب

قصة جريمة بحيرة واكو

في شهر أغسطس من عام 1982م ، عُثر على ثلاث جثث لصبي وفتاتين ، بالقرب من بحيرة واكو ، وبالتحديد في حديقة سبيغفيل بولاية تكساس الأمريكية ، وكانت الجثث مطعونة بضربات متفرقة حتى الموت ، وما جعل هذا الحادث فريدًا من نوعه ، هو الغموض الذي لف هذا الحادث ، ولهذا سنتحدث في هذا المقال بشأن جريمة بحيرة واكو ، ومعرفة ملابسات الحادث وسر غموضه.

جدول المحتويات

آثار جريمة بحيرة واكو

وجدت الجثث في حديقة سبيغفيل ، وكانت مشوهة بطريقة سيئة ، حيث نال الضحايا أكثر من 48 طعنة اخترقت أجسادهم بكل بساطة ، وكانت الجثث لكل من كينيث فرانكس وهو طفل ذكر ، تلقى أكثر من عشر طعنات في قلبه مباشرة ، في حين كانت الجثة الثانية لفتاة تدعى جيل مونتغمري ، وكان من المؤسف أن قُطعت حنجرتها وطُعنت في منطقة الصدر ، كما ظهر على الجثة علامات كثيرة وكدمات بالإضافة إلى تعرضها للاغتصاب. وكانت الجثة الثالثة لطفلة ثانية طُعنت أكثر من 9 طعنات ، مع وجود دلائل على الاغتصاب أيضًا ، وأقر المحققون أن الجثث الثلاث تم قتلهم ونقلها إلى مكان آخر.

رؤى كارين هفستيتلر

قبيل حدوث الجريمة ، كانت هناك امرأة تعمل كوسيطة روحانية وتعيش بالقرب من ولاية تكاساس ، تلك السيدة وتدعى كارين هفستيتلر ، كانت قد أقرت في تحقيقات الشرطة ، بأنها قد راودتها رؤى بشأن هؤلاء المراهقين ، وأن هناك رجلين قاموا بقتل ثلاثة مراهقين بطريقة وحشية للغاية ، وكانت تلك الرؤية قد راودتها وهي نائمة. وعقب أن استيقظت كارين بدأت تتذكر تلك الرؤية بوضوح ، وشاهدت الأطفال في حالة من الذعر ، وأن الرجال كانوا يقودون شاحنة قديمة ويشربون الجعة ويضحكون بطريقة غريبة ، ولكنها لم تستطع رؤية أية تفاصيل أخرى.

 جريمة الأطفال الثلاثة

كانت كارين وسيطة روحانية قوية ، ولم تكن تلك الحادثة هي رؤيتها الأولى ، بل سبقتها رؤية سابقة لتلك الجريمة ولكن في عام 1979م ، فقد رأت كارين هؤلاء الضحايا من الأطفال الثلاثة ، وكانت كارين على علم بأعمارهم وموعد ومكان حدوث الجريمة! بل وقد شاهدت رؤى واضحة على القاتل الفعلي في هذا الحادث.

في تلك الفترة، شوهد شخص يلقي شيئا من أعلى الجسر، وبعد إبلاغ السلطات، تم القبض على هذا الشخص الذي يدعى واين ويليامز. والسبب وراء اعتقاله كان العثور على ثلاث جثث في نفس المكان بالنهر. تمت محاكمة واين واتهم بجريمة القتل للأطفال الثلاثة. ومع ذلك، لم تكن كارين مقتنعة بأنه هو الجاني، على الرغم من توقف سلسلة الجرائم تماما بعد القبض على الشخص.

رآت كارين بعدها منظرا، وكان ذلك طاولة في مكان مفتوح حيث كان ثلاثة مراهقين يجلسون، وكان واضحا أن هناك علاقة عاطفية تربط اثنين منهما. ثم مر بالقرب منهم رجل يشبه الهنود، وأخذ الثلاثة معه في سيارته برفقة رجل آخر. وفجأة، قام بطعن أحد المراهقين، فخرج الآخران يركضان من السيارة، ولكن الرجل أمسك الفتاة وشاهدت صديقها يقتل. هربت مرة أخرى حتى أمسك بها مرة أخرى، وقام بطعنها ثم سرق خاتمها، وقام بطعنها مرة أخرى، ثم وضع جثتها بجانب الآخرين، وقاد سيارته ليلقي شيئا معدنيا في النهر. ولكن كارين لم تكن لديها ما يفوق ذلك، ولم تنشر الصحف قصة هؤلاء الرجال، وبالتالي، كانت لا تنتظر سوى كشف بعض الأمور.

تحريات الشرطة في جريمة بحيرة واكو

جرت تحريات الشرطة وتحقيقاتها على قدم وساق ، وبدأت تمر الأيام دون أي جديد ، أو حتى ظهور أدلة تقود لأي شيء ، وتم دفن الثلاث مراهقين وسط توسلات عائلاتهم لكشف النقاب عن حقيقة لحادث وقاتلهم ، ولكن لم يكن أمام الشرطة سوى البدء باتهام والد كينيث ، دون تحديد السبب خلف شكوكهم ، إلا أن الأمر لم يقد الشرطة إلى أي شيء.

وكانت القضية قد مر شهرين عليها دون العثور على أي شيء ، إلا أنه قد تم استدعاء المحقق ترومان سايمون الأكثر خبرة في حل مثل هذه القضايا للبحث في شأنها. عقب مرور وقت كبير دون الثور على أية حلول ، قام المحقق ترومان باستدعاء السيدة كارين أولًا ، بعد ترشيح كبير لها لسبر أغوار القضية ، ثم تم استدعاء جون كاتشينغز الوسيط الروحاني الذي قام بالتعاون مع الشرطة في قضايا سابقة ، نجح في حل 60% منها ، ورحب بالتعاون في هذه القضية أيضًا.

بعد زيارة كاتشينغز لموقع الجريمة، أفاد رجال التحقيق بأن المتورطين في الجريمة حوالي ثلاثة رجال، وأشاروا إلى وجود امرأة ذات شعر داكن قد تكون متورطة في نفس الحادثة. وعندها، قام رجال التحقيق بتبادل المعلومات واستدعاء سيدة تدعى كريستي جول، والتي تبلغ من العمر 19 عاما وتقيم بالقرب من موقع الجريمة، وهي معروفة بأنها كاذبة وقد نفت معرفتها بأي شيء .

ولكنهم شككوا في معرفتهم بقاتلها، حيث كانوا يعرفون ويتعاملون مع أحد الرجال المعروف باسم ديفيد سبنس أو شيلي، وذاك الرجل كان محتجزا في السجن بسبب جريمة أخرى، وقد أمضى بعض الوقت مع رجل يدعى منير ديب، الذي اعترف لأحد أصدقاء الضحايا بأنه هو من ارتكب الجريمة، إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد أن خضع لجهاز كشف الكذب، ولكنه لم يمض وقتا طويلا حتى أخبر شخصا آخر أنه استخرج وثيقة تأمين باسم فتاة تدعى جايل كيلي، وكانت مواصفاتها متطابقة مع ضحية جيل مونتغمر.

استخدم المحقق ترومان المعلومات التي حصل عليها وبدأ في استجواب كل من في المنطقة المحيطة بمكان وقوع الحادث، بمن فيهم القاتل الرئيسي في القضية، ليعلم ترومان أن القاتل استأجر سبنس لقتل غايل كيلي من أجل الحصول على بوليصة تأمين، ولكن جيل مونتغمري كانت متواجدة بالقرب من المكان مع صديقيها، وحدث تبادل للشبه الشديد بين الفتاتين، لذلك قام بقتل جيل بالخطأ وقتل صديقتها حتى يخفي جريمته وعدم وجود شهود لفعلته.

ومن المؤسف أن جيل قد فقد وحياتهم قد استمرت ، وبالتالي لم يتمكن ديب من الحصول على المبلغ المستهدف من تأمينه. ومع ذلك، تم القبض على سبنس بتهمة الاغتصاب ، لكنه تم احتجازه لفترة وتم إطلاقه بعد ذلك حتى يتم التحقيق في القضية بشكل كامل. وكانت المفاجأة أن سبنس بدأ في الحديث عن أفعاله هنا وهناك مع العديد من الأشخاص ، كما لو أنه يتحدث عن إنجازاته العلمية الهامة .

ولسوء حظه، تم إدانته مع ديب، وألقي القبض على مساعد لسبنس تورط معه في الجريمة، وحكم عليهم جميعا بالإعدام. وهنا تبين للمحققين أن رؤية كارين كانت صحيحة تماما، فهناك شخص ثالث متورط برفقة المتهمين، وهو ما أكده الوسطاء الروحانيون عند زيارتهم لمسرح الجريمة. والمفارقة الأعجب هنا هي أن ترومان كان قد وقع بالشريك الثالث في الجريمة بكل سهولة، مستخدما بعض الملاحظات التي أضافها الوسطاء الروحانيون، وواجه بها المتهم فور إلقاء القبض عليه، ما دعاه للاعتراف بالجريمة بكل سهولة، ظنا منه أن رجال الشرطة يعرفون كل شيء ولا داعي لإنكار جريمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى