قصة جرير بن عبدالله البجلي
تحوي قصص الصحابة الكرام العديد من الخبرات والعبر والمواعظ التي ينبغي علينا الاستفادة منها، فقد علمتنا الثقة بالنفس والشجاعة والقوة في سبيل الحق، وعلمتنا مدى حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا المقال سنروي لكم قصة جرير بن عبد الله البجلي.
قصة جرير بن عبد الله البجلي
جرير بن عبد الله البجلي كان أحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أسلم هو وقومه في شهر رمضان المبارك من العام العاشر للهجرة، وبعد ذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإرساله كقائد لفريق من بجيلة لهدم الصنم الذي كان موجودا في السراة، والذي كانت تعبد القبائل البجيلية والخثعمية والباهلية والدوسية والأزدية إياه، وسمي الحديث المتعلق بجرير بن عبد الله بن البجلي باسم الصحابي جرير، وروي عنه ما يقرب من مائة حديث مكرر، واتفق الشيخان (البخاري ومسلم) على ثمانية أحاديث، وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بستة أحاديث.
صفات ووصف الصحابي جرير بن عبد الله البجلي
كان جرير رجلًا من أهل اليمن، وتميز بطول قامته وجمال شكله، وكان شاعرًا وخطيبًا، ووُصِفَ بأنه “يوسف هذه الأمة” من قِبَل عمر بن الخطاب، ووصف بأنه رجل ضخم الجسم، وكان لديه العديد من الصفات الحسنة، وعُرِفَ عنه شجاعته وكرم أخلاقه.
جرير والخيل
لا يثبت الصحابي جرير عند ركوب الخيل بسبب ضخامة جسده، وعندما حكى الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم،دعاه النبي للثبات.
جرير بن عبد الله في المدينة
وعندما أتى جرير إلى المدينة وكان ذلك في شهر رمضان، دخل إلى المدينة من الباب الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما رأته الناس، وجدوه كما كان يصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبسط له النبي رداءه ليجلس عليه، ثم قال لقومه أنه إذا جاءهم كريم فلابد لهم أن يكرموه، ثم نظر إلى عبد الله وتحدث معه بشأن بيت الخلصة، فقال له أنه يريده أن يخلصهم منه، فروى له جرير بن عبد الله قصته مع الخيل، فدعا له النبي، فذكر أن عبد الله بعد هذا الموقف لم يقع من على ظهر فرس بعد ذلك نهائيا.
جرير بن عبد الله ودار الخلصة
انطلق جرير وخمسون رجلاً من أشد الرجال صلابةً في اتجاه دار الخلصة، وأحاطوا بها بالنيران حتى أصبحت سوداءً من شدة الحريق الذي أحاط بها. وأرسل جرير رسالة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره فيهبأنه تخلص من هذه الدار التي كانت فيها الأصنام تُعبد.
جرير بن عبد الله والفرس
جرير بن عبد الله رضي الله عنه كان معروفا بكونه شخصا صادقا وأمينا، وشجاعا ولا يخشى اللوم. فقد طلب الصحابي العزيز عمر بن الخطاب منه أن ينضم مع مجموعة من الرجال الأقوياء لمواجهة الفرس ومحاربتهم. وفي المقابل، سيحصل الصحابي العزيز على ربع المغنم الذي يتم الاستيلاء عليه من الفرس. ومع ذلك، اتخذ الفرس تدابير الحذر وتعلموا من معاركهم مع المسلمين، حيث قاموا بحفر الخنادق في مكان يسمى جلولاء. عندما خرج المسلمون لمواجهتهم وكانوا رجالقويين وفرسانا وجنودا شجعانا، قاتلوهم حتى هزموهم وحققوا النصر عليهم. هرب جنود الفرس خوفا من قوة المسلمين، في حين قتل بعضهم على يد المسلمين خلال المعركة.
جرير بن عبد الله وغنيمة الجنة
بعد أن فاز المسلمون على الفرس وتم جمع الغنائم، قام جرير بإخبار قائد المسلمين أنه ورجاله يستحقون ربع الغنيمة، وهذا ما أكده الخليفة عمر بن الخطاب. فأرسل قائد المسلمين رسالة إلى عمر ليستفسر منه عن الأمر، فأجابه أن جرير بن عبد الله صادق وإذا قاتل من أجل الغنيمة، فليعطى حقه. وإذا قاتل فقط من أجل القتال، فليعطى ما تم الاتفاق عليه. وأما إذا قاتل من أجل الله ورسوله، فله نصيب مثل المسلمين. وعندما علم بن البجلي برسالة عمر، أكد أن أمير المؤمنين صادق، وأنه لا يرغب في الغنيمة مقابل الجنة.
جرير وقت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
عندما حانت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان جرير بن عبد الله في اليمن، فقام بمحاربة المرتدين هناك حتى وصل إلى صنعاء، وبعد تأسيس أركان الإسلام في اليمن، اتجه إلى بلاد الشام والعراق، وعمل تحت قيادة المثني بن حارثة وسعد بن أبي وقاص، وهو الذي انتصر في فتح حلوان في السنة الثامنة عشرة من الهجرة، وفتح همذان في السنة الثالثة والعشرين من الهجرة.
وفاة جرير بن عبد الله
عاش جرير في الكوفة، ثم عينه عثمان بن عفان وليا على همذان، وبقي فيها حتى استدعي إلى بن أبي طالب، وأرسل كسفير إلى معاوية بن أبي سفيان ليطلب طاعة الخليفة، وبعد الفتنة، اعتزل جرير العمل وسافر إلى قرقيسيا على نهر الفرات، حتى توفي في العام 51 هـ.