قصة جالوت وطالوت
ذكر الله تعالى في سورة البقرة قصة طالوت وجالوت، حيث كانا طالوت وجالوت ملوكا من بني إسرائيل والذين كانوا يؤمنون بالتوراة. وكانت قوتهم الحقيقية تنبع من إيمانهم ولأن حياتهم كانت قائمة على الاستقامة والعدل، أهدى الله تعالى لهم تابوتا ورثوه عن أجدادهم واحتل هذا التابوت قيمة عظيمة بينهم. وكان هذا التابوت يدخل السكينة إلى نفوس الجنود أثناء الحرب مع الأعداء
ثار بنو إسرائيل على الله بعد أن أصبحوا أقوياء
ولكن عندما أصبحت دولة بنو إسرائيل قوية، إبتعدوا عن طاعة الله تعالى وكذبوا الأنبياء وطغوا، فأرسل الله عليهم اقوامًا آخرين فإستولوا على تابوتهم وقتلوهم. ولأن قليل منهم فقط هم الذين حفظوا القرآن ضعف شأنهم وأصبحوا أذلاء. بعدها عادوا إلى رشدهم وابتعدوا عن العادات السيئة التي تغضب الله وتضرعوا له، فأرسل الله لهم ملكًا صالحًا وهو طالوت.
قصة تولي طالوت الملك على بني إسرائيل
عندما طلب بنو إسرائيل من نبيًا لهم اسمه صموئيل أن يختار لهم ملكًا صالحًا وقويًا حتى يوحد كلمتهم ويكون لهم جيشًا قويًا يهزم الأعداء الذين سرقو منهم التابوت. فأخبرهم النبي صموئيل أن الله تعالى اختار لهم طالوت ملكًا وهو رجل بسيط منحه الله القوة والحكمة والعلم، وكان بنو إسرائيل يعتقدون أن الله سوف يرسل لهم ملكًا على أساس الغنى والجاه، فقال لهم النبي صموئيل أن الله يمنح الملك لم يشاء من عباده.
قال الله تعالى في سورة البقرة: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246)
المواجهة بين جيشي طالوت وجالوت
بعد أن أرسل الله طالوت ملكًا لبني إسرائيل علم طالوت أن جالوت، وهو عدو لبني إسرائيل سوف يأتي لقتالهم. فقام طالوت بتجهيز جيشًا يتكون من 8000 جندي، وأمر الجنود بأن لا يشربوا من نهر سوف يمرون عليه في طريقهم ، هو نهر الأردن وحذر من يشرب من النهر بأنه لن يكون منهم ولن يحارب معهم.
عندما اقترب الجنود من النهر، شعروا بالعطش وشرب أغلبهم من الماء، وعاد الذين شربوا من الماء إلى بيت المقدس، ولم يبق مع طالوت سوى 314 جنديا فقط، فشعر الجنود بأنهم فئة قليلة وطلبوا المساعدة من الله
– “عندما قاد طالوت جنوده، قال: إن الله يختبركم بنهر، فمن شرب منه فليس من فريقي، ومن لم يشرب منه فإنه من فريقآخر. ولكن من شرب بضع قطرات منه بيده غير متجاوزا، فشربوا منه قليلا منهم. وعندما تجاوزوا النهر هو والمؤمنون معه، قالوا: ليس لدينا القوة اليوم لمواجهة جالوت وجنوده. قال الذين يعتقدون أنهم سيلتقون الله: كم من مجموعة قليلة غلبت مجموعة كبيرة بإذن الله. والله مع الصابرين. وعندما واجهوا جالوت وجنوده، قالوا: ربنا اسكب علينا الصبر، وثبت خطانا، وانصرنا على الكافرين
انتصار سيدنا داود على جيش جالوت
عندما التقى جيش طالوت بجيش جالوت، خرج جالوت من بين جنوده وطلب أن يبارز أي جندي من جيش طالوت، ولكن لم يخرج أحد من الجنود لأنهم يدركون أن جالوت قوي ولا يستطيعون مبارزته، فتدخل طالوت وأعلن أن من يبارز جالوت ويهزمه سيتزوج ابنته ويصبح قائد الجيش.
خرج من بين صفوف جيش طالوت سيدنا داود عليه السلام، وكان شاب ضعيف صغير السن. تعجب الجنود من ثقة سيدنا داوود، كيف يمكن له بمبارزة جالوت! ولكن داود كان متوكلًا على الله، وواثقًا في قدرته فقتل جالوت. وانتهت المعركة بانتصار جيش طالوت وهزيمة جيش جالوت وأصبح داوود قائدًا للجيش ثم ملكًا لبني إسرائيل.
“(250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ(251)}”.