ادب

قصة تبين قيمة الاخوة للاطفال

كانت علاقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أبو بكر الصديق من أجمل العلاقات الأخوية منذ بدء الخلق، حيث كانوا أخوة من أم وأب مختلفين، وكانت المحبة والوفاء والإخلاص بينهما، وأجمل العلاقات هي علاقات الأخوة التي تقوم على الحب في الله، وفقا لحديث متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منها رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه

١- قصة الاخوة الثلاثة وأبوهم :
كان هناكثير من الأخوة الذين يعيشون في مزرعة جميلة مع أبيهم، يساعدونه في العمل، ولكنهم دائماً يتخاصمون مع بعضهم البعض، وكان أبوهم يشعر بالحزن الشديد بسبب هذه الخلافات المستمرة التي تحدث بينهم، وحتى عند ذهابهم إلى سوق الخضار لبيع المحصول.

كان الأخ الأكبر من بين الثلاثة يقود العربة، بينما كان الآخر يحمل صناديق الحصاد لتجنب سقوطها على الأرض، وعلى الرغم من ذلك، كان الثلاثة يتشاجرون باستمرار حول من يحمل الصناديق ومن يقود العربة

عند وصول الإخوة إلى السوق، توقفوا في منتصفها ليبيعوا الخضروات. لكن الشمس كانت حارقة في هذا اليوم والجو كان شديد الحرارة. لذا ذهب وسطهم ليشرب كوبا من الماء ونصح أخوته بالعربة واستمرار البيع حتى يعود إليهم. ولكن الأخ الأصغر شعر بالحرارة وذهب للسباحة في البحيرة القريبة من السوق، وترك أخاه الأكبر وحيدا يبيع ويعتني بالعربة. فغضب الأخ الأكبر من إخوته

قام بالنوم وترك العربة والخضروات وعندما جاء الناس لشراء الخضروات وجدوه نائما فتركوه وذهبوا ليشتروا من بائع آخر وبعد غروب الشمس عاد الأخ الأصغر من البحيرة بعد أن بردت مياه البحيرة، فوجد الأخ الكبير والأوسط يتشاجران معا لأن كل ما كان على عربة الخضروات قد سرق، فبقي كل منهما يلقي اللوم على الآخر، وعادوا إلى والدهم وأخبروه بما حدث، فاجتمعوا ليعرفوا السبب، فقام الأخ الأكبر بإلقاء اللوم على الأوسط لأنه ذهب ليشتري  .

عندما عادوا إلى والدهم وعلم بسرقة العربة والخضار والخسائر الكبيرة التي تكبدها بدلا من الربح المتوقع، اجتمع معهم لمعرفة من كان السبب في سرقة العربة والخضار، وبدأ كل منهم يلوم الآخر مرة أخرى واشتد النزاع بينهم. فحثهم وطلب منهم التوقف عن الجدال، ثم دخل إلى غرفته وطلب منهم الاستيقاظ باكرا لاستكمال أعمال الحصاد، ولا مجال لهم للنزاع أو التكاسل. في الصباح استيقظ الأب ولم يوقظ أولاده، وذهب للحصاد هو وزوجته، ثم اجتمع بهم مرة أخرى ليعلمهم قيمة الأخوة، وأعطى لكل منهم عصا وطلب منهم كسرها، فقاموا بذلك بسهولة، ثم أعطاهم مجموعة من الأخشاب المربوطة وطلب منهم كسرها، لكنهم لم يستطيعوا القيام بذلك .

وبهذا، يوضح الأب لأبنائه أهمية الأخوة والاتحاد لأنهما يساعدانهما على إنجاز مهامهما وحمايتهما من الظروف الصعبة، كما أن الاتحاد والأخوة هما القوة الحقيقية .

2- قصة أخوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق
 قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من أجمل قصص التاريخ التي تتحدث عن الأخوة في الله فهم قدوة للعلاقات الأخوية وقد حدث بينهم العديد من المواقف التي تبين مدى أهمية الإيثار والحب في الله ، ومن بين هذه المواقف عندما كانا في غار ثور أثناء الهجرة من مكة إلى المدينة وإختبأوا في الغار هربا من قريش،

يقول الإمام البصري رضي الله عنه :”انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ليلا، فدخل أبو بكر رضي الله عنه قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلمس الغار لينظر أفيه سبع أو حية يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه”، وعندما دخل سيدنا أبو بكر إلى الغار أخذ يقطع في ملابسه ويسد في ثقوب الغار، وعندما رآه سيدنا محمد قال له : أقطعت ثيابك يا أبا بكر؟

فقال له أبو بكر : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: `أخاف عليك من شيء يؤذيك`. ثم غلب النعاس على النبي صلى الله عليه وسلم ونام على رجل أبو بكر ووضع رأسه على حجره، وعقرب لدغ رجل أبو بكر ولم يحركه الصديق خوفًا من أنيُوقِظَ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه

من شدة الألم، انزلقت دموع سيدنا أبو بكر الصديق على وجه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فاستفاق النبي وسأله ما الذي يحدث لك يا صديق الأعزل؟ فقال له أبو بكر: فداك أبوي وأمي يا رسول الله، لقد لدغت… فقام النبي وبدأ يكشف عن أبي بكر ويحاول علاجه لتخفيف الألم عنه، وظل معه في الكهف حتى استكمال رحلتهم إلى المدينة

يجب أن لا ننسى أن أبو بكر هو الشخص الذي آمن بسيدنا محمد أولا من بين الرجال وأعلن إسلامه، وكذلك أكد صدق رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن رحلة الإسراء والمعراج. وقد قالت السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها، عندما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح الناس يتحدثون عن ذلك، وبعض الناس الذين كانوا يؤمنون به ويصدقونه ارتدوا عن دينهم، وسارع بعض الرجال إلى أبي بكر وقالوا له: “هل لديك أي خبر عن صديقك؟”، ويزعمون أن النبي سيسري إلى بيت المقدس هذه الليلة، فسألهم أبو بكر: “هل صدق النبي في ذلك؟”، قالوا: “نعم”، فقال أبو بكر: “إذا كان قد قال ذلك، فهو صادق”. وقالوا: “أتصدق على أنه ذهب إلى بيت المقدس هذه الليلة، وعاد قبل الصباح؟!”، فأجابهم أبو بكر: “نعم، إنني أصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة”. كان أبو بكر رضي الله عنه يقف جنبا إلى جنب مع سيدنا محمد في معظم الغزوات والمعارك، وكان يخشى عليه ويحرص عليه من الأذى، ودفن أبو بكر رضي الله عنه بجوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى