قصة انتحار شقيقة الشاعر نزار قباني
نزار قباني : هو شاعر سوري ولد في دمشق في 21 مارس 1923، وكان يحب الرسم والألوان في طفولته، وقد ورث حب الشعر عن جده أبو خليل القباني الذي يعد رائدا في المسرح العربي، وكان يفضل الشعر الجاهلي وحفظ قصائد عمر بن أبي ربيعة وجميل بثينة وطرفة بن العبد وقيس بن الملوح.
نزار قباني اشتهر بقصائده التي تدافع عن حقوق المرأة وحريتها، ويعتبر شاعر المرأة، وذلك بسبب تأثره الشديد بحادثة انتحار أخته وصال خلال طفولته، حيث أثر هذا الحادث على حياته وشعره بشكل كبير، على الرغم من أنه قام بإخفاء حقيقة انتحار أخته وادعاء أنها توفت بسبب مرض في القلب، إلا أنه أعلن عن قصة انتحارها في مذكراته الخاصة عندما قال: (صورة أختي وهي تموت من أجل الحب محفورة في لحمي)
قصة انتحار شقيقة الشاعر نزار قباني:
– هناك أكثر من رواية لقصة انتحار شقيقة الشاعر نزار قباني، ولكن الرواية التي أعلن عنها نزار هي أنها كانت على علاقة عاطفية بأحد الشباب، وكان ذلك الشاب يرد أن يتزوجها ولكن عائلتها لم توافق على ذلك الزواج، لأن الفتي لم تكن عائلته بنفس المستوى الاجتماعي لعائلة نزار قباني، وحاولوا أن يجبروها أن تتزوج من رجل أخر غير ذلك الحبيب، مما جعل أخته الكبرى وصال تقدم على الانتحار لأنها لم تستطع الزواج بمكن تحب، وضحت بحياتها بكل سهولة، وكان ذلك في عام 1938 حيث كان عمر نزار قباني خمسة عشر عاما.
نزار تأثر بسبب انتحار شقيقته، وكتب عن هذه الحادثة في كتاب قصتي على الشعر. قال في تلك الحادثة: `في تاريخ أسرتنا، حدث استشهاد نتيجة العشق، الشهيدة هي أختي الكبرى وصال، قامت بقتل نفسها بكل بساطة وشاعرية فريدة، لأنها لم تتمكن من الزواج من حبيبها. أتذكر صورة أختي وهي تموت بين يدي، لازلت أتذكر وجهها الملائكي وملامحها النورانية وابتسامتها الجميلة وهي تموت. كانت في وفاتها أجمل من رابعة العدوية وأروع من كليوباترا المصرية. عندما شاركت في جنازة أختي وأنا في الخامسة عشرة، كان الحب يسير بجانبي في الجنازة ويمسك بذراعي ويبكي. وعندما دفنت أختي في التراب وزرناها في اليوم التالي، لم نجد القبر، بل وجدنا وردة في مكانه.
هناك رواية أخرى صرحت بها الأديبة السورية كوليت خوري، التي كانت على علاقة عاطفية مع نزار قباني قبل أن ينفصلا. كانت هي وعائلتها مقربين من عائلة الشاعر. أكدت كوليت أن القصة التي تحدث عنها نزار غير صحيحة. وقالت إن وصال لم تقدم على الانتحار بسبب عدم قبول عائلتها للشاب الذي أحبته، ولكنها انتحرت بسبب ابتعاد ذلك الشاب عنها وزواجه من امرأة أخرى، مما دفع وصال للانتحار. وتقول كوليت إنها عرفت بعد ذلك عن الشاب الذي ترك وصال، وكان يعتبره نزار قباني شقيقا له وتزوج من امرأة أخرى. وحدثت مأساة مشابهة لوصال، حيث انتحرت أيضا. وهذه المصادفات غريبة.
وربما امتنع نزار عن الكشف عن قصة انتحار شقيقته في الواقع، ولكن تركت وفاة شقيقته الوحيدة أثرا كبيرا على شعره ونضاله من أجل الحب وحرية المرأة. رأى أن وفاة شقيقته كانت استشهادا من أجل الحب، ولذلك كتب نزار: “هل كانت وفاة أختي في سبيل الحب أحد العوامل النفسية التي دفعتني لاستكشاف الشعر الحب بكل طاقتي وأنأي به أجمل كلماتي؟ هل كانت كتاباتي حول الحب تعويضا عن ما حرمت منه أختي وانتقاما لها من مجتمع يرفض الحب ويطارده بالسلاح والعنف .