قصة امراة لوط
قام الله بإرسال جميع الأنبياء إلى شعوبهم برسالة للدعوة لعبادته وحده دون ربطه بأي شيء أو أي شخص، ومع ذلك، أرسل الله النبي محمد لعموم البشر على الرغم من أن رسالته كانت هي نفسها، ولكنه جاء بقانون جديد يشمل جميع الناس في جميع الأماكن والأزمان، حتى في المستقبل البعيد وحتى يوم القيامة.
تقوم قصص القرآن بتعليم الدروس وتوفير السياق التاريخي للإنسانية وإظهار طبيعة قوانين الله في تعامله مع البشر، وتعد قصة النبي لوط ذات أهمية خاصة في القرن الحادي والعشرين.
لماذا أرسل الله سيدنا لوط إلى هذا القوم
أرسل الله عز وجل النبي إلى هذه المدينة ليدعوا الناس لعبادة الله وحده، ومع ذلك، كان قوم سيدنا لوط يتمتعون بطرق فاسدة ولا يرغبون في تركها، وأصبح لوط مصدر إزعاج وتم تجاهل كلماته.
حث النبي لوط الناس على التوبة عن أفعالهم الإجرامية والغير لائقة، ولكنهم رفضوا الاستماع لنصيحته. واجه لوط شعبه وحذرهم من فسادهم وأفعالهم الإجرامية وسلوكهم الجنسي الشاذ.
( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَومِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَومٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون ) (الأعراف: 80-82).
في السنوات العشرين أو الثلاثين الماضية، أصبح منتشرا التحدث عن الشذوذ الجنسي كطريقة طبيعية للحياة، ومع ذلك، وفقا لقانون الله والأديان السماوية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام)، فإن هذا الأمر غير مقبول، والفكرة الجديدة المتمثلة في أن الشذوذ الجنسي المنتشر بطريقة ما يتم رفضها أيضا من قبل الإسلام، ويشير القرآن بصراحة إلى أن شعب لوط كان أول من ارتكب هذا الانحراف الجنسي.
( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَومِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتقْطَعُونَ السَّبِيْلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيْكُمُ المُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوابَ قَومِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِيْن) (العنكبوت: 28-29) .
قصة امرأة سيدنا لوط عليه السلام
الله سبحانه وتعالى يقدم مثالا على أهمية الوعظ لأقرب الأشخاص قبل وعظ الآخرين بالخير. فالنبي نوح والنبي لوط وزوجة سيدنا لوط التي يقال إنها تسمى الوالعة أو الوالهة، جعلهم الله مثالا للكافرين، على الرغم من أنهما كانا تحت إشراف أفضل اثنين من عباده. ثم خانت الزوجات أزواجهن وأساءت إليهم، وفقا لقول الله عز وجل: `ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين` (سورة التحريم، الآيات 10).
وقد اهلك الله سبحانه وتعالى امرأة لوط بسبب خيانتها لزوجها لوط لانها رفضَت دعوته، وآثرَت البقاء إلى جانب قومها، فكانت خيانتها له بكفرها وجحودها، كما كانت على دين قومها وذكر أيضا أنها كانت تتجسَّس على لوط وتأتي قومها بأخباره، وعندما كان لوط -عليه السلام- يسر الضيوف كانت تدلُّ قومها على ضيوف لوط، قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}
وقد قال أهلُ التَّفسير: لم يتبع الخانتان الدين الذي كان معلنًا من قبل الأنبياء، ولكن لم يكن المقصود بذلك أنهما ارتكبا فعلاً فاحشة، لأن نساء الأنبياء معصومات من الوقوع في الفواحش بسبب حرمة الأنبياء ولأن الله تعالى لم يجعل نبيًا قد بغى على امرأته.
عقاب الله لقوم لوط
لقد أرسل الله رسله إلى سيدنا لوط عليه السلام ويحذروه من ترك المدينة في أقرب وقت ممكن مع بناته وأهل بيته ومن آمن معه وكذلك زوجته ولكن ذكر له الرسل أن امرأته ستكون من الذين سوف ينزل الله عليهم العقاب، وكان العقاب عبارة عن هزة أرضية عنيفة مع حمم بركانية قوية قضت على كل من كان في قرية سدوم من الكافرين.
( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * إِنَّكُم لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسآءِ بَلْ أَنْتُم قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الغَابِرِيْنَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِيْنَ ) (الأعراف: 80-84) .
مواضع ذكر امرأة لوط في القرآن
ذكرت الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم امرأة لوط وامرأة نوح معا، للإشارة إلى العقوبة التي تلقاها هاتان المرأتان على الرغم من كونهما زوجتين لنبيين. ولكن هذا لن يكون لهما شفاعة عند الله تعالى. فقد قال الله تعالى: {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط ۖ كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين .
وذكر الله تعالى أيضا قصة هلاك قوم لوط – عليه السلام – عندما خرج هو وأهله من قريتهم، وأمرهم الله بعدم التفتيش والنظر إلى الوراء، ولكن امرأة لوط التفتت فكانت من الهالكين وهلكها الله بسبب كفرها. قال تعالى: “قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنها ستصيبها المصيبة التي أصابتهم، إن موعدهم الصبح. أليس الصبح قريب .
وقال تعالى: {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} ، وقال تعالى: {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} ، وكل هذه المواضع تشير إلى نجاة لوط وأهله إلا امرأته أهلكها الله مع قومها.