ادب

قصة النملة الكريمة

تعتبر قصص الأطفال من أحب الأشياء إلى قلوبهم، وخاصة إذا كانت تلك القصة قبل النوم، ومن خلال القصص يمكننا أن نوصل لهم العديد من القيم والمبادئ الرائعة التي يستطيعون تذكرها طوال حياتهم.

جدول المحتويات

القيم في قصص الأطفال 

يوجد عدد كبير من القيم التي يحتاجها الأطفال في تربيتهم منذ الصغر، وهناك بعض الآباء والأمهات يجربون عددا كبيرا من الطرق لكي يستطيعوا أن يعلموا أطفالهم قيمة تلك القيم الرائعة، ولكن هناك طريقة سهلة جدا يمكننا استخدامها لأطفالنا، وهي أن نقوم بسرد تلك القيم عن طريق قصة قصيرة تحتوي على الشجاعة أو الصدق أو الكرم، فالكرم مثلا هو واحدة من الصفات الرائعة جدا والتي يجب على أطفالنا تعلمها، لذا سنتحدث عن الكرم اليوم من خلال قصة قصيرة عن النمل.

قصة النملة البخيلة والنملة الكريمة 

في يوم جميل يشهد عائلة النمل، قالت النملة الأم الكبيرة لأطفالها الصغار، وفي ذلك الوقت كانت السماء تمطر. قالت لهم: هيا بنا ندخل، يا أطفالي الأعزاء، فالأمطار تتساقط بغزارة والرياح قوية أيضا. ولكن مع غزارة الأمطار، اندفع الماء إلى داخل بيت النمل بكمية كبيرة، وبدأ النمل الصغير يصرخ بالنجدة. حتى أن النملة الكبيرة صاحت على أطفالها لينتبهوا لأنفسهم ويتمسكوا بأي شيء بقوة حتى لا يجرفهم الماء إلى الخارج. وطلبت منهم أيضا أن يذهبوا إلى أقرب جدار ويتمسكوا به بقوة، وفي تلك اللحظة قالت الأم: يا الله، اندفعت مع ماء المطر كل الحبوب التي جمعناها طوال العام، ولم يبق لدينا شيء.

وهنا، سمعت الأم صوت النملة الصغيرة وهي تقول: `يا أمي، أنا جائعة جدا، أين الطعام؟` وبعدها قالت أختها النملة الصغيرة: `نعم، وأنا أيضا جائعة جدا، أريد أن آكل الآن.` وقالت الأم إنها ستذهب خارجا للبحث عن طعام لأطفالها الصغار. وخرجت الأم النملة وهي محتارة للغاية، فقد فقدت كل الحبوب التي جمعتها طوال العام حتى تستطيع إطعام نفسها وأطفالها في ذلك الجو. وقالت النملة: `يا للهول، كيف سأجد طعاما الآن في ذلك الجو الممطر؟` وبعد أن مشت الأم مسافة قصيرة، قررت العودة إلى منزلها مرة أخرى، وقالت إنها ستعود مرة أخرى بعد أن يتوقف المطر للبحث عن الطعام.

عندما عادت النملة الأم إلى مستعمرتها دون أي شيء في يديها، توجه أطفالها على الفور إليها وسألوها عن الطعام، قائلين: أين الطعام يا أمنا؟ أين الطعام؟”، فانهمرت دموع النملة الأم ودعت الله تعالى، وقالت: “يا الله، إن أطفالي الصغار جائعون جدا، وليس لدي أي طعام لهم، ماذا أفعل يا ربي؟”، وفي ذلك الوقت جاءت فكرة سريعة إلى ذهنها، فقالت الأم: “سأذهب إلى جارتنا النملة، ربما تكون لديها طعاما إضافيا يمكن أن تعطينا إياه.

وفعلا، خرجت النملة الأم على الفور واتجهت إلى منزل جارتها النملة. كانت السماء تمطر بغزارة، وشعرت النملة الأم ببعض الاحراج وقالت: أتمنى ألا أسبب أي إزعاج لجارتي النملة في هذا الوقت المتأخر من الليل، لكن أطفالي جائعون ويجب أن أجد لهم طعاما. إذا عدت إليهم من جديد بدون طعام، سيبكون كثيرا من شدة الجوع. وصلت فعلا إلى منزل جارتها النملة وطرقت الباب، وسمعتها وهي تتحدث مع أطفالها وتقول لهم إن تلك الحبوب ستكفينا لعدة أيام أخرى حتى يتوقف المطر وتشرق الشمس من جديد. فتحت الجارة الباب للنملة الأم، وهنا طلبت النملة الأم من الجارة بعض الحبوب لتطعم أطفالها الصغار، وقصت لها كيف أن الماء أخذ كل الحبوب التي كانوا يمتلكونها وأن أطفالها الصغار جائعون.

وهنا ردت النملة على جارتها عندما قالت لها: عزيزتي، تعلمين أن الشتاء والمطر منعتنا أيضا من جمع الحبوب، وعندئذ فهمت الأم أنها لن تحصل على أي مساعدة من جارتها، وقالت: `يا ربي، ماذا أفعل الآن؟` ولم تجد الأم خيارا سوى العودة إلى أطفالها بلا شيء في يديها، وكان الأطفال يبكون بشدة جراء الجوع، فطلبت الأم من أطفالها أن ينتظروا حتى يتوقف المطر وأنها ستعود مرة أخرى.

وفي اليوم التالي، توقفت الأمطار وأشرقت الشمس، وقالت النملة الأم: الحمد لله، يمكنني الآن جمع الحبوب، وجمعت النملة الأم الكثير منها في ذلك اليوم، وقالت لأطفالها: بعد أن أكلتم، يوجد لدينا الآن الكثير من الحبوب التي تكفينا لعدة أيام أخرى، ولكن حينها، كانت الجارة التي تقطن بجوارها قد نفدت الحبوب التي تمتلكها، وكانت أطفالها جائعين جدا، وقالت النملة البخيلة: ماذا أفعل يا أطفال، انتظروا قليلا، سأذهب إلى جارتي الطيبة وأطلب منها بعض الحبوب.

وبالفعل ذهبت النملة البخيلة إلى النملة الأم الطيبة وقالت لها يا جارتي العزيزة اطفالي يبكون من شدة الجوع أريد بعض الحبوب حتى أطعمهم، وعلى الفور قالت النملة الكريمة لا تحملي هما سوف أعطيك نصف الحبوب التي جمعتها وأقسمها بيني وبينك، وأنا وأطفالي سنحمل الحبوب معك إلى أطفالك، صعقت النملة من فعل جارتها الطيبة، فشكرت النملة جارتها الطيبة واعتذرت لها عما فعلته في المرة السابقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى