قصة النعوشة الأسطورة التونسية
النعوشة هي أسطورة قديمة في تونس، نشأت مثل جميع الأساطير بين الناس البسطاء تحكي قصة غير عادية تعبر عن اعتقادهم. والنعوشة هي طائر يشبه البومة في الشكل، وهي إحدى تلك الأساطير التي أعتقدوا بها وآمنوا بقدرتها على امتصاص الأرواح عبر أنف الضحية، كانت تنتقم من جميع الأطفال لموت ابنها. ولا يمكن التخلص من شر النعوشة إلا بوضع غربال على باب المنزل للحماية منها.
ضعف وانكسار في حياة النعوشة :
كان هناك امرأة فقيرة تعيش مع زوجها وتعمل معه في الحقل كان زوجها دائمًا ما يعاملها بقسوة وشدة فكان يجبرها على العمل ليل نهار وإلا عاقبها بالضرب والإهانة، كانت تلك المرأة ترغب دائمًا في إنجاب طفل لعله يكون ونيسًا لها في تلك الحياة القاسية التي تعيشها لكنها كانت دائمًا ما تفقد أي حمل بسبب الإجهاد الشديد والتعب.
وفي يوم من الأيام، اكتشفت النعوشة أنها حامل وشعرت بفرح شديد، ودعت الله أن يرزقها بمولود سليم، وبالفعل أجاب الله دعوتها وولدت طفلًا جميلًا، وكانت تشعر بالسعادة عندما تنظر إلى وجههذا الطفل الذي كان صديقها المنتظر الذي حلمت به طويلاً.
وحش النعوشة المنتقم :
وفي أحد الأيام طلبت من ابنها أن يذهب إلى إحدى جاراتها لإحضار غربال وبالفعل اتجه الولد في طريقه إلى جاراتها وطلب منها الغربال وفي طريق العودة وجد الولد طائر مجروح لفت انتباهه فترك الغربال من يده ليمسك بذلك الطائر إلا أن الطائر طار قليلاً ثم حط على الأرض فجرى الولد ليمسك به مرة أخرى وهكذا مرة بعد مرة حتى نسى الغربال تمامًا.
بعد وقت طويل، شعر الصبي بالتأخر وأدرك أن والدته ستعاقبه، لكنه لم يجد سوى العودة إلى والدته مرة أخرى. هناك، واجهه والدته وروى لها أنه فقد الغربال، فانهارت الأم من الغضب الشديد وبدأت تضرب الصبي وتعاقبه حتى مات في يديها. صدمة الأم كانت قوية جدا، فقد مات ابنها الذي انتظرته وحلمت به طويلا، وبدأت تبكي بكاء عنيفا حتى ظهر لها ريش وجناحان وتحولت إلى طائر.
بعدما احتمالية تحطم نعوشتها، قررت النعوشة الانتقام من الأولاد والفتيات الذين يتسببون في الشغب ولا يستجيبون لرغبات أهلهم، وكانت النعوشة تراقبهم عن كثب، وفور رؤيتها لأي طفل مشاغب تقرر عقابه بمجرد أن تهاجمه وتمتص روحه من خلال أنفه، مما يؤدي إلى وفاته على الفور.
النعوشة في الفلكور التونسي :
عرف الناس الأساطير قديمًا قبل ظهور التلفاز و الأقمار الصناعية وتداولوا حكاياتها فكانوا يؤمنون بحقيقتها ومدى قوتها في تحقيق الأذى لهم وكانت النعوشة إحدى تلك الأساطير التي كانت الأمهات تحرص على حماية أولادها منهم وذلك عن طريق تعليق غربال أمام المنزل أو فوق رأس الأطفال عند نومهم اعتقادًا منهم أن الغربال هو رمز للطاعة التي افتقدتها النعوشة وكانت سببًا في وفاة ابنها، وفي العصر الحديث صارت النعوشة جزء من الفلكلور التونسي لا تسبب أذى لأحد لمنها تذكرهم بحكايات الأجداد.