قصة الملك والنجار
استدعى الملك مختار أحد النجارين في مملكته في يوم من الأيام، وأخبره بأنه يريد أن يقتله. فلما اندهش النجار وسأل عن السبب، علم بأنه لا يوجد سبب، وأن كل ما في الأمر أن العملية ضرورية للملك كل فترة، حتى يثبت للشعب أنه قادر على السيطرة عليهم وحتى يظلوا يعملون بجد دون أي تمرد. وأن الملك كان يقوم بذلك دائما مع أحد المجرمين أو اللصوص، لكن للأسف لم يقدم أحد على فعل أي جريمة لفترة طويلة، وهو ما يعني أنه يجب على الملك اختيار أحدهم، حتى ولو كان ظلما، لذلك وقع الاختيار على النجار.
حزن وألم:
خرج النجار من عند الملك وهو في حالة من الذهول بسبب ما سمعه من الملك مختار، حيث أخبره أن هذه الليلة هي آخر ليلة في حياته، وأنه سيتم احتجازه ونقله إلى مصيره بعد شروق الشمس. بكى النجار طويلا، إذ لديه أطفال يحتاجون لرعايته بعد وفاته، ولديه زوجة وأم عجوز يعول عليها لتأمين معيشتهم. جلس النجار على صخرة على الطريق، يفكر ويبكي لفترة طويلة، حتى حان وقت الغروب وتنبه إلى أنها آخر ليلة في حياته، وأنه سيكون بعيدا عن أهله وأولاده. عاد النجار سريعا إلى منزله.
التوكل على الله هو الحل:
دخل النجار على زوجته وهو محزون ومشتت الذهن، فسألته عن السبب. جلس يفكر هل يخبرها بالأمر ويحزنها أم يتركها تكتشف المفاجأة في الصباح. في النهاية، أخبرها أن الملك حكم عليه بالإعدام وسيعدم الليلة وأراد أن يودع أهله وأبنائه. ضحكت زوجته وأدهشها طريقة تبسيطه للأمر، فقالت له: لا تحزن واترك أمرك كله لله، فإنه والله لن يضيعنا. قامت بإحضار أفضل الطعام وجمعت أولادها وجلسوا جميعا لتناول الطعام، وكلما رأته حزينا ذكرته بكلمة واحدة: اتركها لله.
الصباح نور وبركة:
حاول النجار ليلًا أن ينام لكنه لم يستطيع فكل ما يفكر فيه انه سوف يموت، وعندما سمع أذان الفجر قامت زوجته لتوقظه حتى يصلي فقال لها لا أستطيع الثبات مثلك، قالت له الصباح فيه نور وبركة قد بسطها الله لعباده فلا تحرم نفسك منها، قم وصلي وادع الله لنا ولك، سمع النجار كلام زوجته وقام ل صلاة الفجر، وما أ انتهى حتى سمع طرقات الباب.
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فُرجت:
أحس النجار أن الموت هو من يطرق بابه، ومشى بخطوات متثاقلة حتى وصل إلى الباب وفتحه، فوجد مجموعة من الجنود على بابه فقال لهم هل حان الوقت؟ قالوا له جئنا لنخبرك بأن الملك قد مات وأنه عليك أن تصنع تابوتًا يليق به، ضحك النجار وعلى صوته من الضحكات ثم انتبه لما رأى الدهشة على الجنود وقال لهم: صوف أصنع أفخم تابوت ليلق بملكنا مختار.