قصة الملك الذي سرق قلبه
لويس شارل أو لويس السابع عشر الملك الذي سرقت قلبه، تلك هي إحدى القصص الحقيقية والأكثر غموضا عبر التاريخ عن ملك فرنسا الذي اختفى تماما ولم يتبق منه سوى قلبه، وذلك بعد أن سرق ذلك القلب وظل يتنقل بين هذا وذاك حتى استقر في المقابر الملكية بعد رحلة عناء طويلة، ولكن ظلت أسطورة الملك المفقود حية ومحيرة بين من يؤكدون موت الملك ومن يدعون وجوده.
من هو لويس شارل ؟
لويس شارل هو الإبن الثالث ووريث العرش لأبوين هما ملكي فرنسا هما لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت، ولد لويس شارل في الـ 27 من شهر مارس عام 1785، كان له من الأخوات ثلاثة هم ماري تريز وهي الأخت الكبرى، ولويس جوزيف وهو الأخ التالي لها والأخت الصغرى صوفي هيلين التي توفت وهي في الحادية عشر من عمرها، وكذلك توفى أخوه لويس جوزيف ولم يتبقى سوى لويس شارل كوريث العرش وأخته ماري تريز.
حياة الرفاهية والترف داخل القصر الملكي :
عاش لويس شارل أيامه الأولى في القصر الملكي، وكانت حياته مليئة بالرفاهية والترف والإسراف. لكن الملكة ماري أنطوانيت لم تعرف سوى الحفلات والملابس الفخمة والقصور الباذخة. ولم تكن هي الوحيدة التي تتمتع بهذه الصفات، بل كان زوجها وحاشيته ورجال البلاط الملكي يعيشون حياة مرفهة، في حين كان الشعب الفرنسي يعاني من الجوع والتشريد ونقص الموارد. وعندما حاول الثوار مرارا وتكرارا إرسال رسائل إلى الملكة لشرح معاناة الشعب، لم تهتم ولا اهتمت بأمره.
ثورة في البلاد وإسقاط الملكية :
قامت ثورة في البلاد ضد الملك وزوجته تم على أثرها اعتقال الملك وزوجته وأولادهم ثم الحكم على الملك بالموت عن طريق المقصلة في ساحة الثورة “ميدان الكونكورد حاليًا ” ومن بعده زوجته ليظل الطفلين وحيدان دون أبوين، بعدها تم تفريقهما كل ذلك ولويس لم يتجاوز الساعة من عمره، تم إسناد مهمة رعايته إلى “أنطوان سيمون” أحد المتعصبين للثورة الذي قام بالاعتداء على الصبي ومعاملته معاملة سيئة جدًا، حتى أنه عرضه للاعتداء الجنسي كنوع من الإذلال والشماتة في أبويه وفي عام 1793م تم سجن الصبي تحت ” لقب أمير فرنسا الملكي “.
موت وذل وإهانة :
يحكي السجل كيف كانت حياة هذا الطفل البائس الذي أدى إلى جعله يمتنع عن الكلام بشكل نهائي، وكان يعيش وحيدا في زنزانته دون رؤية أي شخص. وعلى الرغم من وجود مفتشين دوليين لمتابعة الأمير داخل محبسه والتأكد من حسن معاملته، إلا أنه كان يعامل بفظاظة شديدة، وحتى الطعام كان يقدم له عبر فتحة صغيرة من الباب، ولم يسمح له طوال فترة محبسه برؤية الشمس مطلقا. وبعد فترة، أصيب الأمير بمرض أنهكه تماما، وأصبح في حالة أكثر بؤسا، وعلى الرغم من تعيين أكثر من طبيب لعلاج الصبي، كان يتوجب على الطبيب “فيليب جان بيليتيان” أن يشرف بنفسه على صحة الأمير السجين. ولكن، توفي الأمير أخيرا بعد صراع مع المرض في الـ 8 من يوليو عام 1795 وهو في العاشرة من عمره. وقام الدكتور “بيليتيان” بتشريح جثته وأعلن أن سبب الوفاة هو مرض السل، وبعد ذلك احتفظ الطبيب بقلب الأمير في الكحول وهي عادة ملكية، ثم دفن الجثمان في مقبرة جماعية بدون شاه.
مفاجآت وحقائق :
تبدو قصة الأمير قصة عادية حتى الآن، ولكن المفاجآت التي توالت بعد ذلك جعلت منها قصة مثيرة تتداولها الرأي العام، فظهرت نظرية أن الملك ما زال على قيد الحياة وأنه تم تهريبه بفعل السلطات البريطانية المعادية للثورة الفرنسية في ذلك الوقت، كما اكتشف الطبيب ”بيليتيان” أن القلب الملكي تمت سرقته من مكتبه، وبعد استعادة القلب، أهداه الطبيب إلى رئيس الأساقفة ليتم عمل مراسم دفن قلب الصب.
في عام 1814، انهارت إمبراطورية نابليون وعادت النظام الملكي مرة أخرى، حيث تولى لويس الثامن عشر الحكم كعم للأمير وأخ للملك لويس السادس عشر. ومع ذلك، ظهرت العديد من الشائعات التي تزعم أن الملك لويس السابع عشر لم يمت وأنه كان وريثًا شرعيًا للعرش الفرنسي،
أجرى فريق من الأطباء، يتألف من عالمين يتواجد كل منهما في مكان مختلف عن الآخر، فحصا للحمض النووي للقلب وللجثة المتحللة لماري أنطوانيت، وأظهرت النتائج أن القلب له صلة وثيقة بها، مما يعني أنه ينتمي للأمير، ولكن ما زالت هناك ادعاءات بأن القلب يعود لأخيه لويس جوزيف وليس للأمير، وهذا اللغز المحير لا يزال بدون حل نهائي حتى الآن، مما يجعله أحد ألغاز التاريخ التي لم يستطع أحد حلها بشكل نهائي، وتظل أسطورة لويس السابع عشر الملك الذي سرق قلبه قائمة حتى يومنا هذا.