قصة المراهق اللبناني الذي هزم ” لعبة الحوت الازرق “
لعبة الحوت الأزرق هي لعبة يقوم فيها مسؤول المجموعة بتعيين المهام اليومية للأعضاء والتي يجب عليهم إكمالها خلال 50 يوما، وتتضمن هذه المهام الأنشطة المروعة مثل إيذاء الذات ومشاهدة أفلام الرعب والاستيقاظ في ساعات غير عادية من الليل. وتصبح هذه المهام أكثر تطرفا مع مرور الوقت، حتى يتم دفع اللاعبين إلى الانتحار في اليوم الخمسين من اللعبة. وبما أن المراهقين صغار السن، فإنهم يخافون من الرفض، لذا يجب على الآباء التحدث مع أطفالهم وتأكيدهم على أنهم يمكنهم اتخاذ قراراتهم الخاصة ومناقشة الطرق الصحيحة للرفض. ويجب أن يطمئن الطفل على أنه يمكن قبوله في جميع الأحوال، وهذا سيساعد على منعه من القيام بأي شيء يضره أو يجعله غير مرتاح .
نجاة مراهق لبناني من لعبة الحوت الأزرق
تمكن المراهق اللبناني مصطفى الفار الذي كان يلعب لعبة الحوت الأزرق لفترة من الوقت، من النجاة منها في اللحظة الأخيرة، حيث صرح مصطفى في حوارات مع بعض وسائل الإعلام قائلا: “دخلت اللعبة بسبب الفضول وحب الاستكشاف، وبعد أن سمعت أصدقائي يتحدثون عنها وعن دهاليزها، وبعد أن دخلت، وجدت أن المشرف على اللعبة يوزع تحديات مختلفة على المشاركين. وكانت تلك التحديات تبدأ بطلبات بريئة مثل رسم حوت على قصاصة من الورق، ثم يتوسع نطاق التحديات ليشمل مراحل أكثر صعوبة مثل قطع الشفتين أو نحت الجسم وتشويهه، وطلب مني المشرف الاستماع إلى موسيقى غريبة وتحداني بمشاهدة فيديو مرعب في منتصف الليل .
وتابع مصطفى حديثه قائلا : وبعد مجموعة من الأسئلة والتحديات، سألني المشرف إن كنت قادرا على قتل شقيقي، وهددني بأنه سيقتل أمي إذا لم أفعل ذلك، وعندما رفضت طلبه هذا، أرسل لي عنوان سكني وتاريخ وفاتي، مما أدخلني في حالة هستيرية وبكاء شديد. وبمجرد أن علم والدي بالأمر، منعني من استخدام الهاتف لمدة شهر واحد، وعرض حالتي على معالج نفسي. ختم مصطفى تصريحاته قائلا: أنصح كل طفل ومراهق بعدم الانخراط في هذه الألعاب الخطيرة التي قد تهدد حياتهم بنقرة واحدة .
تصريحات المعالجة النفسية ريبيكا إسبانيولي
قالت المعالجة النفسية ريبيكا إسبانيولي عن لعبة الحوت الأزرق، إنها انتشرت منذ عام 2016. وأفادت بأن 130 مراهقا انتحروا بسبب هذه اللعبة. قالت ريبيكا: `انطلقت اللعبة على يد طالب علم نفس سابق يدعى فيليب بوديكين، ويبلغ من العمر 21 عاما، منذ عام 2013. والهدف الذي ذكره فيليب هو القضاء على الأشخاص غير المنتجين في المجتمع`. انتشرت اللعبة في عدد من الدول الأجنبية، بما في ذلك بعض الدول العربية مثل مصر ولبنان والأردن وتونس والمغرب. ومع ذلك، لم تصل الحالات التي لعبت في لبنان إلى مرحلة الانتحار .
وتابعت ريبيكا حديثها قائلة : الفضول ورغبة استكشاف تحديات اللعبة، إلى جانب المراهقين الذين يعانون من حالات نفسية مثل العزلة والاكتئاب، هي أسباب تدفع للعب والإدمان على لعبة الحوت الأزرق، والامتثال لأوامرها وتنفيذها حتى وإن تسببت في إيذاء النفس، وتستهدف هذه اللعبة فئة الأطفال دون الثامنة عشرة من العمر، نظرا لأن المراهقين في هذا العمر يتأثرون ببيئتهم بشكل غير إرادي، ومن السهل أن يندمجوا بشكل كامل مع اللعبة، مما يدفعهم لتنفيذ أي طلب يتم توجيههم به من قبل المشرفين على اللعبة .
وتابعت ريبيكا متخصصة علم النفس : يتمثل الخطر اليومي ليس فقط في هذه اللعبة، بل يتمثل الخطر في السماح لبعض الأشخاص بتشكيل مجموعات تحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي لتحريض الأطفال على الانتحار. لذا، لاحظنا أن العديد من الدول أنشأت قوانين لمكافحة الجرائم الإلكترونية، وذلك لمحاكمة المتهمين بارتكاب هذه الجرائم ومعاقبتهم. لذلك، نصحت ريبيكا الآباء والأمهات بضرورة توعية أنفسهم ويجب أن يكونوا على درجة عالية من الوعي وأن يلاحظوا سلوكيات أطفالهم ويتابعوا هواتفهم وأجهزتهم اللوحية ويتابعون كل ما يتصفحونه على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الإنترنت بشكل عام لحمايتهم في الوقت المناسب .
المسئولية الجنائية لإنشاء مجموعات تحرض على الانتحار
اقترح البرلمان الروسي مشروع قانون يفرض المسؤولية الجنائية على أولئك الذين يشجعون على الانتحار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وسيتطلب توقيع الرئيس فلاديمير بوتين عليه، وسيعاقب المتحمسون للانتحار بالسجن لمدة تصل إلى أربع سنوات .