ادب

قصة المرأة والأسد

قصة المرأة والأسد تحمل في طياتها حكمة وعبرة لكل من يسعى لتحقيق هدف معين، حيث يجب عليهم العمل بجدية وإخلاص لله لتحقيق هذا الهدف، وعدم الاستسلام للفشل، فالنجاح لا يأتي بدون تعب وصعوبات، ويجب على الشخص الحرص على تحقيق النجاح دائمًا

المرأة والحكيم:
عانت امرأة من معاملة زوجها القاسية وعدم حبه لها مما جعلها تسأل عن حكيم القرية لعلها تجد عنده من الحل حتى يجعل زوجها يحبها ولا يرى غيرها من نساء العالم، ولما دلها الناس على بيته ذهبت إليه وقالت: أشكو إليك قلة حب زوجي لي وأطلب منك أن تصنع لي حجابًا أو تصنع لي سحرًا حتى يحبني ولا يرى غيرى، سكت الرجل قليلًا: ثم قال لها ولكن ما تطلبين يا سيدتي هو شيء ليس بالسهل ولا بالهين فهل تستطيعين تحمل تكاليف ذلك؟ فأجابت المرأة بدون تردد: أستطيع أن أدفع لك كل ما تطلب، قال لها: أولًا لابد وأن تحضري لي شعرة من رقبة الأسد وأن تحضريها بنفسك ولا توكلين عنك أحدًا بذلك.

سكتت المرأة قليلًا، وقالت: هذا محال يا سيدي فالأسد حيوان مفترس قد يقتلني في أي لحظة وأنا لا أأمن نفسي أمامه، فقال لها: لن أستطيع حل مشكلتك إلا من خلال هذه الشعرة لأن مفعولها أكيد وفي خلال أيام قليلة يصبح زوجك لا يرى في الدنيا غيرك، كل ما عليك هو أن تشبعي الأسد فهو لا يأكل إلا إذا جاع وحينها تأمنين شره.

المرأة والأسد:
كانت المرأة تفكر في كيفية الاقتراب من الأسد ونتف شعرة من رقبته دون أن يغضب منها. ثم قامت بشراء كمية من اللحم ووقفت بالقرب من أحد أشجار الغابة، في انتظار وصول الأسد. عندما حضر الأسد، بدأت برمي اللحم له ومن ثم تبتعد. وفي اليوم التالي، قامت بالفعل نفسه، وفي كل مرة اقتربت أكثر من الأسد، حتى أصبح معتادا على رؤيتها. وفي أحد الأيام، رمت المرأة اللحم واقترب الأسد وتمدد بجانبها. استغلت المرأة الفرصة ووضعت يديها برفق على رقبته، وفي لحظة حصلت على الشعرة التي كانت تريدها.

الحكمة وراء شعرة الأسد:
عادت المرأة مسرعة إلى الحكيم يكاد قلبها ينخلع من السعادة فقد جاءت اللحظة التي طالما انتظرتها طوال هذه المدة، وما أن دخلت عليه حتى قالت والبسمة تملأ وجهها: سيدي قد حصلت على ما تريد ها هي شعرة الأسد التي طلبتها، ضحك الحكيم وقال لها: كيف حصلت على تلك الشعرة؟ حكت له المرأة ما كنت تفعله كل يوم مع الأسد حتى استطاعت الحصول على الشعرة.

قال لها: الآن أستطيع أن أقول لك ماذا تفعلين مع زوجك، فزوجك لن يكون أبدًا أكثر شراسة من ذلك الأسد الذي امتلكت عقله حينما علمتي من نقطة ضعفه وهي الطعام، وهذا ما سوف تفعلينه مع زوجك، اتقي الله فيه واخلصي له من الحب والود ما يتملك من قلبه وعقله، وادرسيه كما درست الأسد تعرفين منه ما يحب وما يكره واخلصي فيه النية لله تجديه بين يديك قد سلبتي عقله وقلبه ولا يرى غيرك من نساء العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى