قصة المجرم الخارج عن القانون الذي تحول إلى حذاء
الجريمة لا تجدي نفعا، هذه العبارة يمكن أن نطبقها على النهاية المأساوية التي حظى بها الجاني الخطير جورج باروت، الذي كان أخطر مجرم في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر، والذي ارتكب سرقات وأعمال ترويع كثيرة ضد العامة في ذلك الوقت، وأدى ذلك إلى توليد حالة عامة من الكراهية تجاهه ومطالبة الشرطة بالقبض عليه فورا. في النهاية، تم القبض عليه وتعرض للسحل والإعدام بالشنق على أحد أعمدة التلغراف، ولكن ما حدث بعد ذلك كان الأكثر فزعا على الإطلاق.
جورج باروت وسجل إجرامي حافل:
في أغسطس عام 1878 أصبح جورج باروت من أخطر المجرمين المطاردين والمطلوبين للعدالة بولاية وايومنغ وذلك من خلال هجومه على أحد القطارات حين قام باروت بقتل اثنين من كبار رجال الأمن، لتكن الشرارة التي جعلت رجال الأمن يهتمون لأمره ويطالبون برأس باروت حيًا أو ميتًا أي كانت النتيجة ويتم على إثر ذلك وضع مكافأة على رأسه قدرت بنحو 10 آلاف دولار وفي خلال بضعة أشهر فقط تضاعفت قيمة هذه المكافأة لتبلغ عشرين ألف دولار.
ثم يستمر باروت في مطاردته بعد ذلك حتى فبراير 1879، عندما يوافق جورج باروت على السفر مع مجموعة من أصدقائه إلى مدينة مايلز تاون في ولاية مونتانا المجاورة. في تلك الأثناء، يساعد باروت بعض الأشخاص غير القانونيين على هجوم قطار وسرقة مبلغ كبير من أحد التجار المحليين البارزين. وكانت هذه العملية الإجرامية هي آخر عملية سرقة لأخطر مجرم أمريكي في ذلك الوقت.
القبض على باروت:
في عام 1880، أثناء تواجده في إحدى الحانات، شرب باروت كمية كبيرة من الخمر، مما أدى إلى إصابته بالسكر بشدة. وخلال هذه الحالة من السكر، كشف باروت عن هويته الحقيقية وعن عملية سرقة قام بها في عام 1879، حيث سرق أموالا من تاجر في القطار. تم الإبلاغ عن هذا الجاني في ذلك الوقت بعد أن تعرف عليه أحد الأشخاص في الحانة، وتم اعتقاله وتسليمه إلى السلطات الأمنية في ولاية وايومن.
الحكم بالإعدام:
اتهم جورج باروت أمام محكمة ولاية وايومنغ بقتل رجلي أمن خلال عملية سرقة في عام 1878 بعد تحقيقات دقيقة، وصدر حكم بإعدامه شنقا في عام 1881 في محاولة لتهدئة الرأي العام. لكن باروت قرر الفرار من السجن في مدينة رولينز في ولاية وايومنغ، ولم يلتزم بالحكم. وقد تم القبض عليه بعد محاولة فاشلة للهرب، وأودع في السجن مرة أخرى، ولكن خبر محاولته الفاشلة للهرب جعل المئات من أهالي مدينة رولينز يقومون بمهاجمة السجن وسحل باروت خارج زنزانته وشنقه على عمود تلغراف في 22 مارس 1881.
نهاية أكثر فزعًا:
كانت قصة جورج باروت هي حديث الرأي العام خاصةً بعد ثأر الأهالي منه مما جعل أحد الأطباء ويدعى توماس ماغي يقوم بالاستيلاء على جثة باروت بمساعدة زميله الدكتور جون يوجين أوزبورن وذلك للقيام بعمل مجموعة من الدراسات والأبحاث على دماغ ذلك المجرم لتفسير التصرفات العدائية للخارجين عن القانون، إلا أن الأبحاث لم تأخذ مسارها الطبيعي كما هو معتاد بل قام الطبيبان بانتزاع جلد باروت وإرساله إلى أحد صناع الأحذية لحياكة حذاء وحقيبة من هذا الجلد فيما استخدم الجزء الأعلى من رأس المجرم كمرمد للسجائر، وفي عام 1893 تم تعيين الطبيب توماس ماغي حاكم على ولاية وايومنغ، إلا أن نهاية جثة جورج باروت لم تكن معروفة حينها.
اكتشاف الحقائق:
توقفت عملية التشريح والتجزيء التي تعرضت لها جثة باروت المجهولة. من يهتم بمصير هذا الجاني وما يحدث لجثته؟ واعتقد الدكتور ماغي أنه نجا بجريمته حتى عام 1950، عندما اكتشف عمال البناء برميلا مليئا بالكحول. وداخل هذا البرميل، وجدوا عظاما بشرية وحذاء مصنوعا من جلد بشري. قام خبراء الطب الشرعي بتحليل العظام والجلد وكشفوا هوية صاحبهم، جورج باروت، الجاني الأمريكي. سادت حالة من الذهول والرعب في الشارع الأمريكي بعد نقل وسائل الإعلام للحدث وتطوراته. وحتى الآن، تحتفظ سلطات مدينة رولينز بجمجمة جورج باروت والحذاء المصنوع من جلده في متحف المدينة. وقد وافقت السلطات المحلية على عرضهما للزوار كجزء من معالم المدينة.